01‏/03‏/2012

15-غيمة شجن


في ذات يوم ستجلس إلى جوار نافذة ما في مساء بارد 
سترسم بأناملك بعض الأشكال على زجاجها
ستحاول أن تترك اثر يدوم لك هاهنا ولكنه أبدا لن يظل
ستختفي في مساء أخر بارد ,فارغ ينهش ذاكرتك المفعمة بأحداث وأشخاص وملامح, وسكون يسيطر على أمسياتك الحميمة التي تقضيها معك في هدوء جالسا على كرسيك الوثير تاركا جسدك يسترخى محاولا البحث عن ذاك الفراغ الذي يملئك

البحث عن تلك ألغربه التي اصبحت تسكن جسدك, وتلك الوحدة التي تتجاهلها  في كل مساء خاوي من الدفء لتخبر نفسك بانك بخير.

تحتاج فقط لقليل من الصوت الدافئ الذى ينساب إلى مسامعك في سلاسة ليخبرك بأنه مازال هناك حياه بأنك مازلت هنا .....مازلت تتنفس
تنتظر بعد يوم طويل من الإرهاق الجسدي والمعنوي قليل من الندى الذي يروى تلك الروح المنهكة حتى لا تفارق الحياة فأنت لا تنتظر الكثير
 فأنت تعلم جيدا بأنه لن يأتيك ولن تمتلكه ذات يوم فتكتفي بقليل من الندى وقليل من الدفء وقليل من كل شئ يمنحه لك القدر
تنظر لبعيد ترتجف كتلك الورقة المعلقة في الفرع العجوز الذي يطل من نافذتك رافضه السقوط متمسكة بقوة بالحياة
عبثا تحاول أن تمتص رحيق الأيام من بين مرارتها
عبثا تحاول أن تستند على جدران آمنه ,دافئة
تلملم ذاتك ,وتضم ذراعيك في صمت, تنتهك صمتك بعد الكثير من الحيرة وتتحدث بصوت مرتفع في محاولات لتؤنس فراغ الغرفة من حولك فقط تحتاج لصدى صوت يحاوطك
كم من الليالي انتظرت؟!!!!!!
كم من الأمسيات أمضيتها تطل من نافذتك, وأنت تنتظر ذاك الزائر الذي سيأتي او قد لا يأتى ابدا
تنتظر تلك ألغيمه التي ستعبر سمائك لتهطل فرحا على لياليك وترقص في أحضانها رقصتك المفضلة وتهمس فى أذنك بنغمات ساحرة
وترقص للصباح وأنت تعلم بأنه ليس إلا زائر سيمضى بعد تلك ألامسيه ولربما ألامسيه التالية ويرحل, ولكنك تقرر بأنك سترقص وتضحك وتلهوا بين أحضانه حتى وان رحل
اجهل ما ينتظرنى معك فأنت غامض بغموض البحر ,عميق بعمقه,اسكن بين موجات هدوئك , واغرق عندما تثور امواجك
لا شئ سوى أنت الذي اعلم بأنك قدري ,تشبهني حد الجنون, ونختلف حد الفراق,ونتحد حد الانقسام 
يربكني حضورك, فأنت تأتى ومعك العديد من التناقضات المرهقه
مازلت ابحث عن جواب لكل الجنون الذي تحمله بداخلك, تأتى ذات مساء فتروى ظمأى للحياة وترحل لاقف حائرة على شط الأيام انظر لفضاء بعيد باحثه عن طيفك فقد يأتي وتعود
وكل صباح انظر للمرايا فلا أرى سوى تلك العيون الذابلة التي أرهقها السهر والحيرة والانتظار فألونها بمساحيقي وابتسم وأغادر وأنا اضحك في سخريه من ذاك القدر الذي منحنى المجنون وطن ,الملم حقائبي وكتبي وأوراقي المبعثرة في كل مكان الملم روحى التي بعثرها حضورك وأقرر الرحيل بعيدا عن جنونك ولكنى أعود لك 
فأروع ما فيك يبكيني فتختفي ابتسامتي بين دموعي ولا احد يعلم أن قدري هو أنت الذي يسكن أمسياتى اليتيمه بدونك
انغمس بكل كياني في كل شئ حتى أنساك فيخبروني باني مجنونه أرهق جسدي وأنهك روحي يعتقدون أن جنوني هو الذي سيدفعني للإنهاك ولا يعلمون أن جنونك هو الذي يرهقني
بعثرتني وتركتني مابين حزنك وفرحك وجنونك حائرة
فقط انتظار وجنون وأنت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق