12‏/04‏/2018

رسائلها اليه.....16

أتدرى عدد الأوراق التي مزقتها حتى اصل لتلك الورقة التي اكتب لك فيها ...حاولت أن اكتب بعيدا عنك ولا اكتب لك تلك الرسائل ولكن فشلت وكأن مساحات البوح قد خلقت لك
برغم كل تلك العراقيل التي بيننا إلا أننى اشعر بالسعادة لاكتفائي بك ....... لا تحاول أن تسأل لماذا فانا لم اعد اسأل ولكن استسلمت لذاك الشعور الذي يحتلني ويجعلني امتلك نصف العالم حين أكون معك
فمعك اهرب من كل العالم السخيف الذي أصبح يحاوطنا ...ذاك العالم الذي يفرض سطوته علينا وينتزع منا ابتسامتنا ويمنحنا ملامح متجهمة
كلما ازدادت سخافات العالم ...كلما هربت إليك واختبأت في حضنك وتركت كل شيء من خلفي
حين اكتب لك أتحرر من حدود العالم البائس وادخل معك إلى عالم موازى صنعناه معا
أتدرى كلما قرأت رسائلي السابقة إليك لا املك إلا أن اسأل هل حقا تلك الكلمات لك ...كيف كنت أقرأك هكذا دون كلام
كيف استطعت أن المس روحك ببساطة
أتدرى حين اكتب لك اترك العنان لروحي لتبوح لك وتبوح ولا تصمت أبدا ...ربما لبعض الوقت اشعر بالخوف من أن تنتهي رسائلنا ببرود أو صمت مفاجئ أو تتحول لمجرد رسائل روتينية نكتبها لنملئ فراغ أرواحنا حتى تتحول لكلمات صماء
أتعلم كل ما سبق جنون فقد استمر حديثنا لسنوات طويلة دون ملل أو روتين أو حتى تكرار
هل لان حياتنا ممتلئة بما يملئ سنوات من البوح أم لأننا ندخر حديثنا لنا فحين نلتقي لا نكف عن البوح ...أم أننا حين نتحدث نخرج من دائرة الحديث مع الأخر لنصل إلى الحديث معنا
ربما هي طريقة مستترة لنتحدث مع أنفسنا ونخبرها بما لا نقوى على قوله ....أم لأنني انتظرتك سنوات طويلة صامته فأصبحت اشتاق لحديث طويل معك لا ينتهي
أتدرى بأنه قد مضى أكثر من 10 سنوات على أول حديث لنا والى ألان في كل مرة نتحدث نعاود اكتشاف أنفسنا والتوغل في أغوار أرواحنا السحيقة
معك أعاود اكتشاف ذاتي واندهش من تلك التي أتحول لها بين يديك ...صدقني لم اقوي سابقا على مواجهة نفسي وكشف جروحها هكذا ببساطة
دائما ما كنت اهرب من لحظات المواجهة وأخشى نزع ضمادات روحي وكشف جروحها
ولكن معك استسلمت وتركتك تنزع تلك الضمادات فقد كنت على ثقة بأنك ستداويها وبأنها معك ستشفى إلى الأبد

هناك تعليق واحد: