05‏/01‏/2018

احلام الغريب


انه الغريب الذي لا يحمل اسما معروف ولا لقب، مجرد غريب عابر للطريق. 
أهذا ما جعلني التفت له؟
لا احد يعرف عنه شيء، هالة من الغموض تحاوطه، عالمة ملئ بالأسرار، مجرد مجهول، يحضر متى يشاء، ويغادر إلى حيث لا يعلم احد، تحاوطه ذكرياته وينغمس في أحلامه ويحاول أن يجتاز حاضر مرتبك لا ينتمي له، ولكن يجب عليه أن يجتازه ليصل، تحمل عيناه كثير من الحيرة والأسئلة والأمنيات واليقين. 
تنظر له فتغرق معه في عالمه، دون أن تعبر الحدود الفاصلة ما بين عالم يحمل خصوصيته وعالم متاح للجميع، لا تدرك هل هو من اختار ذالك العالم الغامض أم انه كان يمضى لطريق ما فاختطفه المجهول وما استطاع منه فرار.
نظرته الحائرة والثابتة في ذات الوقت تدفعك للمكوث طويلا معه لعلك تكتشف خبايا تلك الروح الهائمة وحيدة في ملكوت بعيد، هدوءه ثورة وثورته أحلام، وأمنياته مزيج من الخيال والحقيقة، هناك دائما خط وهمي يصل ما بيننا بشكل ما. 
نتباعد ونتنافر ويهرب كل منا إلى عالمه، لنعود فنلتقي في مكان ما دون أن نحاول اللقاء، انه ذاك الثائر...الغاضب، الحالم......المتمرد على الثوابت والقواعد، يخلق من العدم عالم خاص، يحمل بين طياته كل الأمنيات والأحلام، فهو لا يؤمن بتلك القوالب التي تفرضها عليه قوانين الحياة، لا يهتم للزمن أو الحدود أو المكان، ينتقل من مكان لأخر ببساطه وسهوله، فيكفى أن يغمض عينيه ليرحل ويغادر ويتجول في كل مكان، ويعود منهك من رحلته لينام في هدوء أو صخب، بداخلة كثير من الضوضاء، تقبع كل الحقائق والخيالات بين جنبات روحه. 
يحمل ما بين ضفتي عمرة كثير من المعاناة والعشق والتصوف والثورة والسكون، بداخلة كثير من اللهفة والشغف لمعرفة كل شيء، والبحث عن كل شيء ولا يستطيع السكون أبدا، يرسل روحه على جناح طائر محلق في السماء البعيدة، ولا يهتم متى تعود أو كيف ستعود، كل ما يهتم له بأنه سينطلق حرا ...محلقا عاليا. 
يسكن عيناه تمرد على كل القوانين، معه كل شيء ينقصه شيء، وكل شيء يكتمل حين تلمسه أنامله، ذاك الغضب الساكن عيناه لا تعلم هل حقا هو غضب، أم أسئلة لا زالت تفتش عن إجابات. 
هل أنت مزيج من الخير والشر، ولمن الغلبة في تلك المعركة الأزلية
إلى أي جانب ستنحاز روحك ؟
ماذا ستختار؟
أم انك ستترك الأقدار تختار لك تلك المرة
 إلى أين ستسكن وتميل؟ 
بماذا تبوح تلك النظرة الشاردة من عيناك؟ 
هل حقا استطعت أن اعبر كل تلك الأسوار لأصل لحقيقة روحك وأتيقن بأنك ستصل لطريقك الذي تريد بهدوء ودون ضوضاء؟
لا أحب تلك الأحكام المطلقة أو تلك الرؤيا الثابتة للأشخاص، ليس لأنك عابر سبيل يحمل كل الغموض، وكثير من الأسئلة وقليل من الأجوبة، يتوجب علينا الحكم عليك، ليس من الضروري أن تنحاز لجانب الخير لتصبح مثالي، ولن يعيبك أبدا أن تحمل قدرا من الشر، ولكن ماذا سأرى في عينيك هو ما يهمني.
من أنت أيها الرجل الساكن عالم من الأحلام؟
هذا هو سؤال الأهم من أنت؟
هل أنت ذاك الغامض الذي يتحرر من كل غموضه معي، أم انه قناع أخر ترتديه لتكون بشكل ما اقرب إلى عالم جديد تحاول أن تصل إليه؟ 
لا أحب تلك الإطارات التي نغلف بها علاقتنا، فلازال هناك مزيد من البراح الذي يسمح لنا بالانطلاق بحرية، بلا قيود أو إطارات تحدد لنا كيف نكون. 
لا أريد معك أن اسأل كيف سنكون أو من نكون، لا ابحث عن تلك الصور المنمقة التي يجمعها عنوان براق، ابحث معك عن عالم أخر مختلف ليس له قيود أو حدود، عالم فوضى ...مختل، يحمل كل الجنون والعقل، الغضب والصمت، الهدوء والثورة، عالم يحمل كل شيء ولا يفهمه سوانا. 
حيث لا علامات تشير لأي طريق، لا نهاية حيث أن تلك الدائرة نهايتها بداية أخرى، حلقة قدرية محكمة، تكون العودة فيها رحيل، والرحيل اكتشاف، والدرب يقود لعودة، إنها الحياة في قانونها الدائري، لا يدرك احد أين بدايتها أو أين نهايتها، إنها كل نقاطها بداية ونهاية، موت وميلاد، بداية لشيء ما ونهاية لشيء ما.

هناك تعليق واحد: