إنها
كانت بالنسبة له كثير من الاسئله المتداخلة في صمت والمتعانقة في تحدى لكل ما حولها
كانت
ثورة غضبه على المجتمع من حوله وسكونه لأحضان الحياة ورغبته في الجنون والتمرد على
كل شئ
خريف
العمر وقسوة الحياة وهمومها ومتاعب الأيام
كانت
امسيه دافئة في صقيع حياته البارد
نسمة
صيف حانية تأتى لتجفف قطرات العرق المنسابة على جبينه
نغمه
شاردة تتراقص عليها خطواته في أمسيه مجنونه قرر أن يمضيها كراقص....كعاشق....كطفل عابث
هي..... نعم ببساطه إنها هي
تلك التي اقتربت منه دون أن تقترب وجلست إلى جواره دون أن تجلس وامتدت يدها لتعبث بطيات روحه
تلك التي اقتربت منه دون أن تقترب وجلست إلى جواره دون أن تجلس وامتدت يدها لتعبث بطيات روحه
وذكرياته
دون أن تقرر ذلك أو يقرر هو ذلك
أنها
الحياة التي قررت يوما أن تمنحه كل ما تمناه في أمسيه
ريشته
التي يرسم معها لوحاته الحقيقية التي تخرج من بين ضلوعه
هو..............
هي
وبينهما
كثير من الكلمات التي تنسج كثير من الحكايات وحده يقرأ ما بين حروفها وسطورها
وحدها
من اكتشفت بأنه يجيد فن التمثيل..... بارعا في ادعاء ما لا يشعر وما لا يسكن روحه
يوما
أخذت منه الحياة كل شئ
حياته وأيامه وأحلامه وأمنياته وتركته وحده بين أمواج عاتية
عاليه وحيد
يكره
الضعف.....يكره نظرات تتراقص في عيون كل من كان يعرفه وأصبح يراه الآن
فقرر الرحيل بعيد عن عالمه
تاركا بعض الخيوط الضعيفة التي تصله
ما بينهما
خلع
عنه كل ما يمت بصله لحياته الماضية
ارتدى
بعدم اكتراث قناع اللاشئ
الاستيقاظ
وحيد ........فنجان القهوة وحيد........... الحياة أليوميه المعتادة وحيد..........
المساء الذي يأتي على استحياء ليحاول أن
ينزع
من داخله فتيل الحياة لتتفجر طاقته وتنطلق روحه حرة في رحاب المساء
تتراقص
الكثير من الأشباح على أعتاب المساء ,بعض الذكريات التي تتسلل من البعيد .....بقايا حلم
كان أو بقايا أمنيه
حلم
بدفء ...ونس..... أمان
تلك
كانت أشباحه البسيطة التي تتراقص كل مساء على أعتاب حلمه وليلته الطويلة التي
يقضيها في اللاشئ
وكانت
هي في ذات امسيه ..... تجلس بين كثير من أصدقائها على تلك الطاولة التي يجلس هو أيضا
عليها وما بينهما بعض الأصدقاء
المشتركين
لم
يدرك حينها أن كل منهم اكتشف الأخر دون أن يدرى أو يتعمد ,اشتبكا في نقاشات كثيرة ,التقيا
واختلفا واحتد كل منهم على الأخر في
عفويه
كأنهم من الأزل معا
نظر لها طويلا فهو يمتلك تلك الجرأة التي تسمح له أن يطيل
النظر إلى غريب دون أن يشعر بخجل
كان
يود أن يقتحم جسدها وضلوعها وحصونها ليتسلل إلى روحها التي كان يشعر إنها تناديه
بصوت خافت ليسكن إليها ويرتاح
كان
يود أن يدرك كيف لتلك الروح أن تتشكل ببساطه شديدة بين عالمها المختلف تماما عن
عالمه وتتسلل إلى ذلك العالم المتداخل
وهى التي
تعيش في عالم أخر منظم وتدرك جيدا ماذا تريد ومتى تريد وكيف تصل لما تريد
هو
لا يدرك ماذا يريد ولا يهتم بكيف يصل لأى شئ لأنه لم يعد يدرك شئ
ولكنهما
التقيا في نقطه محدده...... شئ من الراحة انبعث بداخله حين نظر لها , ابتسم في بساطه ودون
أن يشعر اكتشف بان ملامحه تحررت من
أسر قناع كان يأسرها بين جوانبه دون أن يدرى
أخبرة
صديقه في نهاية ألامسيه بان هناك شئ ما تبدل في ملامح وجهة ولكنه لا يدرك ما هو
وكان
هو أيضا لا يدرك ما هو
وتكررت
اللقاءات .....فكان كل منهم يمتزج بعالم الأخر دون أن يدرى
فلهما نفس الاهتمامات مع
اختلاف بأنها تعلن عنها ببساطه فهي تنتمي لكل
ما تحب وتعلن عنه بوضوح وبساطه
أما
هو فلا يعترف بشئ
ولا ينتمي لشئ
ولا يهتم بشئ إلا لبعض الوقت ويرحل عنه خوفا من
الاعتياد عليه والحزن حين رحيله
فقد كان مدرك في قراره
نفسه بأنه سيفقد كل مايحب
فقد عاهدته الحياة منذ قديم الأزل بأنها لن تتركه أبدا يستمتع
بشئ أو يحب شئ فقرر أن يستغنى هو عن كل شئ
ولكنها
كانت تختلف في كل شئ
اقترابها منه مختلف
تختلف عن كل النساء اللاتي مررن بحياته
مجموعه من
النساء دخلن حياته لبعض الوقت وخرجن منها
ولم تترك أحداهن بداخله شئ
لم تلمس أحداهن قلبه أو روحه
ربما كان يدعى كثيرا الحب
ويعيش تلك الحالة ولكنه كان يعلم جيدا بأنه
لم يدخلها يوما إلى ألان
فقرر
العبث بالحياة وبأحلامه وأيامه
ولكنها قررت أن تعيش الحياة بكل حميميتها وصدقها
التقيا
في ذات مساء
سألها
بهدوء من تكوني
أجابته
بهدوء روح حرة منطلقه تعشق الحياة
وأنت
صمت
وقال لا تهتمي
ولكنها
كانت قد اكتشفته من اللقاء الأول وأدركت بان ما بينهما سيكون اكبر من مجرد لقاءات وأمسيات
ولكنها ماكانت تعرف إلى أين ستصل معه فكل منهما على طرف النقيض من الأخر ولكنها وحدها كانت تدرك بأنه منها وبأنها منه
لا
تعلم ماذا لمس بداخلها ولكنه ببساطه قام بتحريك كل مشاعرها التى كانت قد قررت ان تتجاهلها
كان
ينظر لها كثيرا كلما التقيا حتى اكتشف ذات مساء بأنه في عالمها بكل كيانه ..... بأنه إنسان
أخر لا ينتمي لذلك الذي كان قبل أن يلتقيها
تنبه
إلى انه أصبح أسير روحها ونظراتها وضحكتها وطلتها المميز وبأنه دخل عالمها يركض دون
أن يدرى وانصهر بين طيات
حياتها
تنبه
إلى انه أصبح مختلف عما كان .......لم يعد يرتدى ذات الملابس التي كان يتخفى بين خيوطها
ولم يعد يضع ملامحه في قناع
اللا مبالاة الذي
كان يأسرها بداخله
لم
يعد ينظر لذلك العالم من خلال ثقب في الجدار كما كان يفعل .... بل فتح نافذة باتساع جدار
العمر على عالم واسع هي ترسم بريشتها ألوانه وتخط
كلماته وتمنحه من روحها حياه
هي
تسللت إلى داخل جسده وحررته من كيان قاسى
كان يعيش بداخله
بهدوء شديد أخذت في تحطيم طبقات متراكمة من السنوات المرارة المؤلمة التى كانت قاسية على روحه
تخللته حتى وصلت لروح الطفل التي كان يخشى عليها من الحياة القاسية
فخبئها في أعماقه
تستتر خلف كثير
من الجدران والحصون وحدها تخطت كل ذلك ومدت يدها لذلك الطفل وربتت على كفه الصغير وطمأنته
بنظرتها الحانية وأخرجته من
جديد للعالم الواسع
ولكن ما اقسى الحياة على طفل في خريف العمر
ما أقساها
حين يأتيها طفل يلهوا في خريفه
فكان
متخبط الخطوات ,مرتجف, خائف,ينظر لها بخوف وحب ورهبه وأمنيات حائرة
كان
كلما نظر لها ازداد فرحا وحيرة
شوقا
وخوفا
نشوة
ورعبا
كانت
كل المشاعر التي اختبأت بين طيات الأيام الماضية تخرج في لحظات لتجتاحه بثورة وعنف
وهو مازال طفلا يحاول أن يخطوا
بهدوء
ولكن الحياة تريده بعنف وقوة وصبر
كان
يقف حائر على أعتاب أيامها وأمسياتها
فتارة
هو العاشق الولهان الذي براقصها ويغفوا على كتفها وينظر لها طويلا ويهديها أحلى الأغنيات
وتارة
هو الهمجي العنيف الذي لا يهتم لشئ ولا يدرك معنى أن يغمد نصله في قلبها حين مساء
