07‏/01‏/2018

شهرزاد وفارس الحكايات


هل حكت شهرزاد كل شيء؟
هل كانت حقا تحكى وتحكى بسعادة؟
هل كانت ترغب بالتوقف عن الحكايات والتزام الصمت؟
هل كانت تحكى حبا أم خوفا؟
كيف أمضت شهرزاد نهارها وهى تنتظر المساء الذي يحمل الأسئلة والحيرة والحكايات؟
كيف استطاعت أن تتجاوز وحدتها وحيرتها وانتظارها لمجهول؟
تمضى شهرزاد وحيدة .... تائهة، شيئا ما يحطمها ببطء، تقاومه وتنتفض ولكنه شبح أخر من أشباح المساء يقترب في صمت قاتل من روحها، تتمزق روحها ما بين أيام تحيياها وأيام تتمناها.
هي التي تملئ الأمسيات بصخب الحكايات، وتبتسم وتضحك، وتحكى وتصمت، وتنتظر نهارا جديدا، ولكنه لم يأتي بعد.
هل فات الأوان على أن تحكى شهرزاد حكايتها؟
تحكى شيء جديدا، حكاية مميزة....تختلف عن الألف حكاية وحكاية، ربما لن تكون جديدة ولكنها حتما ستكون حكاية العمر الحقيقة، تلك النبضة التي تطرأ على القلب حين يرويها، وتلك اللمعة التي تومض في العين حين تبدأ.
إنها الحكاية التي تندهش حين تقرئها وتبتسم وتغمض عينيك اشتياق وحمد،
إنها تلك التي لا تشبه شيء، بضعة اسطر من حكاية طويلة لا تنتهي، تمتلئ بالألوان والألحان، إنها مزيج من الحيرة والسكون والجنون واليقين.
تلك الحكاية التي تحمل بين سطورها تلك اللمسة الأولى، والقبلة الأولى وتلك النظرة التي تخبرك بأنك كنت هاهنا دائما، إنها حكاية شهرزاد الأولى بالرغم من ألف ألف حكاية، فبعدها لن يعنيها العالم في شيء، لن تبالي بشيء.
هي الآن شهرزاد الحكايات تروى حكايتها لمن اختاره قلبها ليكون فارس الحكايات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق