29‏/06‏/2012

بعثرات روح



عندما تتحول لمجرد ورقة خريف هشه تتأرجح على غصن وحيد..... تقاوم تلك الرياح التى تحاول انتزاعك والقائك ارضا
انها تلك اللحظات التى يجب عليك التظاهر بالقوة والابتسام.... تنظر لكل ماحولك بلا مبالاه فلا شئ يهم
تحترق .....تموت....تتألم
 فلن يهمهم فى شئ
 لن يشعر احد بمدى ألمك فلن يستطع ان يفهمك احد
تنتظر من ينظر لك لتبكى.... تنتظر من يمنحك سبب لتبكى وتبكى فانت تشتهى البكاء لعله يطفئ نيران تشتعل بداخلك....... ليتك تستطيع ان تصرخ وتخبرهم بانك ليست بخير......لست بخير ولست بتلك القوه ...... تخبرهم بانك بخير
ربما لم تكن تهتم سابقا بمن يرحل او من يأتى فقد اعتادت الرحيل وقررت الا تهتم كثيرا بهم فدائما كانت على ثقه بان الكل راحل لا يبقى احد ولن يظل احد

فانت تتالم .. وتبكى وتشعر بنبضات قلبك تبكى ألما ولكنك لا تهتم فهم راحلون وانت وحدك ستبقى هنا تلك حياتك وهذا قدرك وحيد بلا جذور بلا مكان بلا وطن مجرد غريب يستقبل من يأتى وينتظر رحيلهم فهو لا ينتمى لهم لا ينتمى لأحد نعم يجب ان تعلم جيدا بانك لا تنتمى لأحد مجرد غريب فى رحاب اخر ...... مجرد راحل ... عابر سبيل فلا تنتظر الألفه من غرباء .... لا تنتظر الونس ممن لا تنتمى له.... لا تنتظر شئ ....لا تتوهم شئ فلست سوى عابر سبيل يطرق الباب ويجلس قليلا ويرحل
فهى تشعر بالحزن والالم
هشه..... ضعيفه......وحيده ...بلا شئ ...بلا عنوان
انها تلك اللحظه التى تكتشف بان عليها لملمة ذاتها واوراقها وتفاصيلها الصغيرة والرحيل بعيدا عن الاخرين......الرحيل حيث لا تعلم الى اين ولكن مجرد رحيل
انها محاوله لان تحتفظ ببعض منها بلا كسر او جروح .....محاوله للسكون والحفاظ على ماتبقى منها وذكرياتها وامانها المفتقد
تجمع ماتبقى منها فى حقيبتها الصغيرة المعده دائما للرحيل ......تجمع ماضيها وذكرياتها وتفاصيل امنيات قد كانت
انها الاوراق التى تحمل حروف متناثرة والصور التى تحمل ملامح حميمه انه الماضى الذى كان ولن يكون مرة اخرى
كانت كل محاولاتها للتخلص من الوجع فاشله كل المحاولات زادتها وجعا ...كلما اقتربت من شاطئ ازدادت غرقا
فاستسلمت لما تشعر والقت بكل كيانها على مقعدها تركت الاوجاع تتسلل الى روحها..... تركتها تقضى على ماتبقى منها بلاالم.... فلم يعد هناك مايستحق ..... فانت تمنح كل ماتملك تمنح كل ذاتك وروحك
وتنتهى وحدك فى مقعدك.... انت وكثير من الالم يعتصر قلبك ويسرى فى عروقك حتى انك تجهل مالذى يؤلمك
كم تمنت ان تنفصل عن جسدها تتركه ملقى هاهنا على المقعد وترحل لبعيد..... مجرد روح شارده فى فضاء متسع..... لا جسد يحيطها...... لا مكان يأسرها..... لا حدود تحد انطلاقها..... مجرد روح وفقط
انه ذاك البئر المظلم الذى تجد روحك وقد سكنته بلا رغبه منك او اختيار فيزداد إغترابك عن ذاتك...... وتظل  وحيد تعانى ألم السقوط وحدك
 هكذا اعتادت منذ زمن ان تسقط وحيده....... وتنهض وحيده وما أسوء السقوط بلا سند والنهوض بلا رفقه
تنهار امام ذاتك وتفقد القدرة على النهوض ولكنك تعلم جيدا بانك يجب ان تنهض
ليس هناك اختيارات فالسقوط رفاهيه والحزن رفاهيه


هناك تعليقان (2):

  1. انها كارثة يوم أن تصبح الدموع رفاهية، فالدموع هى اخر الحصون التي تذكرنا باننا مازالنا بشر.. نألم ونقول آآآه

    ردحذف