14‏/04‏/2018

دوائر وهمية

دائما ما كنت أقف على حدود دائرة الشك وأتجنب الاقتراب منها، ولكن مع الوقت والكثير من المعاناة كان يجب أن اعبر لداخلها، ربما أستطيع العودة لهدوئي وتلك السكينة التي اصبوا لها.
أتدرى كم هو مؤلم الوقوف على الشوك؟
 انه لا يختلف كثيرا عن دائرة الشك، فكل سؤال هو كثير من الأشواك التي تتناثر في روحك وعقلك وقلبك، الكثير من الأسئلة لا إجابة لها، ولكننا نرتاح لتلك الإجابة التي ترضينا وتجعلنا قانعين بكل ما يحدث لنا ومعنا.
لماذا نلتقي إذا كان القدر يعلم جيدا بأننا سنفترق؟
غريبة تلك العلاقات اللا مفهومة، هي مجرد علاقات مبهمة لا نعلم متى نقع فيها؟ ومتى نتحرر منها؟
هل يختار لنا القدر المناسب لنا حقا أم انه يختار لنا ولا ندرك لماذا؟
أيجب ان نستسلم لتلك الاختيارات أم نتمرد ونحاول تغييرها؟
هل تلك المحاولات مجدية أم أنها تذهب هباء؟
كثيرا ما حاولت أن أتخيل ماذا سيحدث إذا ما كان؟
ولكن دائما ما اصل لتلك المعادلة الواقعية، لن يحدث إلا ما حدث، فما حدث هو نتيجة لما كان، فكيف سيتغير إذا كان كل شيء كما هو.
تلك الحلقات التي تترابط في سلسلة العمر ما بين ماضي وحاضر ومستقبل
لن تستطيع انتزاع حلقة منها والبدء في سلسلة جديدة، فكل تلك الحلقات متتابعة.
ما سيأتي نتيجة طبيعية لما مضى، ليتنا نستطيع أن نتحرر من كل شيء لنعاود البداية من جديد ولكن للأسف لا نستطيع.
حين نمل من الصمت ونزهد فيه، نبعثر كلماتنا على السطور في محاولات مستميتة لأن نفهم ما نخبئه عن أنفسنا لنصل للحقيقة.
في زوايا الماضي البعيد نجلس لنطالع تلك الجدران المملوءة بكثير من التفاصيل التي لا نستطيع الهروب منها، مجرد حلقة أخرى ضائعة في سلسلة العمر، مكان مهجور يحتوى روح وحيدة ويمنحها قليل من الخصوصية لعلها تنزع تلك الأشواك التي تمزق روحها في صمت.
تلك الحكايات التي نرويها بابتسامه ساذجة لنخبر الجميع بأننا أقوياء نستطيع أن نتجاوز الخذلان، ساعات طويلة تمر بلا هدف أو معنى، مجرد حبات رمال تتسرب من الأعلى لترسوا أسفل الساعة الرملية، تَمُر وكأنها دهر كامل، يحاوطك الصقيع من كل اتجاه، وكأن الجدران من حولك تصرخ وتستنجد بك لتحررها من قيود وهميه ولكنها تكبلها بقوة وتشدها لمجهول لا تعلم كيف تتحرر منه.
كثير من الأسئلة تجول بخاطرها وتمزق سكونها وتلقى بها في قاع تلك الدائرة التي لا تستطيع التحرر منها، وحدها من يدرك كيف لتلك الدائرة أن تطبق على صدرها وتخنقها في صمت، وحدها من يدرك أنها ما اختارت أبدا أن تصبح سجينة لها وكثير ما حاولت التحرر منها، إلا أنها في كل مرة تهرب منها تكتشف بأنها تحملها معها وتعود لها.

هناك تعليقان (2):

  1. تلك الحلقات التي تترابط في سلسلة العمر ما بين ماضي وحاضر ومستقبل لن تستطيع انتزاع حلقة منها والبدء في سلسلة جديدة

    ردحذف
  2. التفاصيل!!! حرام يعني مش كده

    ردحذف