بكل هدوء هذه المرة،
لا أعاتبك، ولا أعاتب نفسي، ولا أعاتب الحياة التي جعلت بيننا كل هذا البُعد.
لم أعد أُحسن الجدال، ولا أملك الشغف لتبرير ما لا يُبرَّر.
حين رأيتك تمنح لغيري ما كنتُ أتمنى أن تمنحني إياه… صمتُّ.
شيء في داخلي خمد، كأن قلبي طوى صفحات كانت يوماً تضجّ بك.
تمنيت لو رأيتني وأنا أُحبك، وأنا أُقاتل لأجلك، وأنا أحمل كل ما يؤلمك كأنه ألمي.
تمنيت لو كنت تعرف كم كنتُ أختبئ خلف صمتي كي لا أُثقل عليك، وكم كنتُ أُحبك رغم أنك كنت تُرهقني.
اليوم، أنا أستطيع أن أراك ولا أراك.
أن أمرّ بجوارك كأنك شخص عادي، كأنك لا تحمل منّي شيئًا.
لكن الحقيقة؟
أنك ما زلت ساكنًا في تفاصيل يومي، ما زلت تعرف الطريق إلى قلبي وإن أنكرت.
أعرفك كما أعرف نبضي، أعرف ماذا تُحب وماذا تُبغض، أعرف صوتك حين تفرح، وأعرف صمتك حين تتعب.
وأعرف أيضًا… أنك لم تُقدّر هذا القلب الذي فتح لك كل الأبواب.
كيف استطعت أن تكون الوجع والراحة في ذات اللحظة؟
كيف استطعت أن تكون كل الأشياء التي تهدم وتبني في الوقت نفسه؟
اليوم، أُحبك في هدوء، بلا طلب، بلا سؤال، بلا انتظار.
فقط… أحبك كما يتنفس الغريب الحنين في مدينة لا يعرفها أحد.
#مها_العباسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق