وحدها
من أدركت بأنه سجين لا يريد أن يتحرر, سجين لماضي لم ينتهي انه كان كالأسوار أحاطت
بروح لم يراها سواها
اقتحمته
بقوة .... تسللت إليه بهدوء..... تمددت في شرايينه ببساطه
كانت
تمتلك كحياته.اب التي تجعله يزداد حيرة ويزداد ارتباكا ويزداد عنف في مقاومتها ,فكلما
اقتربت منه بهدوء ,انتفض في عنف ,فهي تجعله في صراع دائم مابين روح قرر أن يأسرها
خلف قضبان بعيده في أبراج قلعته الحصينة وروح تركها تعبث في الحياة وتلهو بكل شئ
ولا تريد أن تستيقظ من ثباتها العميق
كثيرات
عبرن حياته .......... مررن بفراشه ............رحلن بعيدا عنه
رحل
عنهن وهو معهم فلم يكن يهتم بشئ رغم انه كان يمنح كل منهن الحب والسعادة والوعود الوردية
ولكنه
أبدا لم يمنح أحداهن روحه وقلبه الذي تركه بعيدا عن متناول لياليه الضائعة
كانت
تختلف عنهن جميعا.......... كان يكفى أن ينظر لعينيها حتى يستسلم لها بكل كيانها
ويسكن إلى جوارها ويتحرر من أسوار قلعته
فما
كان منه إلا أن يهرب بعيدا عن عينيها
كم
تمنى لو انه لم يعرفها ولم يلتقي بعينيها
فقد
أيقظت في لحظات المارد الغافي لسنوات ولن يستطع أن يغفوا من جديد.......... بابتسامتها
البريئة داعبت أحلامه الصغير التي كانت تسكن قلبه حين كان يحاول أن ينفض عن جسده
ذلك الزغب الناعم ليستقبل الريش القوى ليحلق عاليا في سماء الدنيا
من
تكون ومن يكون
لا
يدرك ذلك ولم يحاول أن يهتم كثيرا بالبحث عن أجابه فهو كان يدرك جيدا بأنها ولدت
منه من ضلعه ولدت له في زمان ما
خرجت
من بين ضلوعه وهامت بعيدا عنه لتعود له ذات يوم
هي
روحه الأخرى ببساطه
لكنها
جاءته في توقيت خاطئ ,فهو لن يكون لها الفارس ولن تكون له الأميرة ,لن يستطع منحها
ما يريد أن يمنحه لها فهو لم يعد يمتلك شئ يمنحه
بعثر
عمرة على أعتاب الأيام الماضية وما عاد يملك عمر ليهديه لها
كان
يحبها لم يكن هو من يحبها في الحقيقة بل هو الأخر من أحبها
هو الأسير
بين جدران جسده أحبها ببراءته ونقائه
تعم
فمن أحبها هو الأخر
أما
هو فليس إلا شيح وبقايا من إنسان كان
هي بداية
وهو نهاية
هي
تنظر له بقوة وهو يهرب لبعيد بعنف
تقترب
منه بهدوء ليفر منها بسرعة
تلمس
أنامله بصمت فتنهار مقاومته لها ويترك العنان لكل مشاعره أن تنطلق معها ولها
يحتضنها
فينصهر جسدها بين ذراعيه ليتسلل إلى كل كيانه وتلتحم أرواحهما في سكون
ترقص
معه على أنغام قلبيهما فقط
ينتبه
فجأة لكل ذلك فيترك أناملها ويفر هاربا من عالمها السحري الذي يتمناه
يهرب
إلى حيث لا يكون له انعكاس أو ملامح محدده
فقد
قرر منذ زمن ألا يكون شئ محدد
فهو
بين الجميع واحد منهم
يتشكل
معهم لا يريد أن يتحرر, لا يريد أن يمنح روحه الحرية
لا
يعلم لماذا كلما تذكرها تتلاحق أمامه سنوات العمر الماضية
تعبر
كل الذكريات من خلال صورتها وكأنها تمنحه ألف سبب ليتمرد على ماضيه ويعيد ترتيب أوراقه
ويعيد صياغتها بما يليق بوجودها الطاغي في حياته
يرى
في عينيها كل ضعفه وقوته وطفولته ومجونه وثورته وهدوئه
ينظر
لانعكاس جديد لملامحه في عينيها
تمتلك
نظرات حانية تحتضنه دون أن تلمسه تقبل جبينه دون أن تقبله
تخبره
بأنها كل النساء التي قدسهن في حياته هي تلك الأم الطيبة التي تركها تدعوا له في
صلاتها ,هي تلك الأخت التي تحنو عليه ويغمض عينيه على ركبتيها ,هي تلك الصديقة التي
يبعثر بين يديها همومه وذنوبه دون خجل لتطهره بنقاء ابتسامتها وعذب حديثها ليعود
من جديد نقى ,هي جدته القوية التي تمتلك ألحكمه والصبر ,هي ابنته التي يحب أن
يدللها ويهديها قطع الحلوى ويركض معها بين الأشجار وحين يتعب كل منهما يجلسها على
ركبتيه ويضع رأسها على صدره ويغفوا معها
هي
كل المعاني الراقية في حياته التي لا يستطيع ألان أن يحيياها
لماذا
لا تريد أن تصدقه حين يخبرها بأنه لم يحبها ولن يحبها يوما
لماذا
لا تصدقه حين يخبرها بأنه لا يستحق أن تحبه وتنتظره وتتمناه
لماذا
لا نصدقه وتنظر له في عتاب وشك كلما قرر أن يخبرها ذلك
هو
لن يخبرها شئ بعد ألان فهي لا تصدقه
ولن
يرحل عنها فهو لا يصدقه
سيظل
عالقا ما بينها وبين جنونه
ما بين
تمرده وهو الأخر الذي يسكنه
سيظل
عالقا ما بين كل الدروب لعله يصل لدربها ذات يوم
ومازال
واقفا و............ لم يتحرك
---------------------------
كتبت اميرة بهى الدين فى مدونتها الشوارع حواديت
ياله من موت رومانسي !!!
فكتبت
"استيقظ من غفوته لينتحر"
ربما بينهما شئ ما
وربما لا
ربما تشابكت النصوص وربما انسلخت من بين السطور
وربما لا
من مجدي السباعي
ردحذفصااااااااااااااادقه جداااااااااااااااااااااااااااااااا