ويتركها وحيده بلا كلمه واحده
وكثيرا
يعود لها طفل صغير وحيد خائف ارتكب كثير من الحماقات ولكنه يدرك بأنه إذا ما طرق
بابها ستحنو عليه وتضمه وتغفر له
وتدخله
رحمها من جديد ليطمئن ويولد منه بنقاء فطرته الأولى
وكثيرا
ما كان يقف حائر مابين كل تلك المشاعر لا يدرك ماذا يريد ولا لماذا هي ولا كيف
يحتفظ بحبها
فهي
اكبر من أن يصل لها واهم من أن تلتفت له وهو لا يملك ما يمنحه لها...... لا يملك إلا قلب أتعبته
الحياة وروح أرهقتها الأيام وعصفت بكل ما تحمله
لا
يملك أن يمنحها الكثير وهو يريد أن يمنحها أكثر مما تستحق فكان يكتشف بأنه
كلما أحبها بعنف أصبح يقسوا عليها بعنف
أيعاقبها
على انه أحبها
أيعاقبها
على أنها حررته من القيود ليتعذب من جديد بالحياة
أيعاقبها
بأنها اخرجتة من صومعته ليعيش ويشعر ويدق قلبه وتحلق روحه من جديد
هل
كان يريد أن يظل بلا شئ
أكانت
تلك الحياة أكثر راحة بالنسبة له
انه
يدرك جيدا بان حياته معها اختلفت وبأنه أصبح معها أكثر صدقا وحبا وإقبالا على الحياة
ولكن
تلك الحياة تمتلئ بالألم والوجع والقسوة وهو طفل عنيد لا يريد من الحياة قسوتها
وما
أصعب أن تروض طفل خريفي الأيام
فهو
في صراع ما بين ليونة طفولته وقسوة خريفه
ما بين
روح الطفل الحرة وروح الخريفي التي ملت الحياة
كان
يشعر بأنه في صراع دائم ما بين دقات قلبه وحبه وشوقه وحنينه لها
وما بين تمرده وغضبه
ورغبته في البقاء بلا اى مسؤليه حتى وان
كانت مجرد التزام بروح ينتمي لها
ظل
حائرا
مابين تلك النشوة التي تملئ روحه وهو معها
وذلك الألم الذي يتسلل له حين
يتركها
فهو يريد أن يظل معها ...... يريد أن
يعيش تلك
الحياة ويستمتع بكل ما فيها معها هى وحدها
ولكن لا يريد أن يدور في فلك ما فهو حر ولن يكون الا حر
يخشى
الحياه ويريد الحياه
يدرك
بان الحياه ستغدر يوما ما ولن تترك له الحلم فقرر ألا يحلم
يدرك
حبه لها وكرة الحياه له فقرر ان لا يحبها
يدور
بين صراعه مع روح الطفل وغضب الخريفى
يتمرد
ويغضب ويعود طفل لها ويثور ويهرب كهل منها
يندمج
معها بكل كيانه وينسلخ عنها بكل عنفه
يمتزج
بروحها ويمزق بانيابه الحاده روحها
وحين
ايقن بانه لن يتحرر يوما من حبها
وبانها
اصبحت تسرى فى شرايينه وبأنها أصبحت بين طيات روحه لن يتحرر منها أبدا
نظر لملامحه الجديدة
في انعكاسها على البحر وأطلق
على ذلك الانعكاس رصاصة الرحمة
وحينها امتزجت أمواج البحر بدماء الروح التي سالت
على وجهها حبا
فقد قرر ان يموت منها حبا ليولد من جديد لها عشقا
قرر ان يموت منها حبا ليولد من جديد لها عشقا ...
ردحذفانها قصه الوجع يامها ..
الوجع الذي يلون الايام بوحشته ، مابين حب عاصف وخوف هادر وفرار محموم واياب جارف ..
الوجع ، حين يتحكم في الحاضر يفسده لان الماضي كان موحش فيلوم المستقبل رغم انف اصحابه بالوحشه كالماضي المخيف ..
الاسر في الرمال المتحركه للخوف والتمني ، والفرار والاقتراب ، والاحلام والكوابيس، والانتحار والتمسك بالحياة ..
قصه الوجع يامها ، عندما تلوح لك الحياه بفرحتها فتعطيها ظهرك وانت تتمناها لكنك مرعوب من اقبالك فتعطيك ظهرها ، تظلمها وتظلم نفسك وتغرق اكثر واكثر في الرمال المتحركه !!!
هل سيولد من جديد ؟؟
ام سيموت للابد ؟؟
علامات استفهام بلا اجابات ، لم يكتب الوجع بعد اجاباتها ..
منك لله ياشيخه علي الصبح