28‏/01‏/2025

وبينهما شيء يرتجف


كانت تدرك تمامًا أنها الحبيبة الوحيدة له، وأنه ينتظرها ويرجو قدومها. 
يبتعد عنها ويغادر، لكنه يعود كطفل مرهق من مصاعب الحياة، بحثًا عن حضن يحنو عليه ويمنحه الأمان.  
تبحث عنه، فتجد قلبه يحيط بها ويشتاق إليها. كان يجلس يتأملها لوقت طويل ويخبرها بأنه يعشق ضحكتها ويشتاق لحضورها.  
كان يتجاهل حبه واشتياقه ورغبته في احتضانها، وهي تدرك جيدًا أنه الوحيد القادر على احتوائها، وهو من يمكنه أن يحل رموزها.  
لكنه تجاهلت ذلك واوهمت نفسها بأنه لا يحبها حتى ترتاح.  
لقد كانت الوحيدة التي يلجأ إليها، حيث يلقي بجسده المتعب على الأريكة.  
تنهار روحه المنهكة بجوارها، يغلق عينيه وينام، فهنا يجد الأمان.  
تشعر بأنها ليست كما كانت، فهناك شيء مختلف في داخلها، ربما يخاف قلبها من الحب، أو أن عقلها توقف عن الفهم، فلم تعد تعرف أنه يحبها.  
تنظر إليه في صمت حزين تخفيه الابتسامة على شفتيها.  
تنتظر أن يقول لها إنه يحبها، وأنها حبيبته، وأنها روحه التي تعيش خارج جسده.  
أحيانًا تنظر إليه في صمت، تتساءل عن سبب وجود جدار زجاجي بينهما.  
لم يكن ذلك خيارًا لها أو له، بل هي الأقدار التي نسجت قصتهما وغيرت ترتيب فصولها، حتى أن البداية قد تلتها النهاية، والفصل الذي يستحق الحياة تلاشى بين صفحات السنين.  
أحتاج إلى زمن يعادل زمن جراحي لأداوي ألمي. هل يمكنك أن تبدأ معي من جديد؟  
هل يمكن لقلبك أن يطمئن ولا يعود إلى كهفه وحيدًا؟  
أحتاج إلى قلبك ، يأخذني إليه ويحميني.
 أحتاج إليك، فهل ستأتي لي؟ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق