14‏/05‏/2011

ثقوب فى اوراق الزمن




يحمل كل منا فى بدايات حياته العديد من الافكار التى يعتقد بانها تحمل كل الحقيقه ربما ليست مثاليه ولكنها وعود منه له بحياه تحتمله وتعطيه ما يستحق وبعد عدة محاولات محبطة من البشر المحيطين به ينسى المرء افكاره الخياليه واوهامه بانه قد يجد يوما ما يصبوا اليه ويقبل بما هو موجود فى حياته محاولا منح نفسه اكبر قدر ممكن من التكيف الداخلى الذى يناسبه فبعد العديد من العلاقات الفارغه الخاويه من المعانى البسيطه يفقد الانسان الكثير من المقدرة على خلق مجال جديد متسع للتواصل مع البشر ربما لأنه بعد العديد من
المحاولات اكتشف بانه هو فقط من يحاول ان تمتد الجسور بينه وبين المحيطين له او بانه الوحيد الذى يحاول ان يتعلم كل اللغات ليستطيع ان يتفاهم مع الجميع دون ادنى مجهود من احد فى اجاده لغه واحده فقط مشتركه بينهما ربما يعتقد فى ذلك الوقت بانه يفعل ما يجب ان يفعل او حتى لا يرى بانه يفعل شيء ولكن فى لحظه معينه انها تلك اللحظه التى يتوقف فيها ربما للإرهاق او لأعاده ترتيب اوراق او لأى سبب كان يكتشف بان كل الجسور من خلفه متهاويه فلم يكلف احدهم عناء مساعدته فى مدها او حتى ترميمها واعاده بناء ما تهدم يبتسم لحظتها فى حزن ربما فى تعجب احتمال ولكنه لم يعد يمتلك المقدرة على البكاء على شيء مالم يعد فى وسعه التوقف كثيرا هاهنا والبحث عن الاسباب او البحث عما فقد او افتقد فيقرر ان يهتم بالجسر من امامه محاولا ترميم ما يساعد فقد على البناء لتكملة الطريق تاركا العديد من الاشياء المشتركه خلفه فقد اكتشف انها لم تكن يوما تخص سواه لم يتقاسمها معه احد ولم يحاول ان يحتفظ بها احد سواه فيكتفى بما يحمل ويسير ,تسير ربما مع من ليس هذا بمهم بالنسبه لك لم يعد مهم تكتفى بتلك الدائرة الصغيرة جدا من حولك التى تمتلئ بمن تتواصل معهم بلا جسور او احتياج لمد ما يصلكما معا فوجودهم يكفيك لتكمل حياتك بما تقرر ان تمنحه لك الحياه حتى لو لم يكن يكفيك او لم يكن هو ما تريده فقط مجرد احداث اخرى تضاف لسطورك وبعض الاسماء تزداد بها ارقامك تفقد شيء ما تركته هناك فى زمن اخر كنت تحيياه ولا تعيشه فبعض الذكريات تنغرس فى جسد الايام لتدميها فتسيل منها تلك الدماء اللزجه لتلوث ما تبقى من اعمارنا انها بقايا تأتى وتحتلنا لا رغبه منا فى الانهزام ولكن احتياج منا لان نصرخ لان نتحرر من تلك الاغلال الخانقه التى تلتف حولنا تمنعنا من التنفس ربما نكون فى احتياج لتطهير الجرح لنستطيع من جديد النهوض بعض الجروح مجرد تذكرها يؤلمنا تحتاج لمن ينزع عنها ضمادتها برف ويحاول ان يلمسها بهدوء لتعود من جديد للحياه فى بعض الاحيان تحتاج لهذا الرحم الذى يضمك بسكون بين جنباته يخبئك حتى تبرأ وتخرج وتولد منه من جديد تتمزق بينك وبينك ويأتي الوقت الذى يخبروك بانك ميت بانك من يجب ان يشيع جنازته وينتظر فى ذلك الرواق الطويل ليأخذ عزائه بنفسه فارقت روحك جسدك وظلت هناك فى مكان ما ما بين السماء والارض اخبروك فى هدوء بانك فارقت الحياه وانتقلت لهناك لبعيد ربما لمكان اخر تنتظر من يبكيك او حتى ينعيك فى مكان ما ولكنك ميت وفقط ميت بلا موت فتتخذ قرارك بالبقاء هاهنا معك وحدك ومع من يهتم لك حقا ضاربا بعرض الحائط الكثير من التوقعات والاحتمالات التى وضعتها يوما على ضوء شموع فى مكان ما من حياتك تتركها هناك فى ركنها القصى ربما تختطف نظرة عابرة عليها بين الحين والاخر ولكنك على يقين بانها ابدا لن تكون واقع تحيياه يوما لربما هو قدر او اختيار قدرى ولكن فى كل الاحوال هناك شيء ما اختلف بداخلك ومع الوقت ستتقبل نفسك الاخرى كما هى بالكثير من الجروح المتواريه والعديد من الالام المستترة التى لا تخرج الا فى لحظة صدق فى رحم تشعر بداخله بالأمان

هناك 7 تعليقات:

  1. Eslam Gamal El-Refa'ey تكتفى بتلك الدائرة الصغيرة جدا من حولك التى تمتلئ بمن تتواصل معهم بلا جسور او احتياج لمد ما يصلكما معا فوجودهم يكفيك لتكمل حياتك بما تقرر ان تمنحه لك الحياه

    ردحذف
  2. Manal A. Zeid يكتشف ان افكاره كانت خيالية.... فيحاول ان يتقبل العالم او الناس من حوله... يجد نفسه يصارع الالم سويا مع الامل... وينتهي به الامر الى ............ الصمت... نعم الى الصمت... فيقول من حوله: ها هي حكمة الايام تظهر عليه بكثرة الصمت والتأمل.... اليس الامر مضحكا؟

    ردحذف
  3. Zydan Utopia وما الحياة ان لم تكن ثقوب نتنفس من خلالها الافراح والاتراح............الحياة ليس من الضرورة ان تكن مهدة طوال الوقت..........البشر لا يحتملون الرتابه ويملون حتي الشعور بالراحة...هناك اشياء رغم مرارتها الا انها نجعل للحياة معني حتي وان كانت ثقوب علي جدران القلب
    تحياتي

    ردحذف
  4. Kholoud ElSayed فى رحلة الحياة ومنذ الميلاد وحتى الموت .. نظل نتعلم
    وكلما كان الدرس مهم كان الثمن غالى
    المهم .. أن نعى دروس الحياة جيدا ولا نكرر أخطاءنا
    فنموت بدل المرة ألف مرة
    تكتفى بتلك الدائرة الصغيرة جدا من حولك التى تمتلئ بمن تتواصل معهم بلا جسور او احتياج لمد ما يصلكما معا فوجودهم يكفيك لتكمل حياتك بما تقرر ان تمنحه لك الحياه حتى لو لم يكن يكفيك

    ردحذف
  5. Kholoud ElSayed طوبى لمن احتواه رحم أمان يضمه ويداوى آلامه المستترة والمعلنة ويمنحه لحظات صدق

    وكفاية كتابة اليومين دول هلكتينى

    ردحذف
  6. Ahmed Elkady نعم .. كل ما نحتاجه بين فترة وأخرى أن نتوقف قليلا لإلتقاط الأنفاس، وتقييم كافة الأمور، حتى نتمكن من تحديد الوجهة القادمة بعد ذلك .. المهم أن تكون تلك الوقفة بأيدينا نحن وليست قهرية أو قسرية

    ردحذف
  7. Noha Fathi · عارفة يا مها ،،، الانسان الطبيعي هو من يدرك كل ما يدور من حوله فعلا ويزن الامور والناس والتجارب ،،، الحياة تجربة ،، ندخلها وحدنا ونغادرها وحدنا ،،، لذلك علينا ان نعيش الصحبة بدون ان نعطيها اكبر من حجمها ،،، كلام رذل مش كده؟؟؟؟؟؟؟ انا اسفة ،، لكنني مؤخرا اكتشفت فعلا اننا اساسا في الاصل نعيش وحدنا

    ردحذف