18‏/04‏/2018

دائرة الحكايات


التاريخ يعيد نفسه، هي حقيقة لا نستطيع إنكارها، فدائما ما تدور الأيام، ربما كل عام أو أعوام، ولكنها حتما تعود.
إنها تلك الدائرة القدرية لكل منا، نعم فلكل منا دائرة قدريه، لا يعرف مدتها الزمنية ولا يستطيع أن يدرك كم عدد المرات التي تعود الأحداث لتكرار نفسها في تلك الدائرة، إنها تلك الصور التي تعود لتطرق الأبواب في عنف لتفرض حضورها عليك، تَتابع في صمت قاتل، لا تهتم لتلك الدهشة التي تعتريك وأنت تحاول أن تنكر تكرار الأحداث والصور. 
هل حقا لكل منا سلسلة واحدة من الأحداث تتكرر بشكل منتظم خلال سنوات عمرة، أم أنها مجرد مصادفة أن تتكرر الأحداث معنا؟ 
هل تعود بشكل منتظم، أم أنها عشوائية الحدوث؟ 
لا يهم كيف تعود ولكنها تعود، ذات الصور تعصف بذهنك وتطاردك وتفرض سطوتها عليك. 
كيف تعود لتحتل حياتك؟
 ربما في شارع بعيد أو رسالة بلا عنوان أو مجرد صورة في كتاب 
إنها تعود ثائرة، متمردة، رافضة لكل منطق وعقل، هناك حكايات تحتل العمر وتظل تلاحقك وإن رحلت عنها أو تجاهلتها ....هي لا ترحل ولا تغيب. 
ربما يختلف الأشخاص، وبعض تفاصيل الحكاية، ولكن تظل الحكايات هي الحكايات، بعض الحكايات ننتظرها بشغف ونستقبلها بتنهيدة فرح، والبعض يأتي ومعه الثورات والمعارك والحروب، فنترقب أحداثها بخوف ورعب ورغبة في إنكار كل شيء، والعودة لركن خفي وبعيد عن صخب الحكاية. 
هل نستطيع تحريك الأحداث وتغيرها لنصنع حكاية جديدة لا تمت لما سبق
أم أنها كالقدر لا يتغير ولا يتبدل؟
نمضى إليه حتى وإن رفضنا أو حاولنا الهروب لطرق مختلفة، إلا أن كل الطرق ستقودنا لذات النهاية، فهي قدر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق