06‏/10‏/2012

صدى بلا صوت

نقف على حافة العالم المتسع ......إنها نصف الحقيقة تلك التي تراها...... نصف العالم ونصف الوجوه
وأنت تريد أن تصل ابعد من الخيال..... ابعد من المتاح ......ولكنك وطن مبعثر الكلمات والحروف
تكتشف بأنك تنسكب منك وتسيل من حولك ........ تشعر بذلك السائل اللزج ينساب على جسدك ليشق طريقه على الأرض أمامك
تتأمله ربما هو وحده الذي يعرف إلى أين يتجه
تحاول إيقاف انسياب روحك منك إلا انك لا تستطيع
لا تدرك متى اكتشفت بأنك لا تنتمي لعالم أجوف لا يدرك حقيقة الحياة
ربما لست أنت من يدرك معناها ولكنك تشعر بشئ ما بداخلك يحاول أن يحتضن الحياة
تنظر للوجوه من حولك لا تدرك ملامحها, لا تدرك ماذا تريد منك تلك الوجوه
ذات يوم وجدت تلك العبارة مكتوبة في مكان ما "يكفى لتنضج أن تلسعك الحياة مرة واحده "
كلما تذكرتها ضحكت فكثير من اللسعات ولم ننضج بعد
لازالت هناك في ركن بعيد توجد تلك الطفلة التي تبكى وحدها وترتجف
لا تريد إلا أن تضمها إليك وتشعر بدفء جسدك حين يطمئنها
طفله لم تفهم الحياة بعد ولا تريد أن تفهم كل تلك القسوة في ملامح البشر
لا تريد أن ترى تلك الملامح التي تتحول وتتبدل
أرهقتها العواصف التي تتقاذفها في كل اتجاه
فهناك من نتشارك معهم الحكايات وكثير من الكلمات و........... تكتشف بان الوجوه لم تكن هي الوجوه
والملامح ليست هي الملامح
وأنت وحدك الذي كنت تنغمس بكل مشاعرك في حكايات حين انتهت....... انتهيت
هل نضجت تلك الطفلة ...... هل استطاعت أن تفهم بان الحياة لازالت لا تريدها
ترفض أن تفهم ذلك............. ترفض أن تعاحد.ى عالم لا تحبه ولا تريده
لم يفهمها احد ........ هي تستطيع أن تدرك كل ما يحيط بها جيدا
تفهم الملامح المزيفة والقلوب المزيفة والأرواح المزيفة
ولكنها لا تتركها تلمس روحها الطفلة فهي تحب طفولتها..... تحب قلبها الذي ينبض بطفولته وصدقه
تحب عالمها الذي تعيشه معها
هي اختارت عالم لها وقررت أن تنتمي له فليس لها مكان في عالم لا تفهمه ولا يفهمها
ليس انفصام في روحها وليس انفصال عن عالمها وليس هروب وليس ضعف
انه اختيار للنقاء في زمن ملوث
اختيار للحلم في زمن قهر الأحلام
هي اختارت ....... هي قررت........ لن تفهمها
لن تأسرها........... لن تحاوطها الملامح الكاذبة
لن تترك الحياة تمنح ملامح الروح تجاعيد الشيخوخة .... لن تتركها تحنى ظهر الأحلام
ستظل الروح بكر وسيظل القلب طفل وستظل العيون تحمل الحلم
ستظل تكره تعاقب الأيام بلا شئ جديد يمنحك الحياة
ستظل تبحث عن تلك النظرة المطمئنة في عيون من يمنحك الأمان حتى وان كانت نظرة تستوطن إحدى الصور
ستنتظر الصوت المطمئن المسافر أن يعود وستستكين إليه حتى وان لم يعود سيظل صداه يطمئنك
تطمئن لكثير من البشر ولكن دائما هناك صوت يختصر كل الأصوات بين حروفه
وحده من يستطيع أن تغفوا بعده مطمئن ليس لشئ إلا انه هنا
ستظل وستظل وستظل رغم كل شئ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق