ارتبك كثيرا أمام تلك الاسئله التي تقتحمني وتحاول تعريتي من كل ما أتوارى خلفه فالزمن استباح ايامى, سلبها ونثرها بين الشوارع والبلدان وبعثرها على جدران البيوت فكلما اخذنى الحنين لذاك الماضي البعيد,رحلت بين الشوارع اتلمس الجدران واستنشق عبير الاشجار
استرق النظر خلف تلك الشبابيك ربما اجد ذكرى شاردة تتسلل الي ايامى
واعاود البحث بين اوراقى ,ربما لأنى لم أكن يوما من ذاك النوع من البشر الذي يحب أن يبعثر كلماته على سطور الآخرين ولكن دائما ماكنت أواريها عن كل العيون وأحفظها في مكان بعيد
تراني كنت أخبئها لك آنت لتشاركني وحدك ما أخفيته لسنوات عنهم.
ابحث عن تلك الصورة فى اوراقى القديمه وعليها بقلمك اهداء, اتلمس يديك ابحث عن دفء اناملك ,عن ملمسها على كفى الصغير ولكنها مجرد صورة
كثيرا ماكنت امارس الرحيل بحقائبى التى تمتلئ بذكريات احملها رغبه منى فى افراغها على قارعه طريق النسيان والعوده من جديد بلا تلك الاحمال, حاولت كثيرا ممارسه النسيان والهرب اليه من ذاكرتى ومن تلك المهملات التى تتجمع فى ركن بعيد من عالمى تاركه ظلالها تنعكس على جدرانى,
انها كانت تلك الرغبه الملحه التى تراودنى لنفض ذاكرتى من مهملاتها والعوده للحياه من جديد خاوية الوفاض بعد ان تركتها فى دروب النسيان, ولكنك اتيت ذات مساء..... تعلم جيدا ما احب فتعزفه لى واغنى معك...تبتسم ,اشتاق لك,اناديك, اتذوق حروف اسمك ,اتلمس الجدران,اتلمس الاشياء ابحث عن شيء منى مبعثر بين طرقات طفولتى ,هاهنا او هناك ,
اين انا بين الاماكن ؟؟؟
اين دفئ الذكريات؟؟؟
فمازلت اشعر بالبروده بدونك, افرك يدى لعلنى اشعر بدفيء الايام ,تتساقط قطرات العرق على جبينى ,ما زلت اشعر بالبرد وافتش عن الدفء.
من تلك الارض البعيده اتيت ,تحمل معك حقائبك مثقله هى مثلى بالأحزان ,ولكنك كنت تجيد فن الرحيل, تاركا سنواتك ما بين ضفتى كتاب فى محاولات لنسيانها, والبحث عن بدايه جديده ,تتبعثر كل تلك اللحظات من حولى انظر لها فى محاولات لان اجد ما بين سطورها شيء مختلف فتشعرنى بان القادم اضعف من ان يصنع المعجزات ,
تتقاذفنى امواج الاسئله واحتار ما بينها باحثه عن اجابات ,ولكن تتأرجح الاجابات من حولى فى مزيد من الحيرة ,انها تلك الايام التى تصارع الموت وتحاول ان تنتزع انفاسها من براثنه الا انها تستسلم للاحتضار, فقد ملت منى ومن نزواتى ورغباتى المستميته فى البقاء بلا قيود لا اشعر بتجاه تلك الايام بشيء ......لا حب....لا كره ,فما عادت تسكن احلامى ,ما عاد طيفها يراودنى انها مجرد مشاعر ثلجيه .....بقايا من دفئ قد رحل.
احاديث خاويه تحاوطنى, كلمات تتردد من حولى ,اسمعها ولا اعيها مجرد حروف تسقط امام باب قلبى ولكنها لا تستطيع المرور ,ربما اضحك.... ربما ابكى ولكنى احتفظ بالكثير منها لا ابوح بحروفه فهى لى وحدى ,وكأنى انفصل عنى فأتسلل من جسدى واتاملنى من بعيد,افتش عن شيء ما ....ابحث عن هذا الصوت الغامض الاتى من بعيد , اسمعه ينادينى فأتجاهله واحاول الا اذهب اليه او التفت له ولكنه يزداد اقترابا ,ما زلت اشعر بانى غريبه لا انتمى له ,فأتأمل كل الوجوه من حولى احاول ان اعرف ملامحها واحفرها فى ذاكرتى ,انها تلك الذاكرة التى اصبحت لا املكها ولكنها هى من تملكنى,وكلما هربت منها هربت هى لى,فافتش عن شيء منى ضائع بين طيات النسيان شيء افتقده فافتقدنى.احاول ان احرك لسانى لينطق وتتحرر الكلمات المسجونه ولكنى افشل
اشعر بالخرس و اشتاق كثيرا للكلام, اشتاق لصوتى انا, الذى لا يستطيع سماعه سواك ,فمازلت غريبه..... تلك الغربه التى تتسلل لعروقى وتشعرنى بالبرد
تلك الوحدة التى تحاوطنى وانا اسمع من حولى الضجيج ,ضجيج الصمت وصراخ السكون,
انظر لهم فى حيرة ....
لماذا لم اعد اعرف نفسى؟؟؟؟
لماذا اصبحت اتجاهل صمتى؟؟؟؟
اشتقت لنفسى,اشتقت لشيء منى افتقده معك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق