15‏/04‏/2018

اليقين الحائر


حين تفتش عن اليقين ستقع في تلك الحيرة التي لا تستطيع الخروج منها ببساطة، بالرغم من أن اليقين قد ينبع منك، إلا انك يجب أن تفتش عنه خارجك لتصل به إلى روحك بسلام، فالبحث عنه يستهلك منك كثير من التفكير والوقت والسلام الداخلي، فأنت تفتش عما يكمل تلك الحقائق المبتورة، ربما هي ليست كذلك ولكنك تراها من جهة واحدة فقط، فلا تستطيع أن ترى الصورة كاملة وتظل نصف حقيقة، فالظاهر لك مجرد قطع متناثرة من بازل كبير تحاول أن تجمعه وحدك.
تلك لعنتك لا تقتنع بما ترى، ولكنك دوما تبحث عن التفاصيل وتفتش على ما لا ترى عيناك، تراوغك الحقيقة وتأبى أن تنكشف لك ببساطة حتى انك تشعر بإرهاق وتعب ويهتز يقينك وتجهل كيف تصل إليها.
اعتقد بان اليقين وحدة هو الذي سيدفعني للاستمرار في البحث عن ذاك المجهول.
هل حقا أثق بك؟
هل حقا امتلك اليقين الكافي للإيمان بك؟
هل املك اليقين بأني في النهاية سأنتصر على مخاوفك وهروبك ورحيلك إلى بعيد عنك وعنى؟
هل سأنتصر لنا؟
ربما تلك هي الأسئلة التي لا إجابة لها، أو ربما لها أحيانا إجابة واضحة ولكنها لا زالت مجهولة... على الأقل لي.
من الصعب خوض المعركة مع ذاتك، ربما تلك أصعب المعارك التي تخوضها، فأنت تخوض تلك المعركة ليس بغاية الربح والخسارة، فليس هناك طرف مهزوم وطرف رابح أو منتصر، أنت لا تفتش عن الانتصار على الطرف الأخر، بل أنت تنتصر به على الدنيا وتنتصر معه للحياة، إنها أصعب معادلة قد تخوضها في حياتك.
أنا لا املك رفاهية الانسحاب والاستسلام، لا املك حق المعافرة في معركة لا اعلم إلى أين ستقودنا، إنها رحلة طويلة مضينا فيها بلا خوف وبكل الخوف، محاولات لأن ننزع حقنا في الأمان، نفتش عن تلك الفرحة المستترة خلف ظلال من الخوف والهروب.
إنها رحلة طويلة للبحث عن اليقين لأتشبث بك، وأستطيع أن اجتاز كل تلك الحواجز والأسوار لأصل لك ومعك لشاطئ نرسو عليه معا.   
ليتك كنت هنا لنتعاون على صعوبات تلك الرحلة.
عن ماذا تبحث؟
 ومن أي شيء تهرب؟
 ربما حين تجاوب عن تلك الأسئلة نستطيع أن نصل لليقين، سأعرف وستعرف بأن دربنا واحد، وأننا حين التقينا كان القدر هو الذي يرسم لنا خطواتنا في طريق طويل لم ندرك نهايته بعد.
بالرغم من إيماني وثقتي بك، إلا أنني احتاج لأن تساعدني لأصل لليقين حتى أدرك ما الذي يحدث من حولي.
ألم تدرك بعد بأن الرحلة طويلة وتحتاج للصبر والجهد حتى نصل معا؟
ألم تدرك بعد صعوبتها ومشقتها علينا؟
كثيرا ما أحاول الهروب من تلك المعركة وترفض روحي الخوض فيها فقد أرهقتني تلك الرحلة التي أخوضها وحيدة بلا سند أو ونس.  
لا اعلم كيف أصبحت انتظرك بكل تلك المشاعر وذاك الصبر؟
لم اعرفني أتمتع بصبر أو احتمال احد، دائما ما كنت اشعر بالملل والغضب وأسارع بالرحيل، ولكن معك.
لا اعلم ما الذي يحدث؟ ولا كيف؟
يتوقف العالم أمامك، ترحل النجوم إليك، وتدور الكواكب في فلكك.
من الصعب أن يفهم احد تلك العلاقة التي نسجت خيوطها ببطء بيننا، وتواصلت رغم كل شيء، كثير من العقبات التي كانت تتجاوزها بكثير من الصبر، دائما ما كنت أتسائل
كيف تشعر؟ وكيف تدور في فكرك علاقتنا؟
كيف ترى اهتماماتي الصغيرة بك، وبتفاصيلك وأحلامك وجنونك وكلماتك؟
كيف تمتزج كل تلك التفاصيل بداخلك وإلي ماذا تتحول؟
اعلم بأنه من الصعب أن تبوح بذلك، من الصعب أن تخبرني بما يجول في خاطرك، رغم تلك الكلمات المبعثرة التي تتناثر منك في أوقات استسلامك وضعفك، إلا انك حريص دائما على الصمت حتى لا تقول مالا تستطيع أن نتجاوزه فيما بعد.
اعلم بأننا لن نبتعد كثيرا وبأن خطواتنا ذاهبة لذات النهاية، وأن دربنا واحد ولكن كيف نصل لتلك الخطوات ونستسلم لها؟
 تلك هي الحيرة.
أترغب في خوض معركتك معي أم انك لا ترغب إلا في الرحيل وحيدا؟
كم تمنيت أن نمضى معا ونجتاز الماضي؟
السر في اليقين، تلك الكلمة السحرية التي ستزيح تلك الحواجز والعوائق التي بيننا.
لم نخوض يوما معركة مع احد أو شيء، ولكننا كنا دائما ما نخوض المعركة مع أنفسنا، مع خوفنا، مع تمردنا على الحقائق ورفضنا الاستسلام لها.
ربما يوما ستدرك أنني لم أتركك وحيدا وخضت كل المعارك من أجلك حتى وان خضتها وحدي، أتعلم ربما تكون أنت أيضا تخوض معركتك هناك في مكان بعيد، ولكن هل تخوضها لنصل معا أم ليصل كل منا لطريق بعيد عن الأخر؟
لازال اليقين والبحث عنه هو غايتي، انه كومضة تشتعل في أخر طريق طويل مظلم، تخبرك بأنك نهاية الطريق ستصل، تخبرك بأنك على الطريق الصحيح، ابحث معك عن اليقين الذي سيصل بي لك.
دائما ما كنت على يقين بأنك هنا في مكان ما، وأنني سأجدك يوما ما، سنلتقي وان طالت المسافات، ربما لم ألقاك أبدا ولكن أعرفك جيدا، ربما التقينا قبل الميلاد في مكان ما في الفضاء الأثير.
حين نلتقي سأعرف انه أنت، سأعاود اكتشافك من جديد، سأكتشف معك الونس والطمأنينة والأحلام، سأجدك هنا روح بريئة، جميلة، حلقت عاليا وجالت في كل الكون حتى حطت على كتفي في سلام.
أتدرك بأنك رغم البعد والمسافات لازلت السند والونس، ربما ما بيننا خطوة واحدة أو درب طويل لا نهاية له، أبواب كثيرة لا مفتاح لها ولكننا على يقين بأنة يوما ما ستفتح كل الأبواب وتتحطم الحواجز ونتحرر من القيود وننطلق معا.
انتظرك هنا على قارعة الحلم، انتظرك لنمضى معا كل منا يفتش عن الأخر، فأنت هاربا من أحضاني، تشعر بالخوف من حناني، ترتبك أمام هذا الحب الكبير.
اعلم بأنك لازلت ترتجف حين يعلن قلبك العصيان ويخبرك بحبه، أدرك جيدا بأنك يوما ما ستستسلم وتعود معي للحياة.
لن تهرب طويلا، فحبي لك اقوي من الإعصار يجتاحك ويحتل كيانك
حين تبحث عن الحلم ستجده يسكن عندي، الم يحن الوقت بعد لتترك مقاومتك جانبا وتعود.
مازالت روحي تفتش عنك، عن نصفها الضائع في سماء الكون، الروح تشتاق للروح، حين تسكن روحي روحك سيتلون العالم بألوان الربيع، ويتحقق الحلم وتبدأ الحياة، إنها لحظة الميلاد الحقيقي، فالنهايات ليست إلا بدايات تولد من جديد.
أدرك جيدا بأن كل لحظة تمضى تجعلنا نقترب، برغم الألم والوجع والحزن إلا أننا سنقترب وسنلتقي من جديد، صدقني لم اهتم يوما بكل تلك الصعوبات التي تقف ما بيني وبين أحلامي، لم أكن يوما افر من الوجع أو الألم أو اختار الانسحاب لارتاح، أتدرى بأنني كثيرا ما سألت نفسي
 أتستحق كل تلك الحروب التي أخوضها لأصل بك ولك؟
هل حقا أنت نصف روحي التي أقاتل لاكتمل بها ؟
فكل منا روح شاردة، تبحث عن حقيقتها، أتدرى ما المشكلة، انك لا تعرف أي إجابات لكل تلك الأسئلة التي تدور في ذهنك، ربما لو انك أدركت الإجابات أو واجهت نفسك بها لانتهت كل تلك المشاكل وتجاوزنا الأسوار.
يوما ما سأخبرك كل الإجابات، فأنا التي ستعثر عليها، وحينها سأخبرك عن كل شيء، سأخبرك بالحكاية بكل تفاصيلها، وربما اعتذر لك لاني في ذاك الوقت لم املك اليقين الكافي وكأني لم أعرفك يوما ولم أفهمك، كأني لا أحفظك بظهر الغيب.
يوما ما ستبوح الإجابات بكل ما نجهله، سأكذب كل شيء واصدق يقيني سأصدقك أنت وستصدق معي.

هناك تعليق واحد: