11‏/02‏/2018

وللقدر حكاية


لم تستطع تلك الطفلة أن تكبر أبدا، دائما ما كانت تتمرد على الزمن، وتلك الأيام التي تركض نحوها بسرعة لتحتل عمرها، كانت تمكث هناك هي وأحلامها، وتختبئ على أمل أن تستطيع الوصول لشاطئ يحتضنها، فهي لا زالت مؤمنه بأنها جزء من حكاية لا تنتهي ، وإن انتهت فصولها فهي تظل مفتوحة بداخلها، تدور الحكايات في دوائر مُغلقه ولا تنتهي ، إنها فصول تتوالى في ترتيب زمني معين، ربما لا ندركه، أو لا نستطع أن نتفهم كيف بتلك الحكايات أن تُعاد وتحدث مرة تلو الأخرى.
تنتهي.... لتبدأ، وتبدأ....لتنتهي، ربما تختلف الأسماء وبعض التفاصيل، وتتغير الأماكن إلا أنها دائما ما تسير في ذات الطريق، ربما لان الحياة ما هي إلا سلسله من حلقات، تمتد وتصل ما بين الماضي والحاضر، فمن الصعب اختزال جزء من الحكاية أو تغييره، فكل ما يحدث لنا هو نتيجة حتمية لما حدث معنا، فنحن في تلك الحكايات، تارة الأبطال وتارة كومبارس، وأحيانا مجرد متفرجين على مشاهد لا تمت لنا بصلة إلا أنها تتماس مع حكاياتنا، وفى كل الأحوال يجب علينا الخوض في غمار تلك المعارك القائمة ما بيننا وبين حكاية بعيدة تسكن ماضينا. 
فلازال لنا ألف وجه ووجه، لكل فصل وجه، ولكل حكاية وجه، لا نستطيع أن نمحو تلك الوجوه ولا نستطيع أن نستسلم لها، إنها نحن .... جزء منا، من أحلامنا وماضينا وحاضرنا.
لازلنا نصارع الأحلام بداخلنا، فلكل حلم سطور مكتوبة في الحكاية، لا ندرى متى تبدأ ومتى تنتهي، كل ما ندركه أنها مجرد أمنيات تمنيناها يوما وما استطعنا أن نحققها، فقد اعتدنا أن نغير أحلامنا لتتناسب مع ما تفرضه علينا الحياة.
ليتنا نستطيع أن نتحرر من تلك الأحلام، فهي تؤلمنا حين تجوب طرقات العمر باحثه عن حقيقتها، فمتى تنتهي الحكايات ولا تعاود تكرار ذاتها مرة أخرى؟
فقد أرهقتني الحكايات وأرهقني تكرارها.
كانت تقول الأسطورة أن حياتنا ليست إلا حكاية واحدة، يُعاد تكراراها على فترات طالت أو قصرت في عمرنا إلى أن نموت فتنتهي الحكاية، 
وتكرارها يكون بحسب عدد سنوات عمرنا، فلازالت الحكايات نحياها وتحييانا إلى أن نُغلق الكتاب معا.
كم من المرات تمنينا أن نوقف الحكايات في فصل معين لا نتجاوزه، 
ولا نريد أن نتخيل كيف ستكون الحكاية فيما بعد، ولكننا دائما ما نفشل.
من منا يستطيع أن يكتب قدرة أو يغيره، فالأقدار لا تتغير، والحكايات ما هي إلا أقدار، والأقدار مكتوبة، ولا احد يستطيع تغير مكتوب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق