09‏/08‏/2011

صمت الاغتراب

إنها لحظه إن تكتشف بان فنجان القهوة هو صديقك الحميم وبان دخان تبغك هو انيسك في لحظات اغتراب بعيده, تسكن ما بينن جدران منزلك ومقهاك المفضل فما بينهم تجد ونسك المفقود ,تصمت عندما لا تجد الكلمات التي تحمل ما تشعر به إنها أوقات تختنق فيها الحروف فترحل إلى الصمت, ولا تعلم لماذا أنت صامت انه مجرد صمت تنتقل خطواتك ما بين دروبه .فترفض اى سؤال يقترب من مساحتك المتوارية خلف جدرانك, ترفض من يحاول أن يقتحم أسوارك تكتفي بتلك الإيماءة التي تحمل كل اللا مبالاة والرغبة في الصمت والبقاء وحدك, إنها رغبتك في الجلوس معك في هدوء واعاده ترتيب تلك السطور التي تناثرت كلماتها هنا وهناك ومحاوله جمعها في صفحه واحده, لعلك تستطيع أن تفهم ربما هي رغبه مستترة في الرحيل إلى وطن أخر يناديك فبعض من قهوته وموسيقاه تحتضنك في اغترابك لتعود له فأنت وحدك في كل المدن ,في ذاك الوطن ,في تلك الطرقات ,وحدك أنت وقهوتك ودخان تبغك وبعض من القصائد تدندن بكلماتها وحيدا, تحتسى قهوتك في رشفات متتالية وصمتك ما بينهما يسكن ,تتابع تلك الأفكار التي تتراقص من حولك رقصه سريعة مجنونه على أنغام منبعثة من داخلك ولك أنت فقط, لا تستطيع أن تتدخل بين نغماتها و أن توقفها وقت تريد, إنها تفرض سطوتها عليك وترفض الانصياع لك انه ذاك الشعور الأول الذي ينتابك ,الألم الأول, والبكاء الأول, وتلك الابتسامة التي ترتسم على شفتيك عند تذكر اللحظات الأولى لك هناك, في وطنك, إنها الحياة عندما تنزعنا من أرواحنا وتلقينا بعيدا عنا ,في أماكن أخرى نجهلها ولا ننتمي لها ,اماكن ننظر لها من بعيد ,وننظر لنا من خلالها باندهاش ,انه الزمن الذي يسرقنا منا ويسرق منا أعمارنا ويتركنا حيارى ,لا نعرف متى مضى العمر, ومتى مضت الأيام والى أين اخذتنى أمواجه وأين سترسو مراكبنا, فكل ما مضى من أيام لن يعود ,وكل ما رحل من أشخاص لن يعود, وكل من يعبرنا يترك أثرة بداخلنا ولا يعود, إنها لحظه أن تشعر بحنين لكل تلك التفاصيل التي تنتمي لها وتنتمي لك, تفاصيل صغيرة تدعوك لها وتتركك لترحل عنك إلى لا عودة ,وترحل عنها منتظر العودة, كلاهما طريقان مختلفان لا يلتقيان ,نبحث عن دفء مبعثر في مكان ما, نبحث عن معنى مفقود نشعره ولا نلمسه, نعود لنا من خلال مذاق يداعب شفاهنا ,نستنشق عبيره فننتشي بفرحه اللقاء الاتى بعد غياب,قهوتى ارشفها مرة فقد اعتدت طعم ذاك المرارة اللاذع المختلط بدخان أتى من بعيد انه صمتي يعانقها فيبوح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق