03/06/2025
"على عتبة البوح"
بقلم
مها العباسي
بداية ككل البدايات مُرعبة، حتى وإن كانت بداية جديدة.
فالكتابة عملية مُعقدة جدًا، كلما ابتعدنا عنها زادت تعقيدًا وعصيانًا... تتمرد وترفض الانصياع لتلك النزوات التي تهاجمنا بين حين وآخر.
فهي دائمًا ما ترغب في علاقة دائمة تُحقق فيها الاستقرار، وترفض النزوات والعلاقات العابرة، ولكنك لا تستطيع أبدًا إرضاءها.
كان الانقطاع عن الكتابة يمثل حالة من الغضب أو التمرد، أو رفض لمشاعر مرتبكة تمنع الاستقرار.
كلما حاولت العودة إلى الكلمات، كانت تُغلق جميع الأبواب في وجهي وترفض الانصياع لرغباتي ونزواتي في المضي قدمًا.
وقررت لفترة طويلة أن أرفضها أنا أيضًا، وابتعدت... رحلت، ومزقت كل الأوراق.
ولكن، ودائمًا هناك لكن، ففي لحظة حنين للكلمات، اندفعت كطفلة تحتضن ملابس العيد، وأغمضت عينيها في انتظار الصباح؛ فالكلمات لا تموت، وإن البوح، رغم أنه مُرعب، إلا أنه محبب للقلب.
هي محاولة لفتح أبواب القلب والبوح.
أعلم يقينًا أن الكتابة هي إلهام... أحاسيس مبعثرة تهاجِمنا في لحظة لا نملك فيها سلطانًا، فلا نستطيع الرفض أو القبول.
ها أنا أقف على عتبات عالم الكتابة من جديد، في محاولة لجمع شمل الكلمات مع الأوراق...
إنها الكتابة، تلك الرحلة الأكثر هدوءًا ورصانة، التي نعود إليها دائمًا لكي تستعيد توازنك، تُلقي بكل ما تحمله بعيدًا خارج حدود جسدك وروحك، وتتحرر من كل شيء، وتحلق بأجنحة جديدة لا يثقلها شيء.
#مها_العباسي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق