أتنفس بعمق...... أعود للحياة من جديد..... احتضن تلك الأوراق اجلس ما بينها والقي برأسي على صدر اوراقى فتضمني السطور
تمر كثير من التفاصيل امامى .....تتجول ببطء ....بقايا طفولة....بقايا شباب....بقايا أحلام
قطرات من عطر تتناثر في فضاء المكان انا وبقايا..... كنت يوما وكانت هي يوما
صوت يسكنني ويحتل كياني يأتي من ماضي بعيد يتجول في حاضر ايامى
لم يعد يعنيني سواه.... دائما ما يأتيني صوتك كلما اخذتنى الحياة لحافة هاويتها
أنت وحدك الأتي من خلف سنوات العمر...الأتي من بعيد حيث طفولتي الأولى وابتسامتي الأولى ودموعي الأولى وابتسامتك التي تمحوا كل أحزانى ونظرتك الحانية التي كانت تداعب حزني فابتسم
كثيرة هي السنوات التي مضت بدونك..... كم عددها خمس....عشر....أم أنها أكثر أم انك لم تغادرني أبدا
أتدرى بأنك وحدك من يتحمل كل حزني الآن
فأنت من حررتني من القيود وأطلقت اجنحتى لفضاء متسع بأتساع الأفق وحدك من اخبرني بان احلق متى أريد
دون قيود.... دون أسوار
فانا حرة
ولكنك مااخبرتنى باننى وحدي من ترى الأفق متسع ...وحدي من تملك جناحين تفردهما متى شاءت وحيث شاءت ليتك ماعلمتنى الحياة ....ليتك ماعلمتنى التحليق عاليا
ليتنى ما تعلمت كيف احل القيود واعبر الأسوار ولكنى كنت اصغر من ان أدرك بان الحياة قاسيه فاستسلمت لك وأغمضت عيني وفردت اجنحتى وحلقت عاليا في السماء وانا على يقين بأنك معي ولكن حين التفت لاخبرك باننى استطعت التحليق وحدي ما وجدتك ومنذ ذلك اليوم وانا احلق وحيده في سمائي
فلم يستطع احد أن يملئ فراغك أبدا لأنك كنت الأول في كل شئ فلك كان جنوني وسكوني كنت أنت وكل ما بعدك ظل لك
معك كان كل شئ له معنى مختلف
معك كانت أولى حروفي .......تحررت من صمتي وتكلمت أخيرا.....تحررت من قيودي وانطلقت
همست حروفي وصاحت سطوري وحلقت أوراقى عاليا ومرت سنوات وسنوات ومازالت عيوني تحمل حزنها فقد كنت أنت فرحة العمر الأولى وحزنه
ومازال في قلبي بقاياك وحدك من لا امتلك له صورة ولكنى احتفظ بملامحك تسكنني كثيرا ما تسائلت لماذا أنت دون سواك لم اهتم بالاحتفاظ بصور لك كانت صورة وحيده مزقتها في لحظه غضب ودائما تكون الإجابه لأنك تختلف
وحدك من لم اهتم بان احتفظ بتذكارات منه ووحدك من تمتلئ أدراج ذاكرتي بذكرياته ودفاتره وأوراقه وأقلامه وكلماته وضحكاته وسجائره وفناجين قهوة كثيرة كنت احملها لك لتكمل كتاباتك
وحدك من تركت لي نغمات وقصائد كثيرة ودواوين من الشعر ابتسم كلما تذكرتها وتذكرتك رغم مضى السنوات والأيام رغم اننى ما عدت ألقاك إلا اننى أتذكرك دائما احد أروع اكتشافاتي في عالمي المجنون
كم كانت تمر سريعا تلك الأمسيات الشتوية التي كنا نمضيها نتحدث لنهرب من أوراق يجب أن ننهيها ونبتسم لنتواعد ونلتقي ومضت الأيام ومضيت
وأصبحت احتضن المساء بايدى باردة خوفا وحزنا ووجعا
مساء حزين.....هاتف صامت.....أوراق صامته.......سكون.... مجرد سكون
لا احد يستحق أن أكون بقربه... لا احد يهتم أن أكون بقربه
انا وقصاصاتي وحروفي المبعثرة .....خاصمني قلمي ورفضتني أوراقى....احتضر وطني وتاهت مدني
كان هناك وعد من الفرح أن ياتى ذات مساء وانتظرته وعند كل صباح انتظر شروقه مع الشمس وتأتى الشمس وترحل ولا ياتى وهاأنا أعود لقلمي من جديد أتنفس كلماتي
اخرج من رحم السطور لعلني من جديد أعاود الحياة
نصك باهر وجميل واسلوبك رقيق وراقى
ردحذف