26‏/08‏/2011

هواجس الكلمات




بطريقه مامختلفه انتمى لتلك الحروف المتسلله من بين السطور لتخبرنى شيء ما ,انها تلك الرغبه الملحه فى كتابه شيء ,ربما لم تكن لتحدد ماذا تريد ان تكتب فتركت قلمك يخط ما يشاء
ام هو اغراء السطر الاول فى الصفحه الاولى من دفتر ما, وجدته يدعوك لتأخذه وتمضى تارك اياه فى احد ادراجك الى ان تتذكره فيدعوك لتهمس له وحده من كلماتك ,احيانا تكون الكتابه قرار
وفى كثير من الاحوال هى رغبه ملحه فى ترك شيء منك على بعض الاوراق لعلها فى يوم من الايام تصل
كتلك الرسائل التى نلقيها للبحر فى زجاجات ونحن على يقين بانها ستصل يوما ما ,لمن نريد ان تصل له ولكنها لا تصل ابدا ويبقى اليقين نرتوى منه عندما يصيبنا ظمأ الحياه
كانت كلمات قليله هى التى كتبتها فى منتصف الصفحه وعندما اعدت النظر لها وجدتها تحمل من ملامحك القليل
اربكنى حضوره المفاجئ
نعم اربكنى حضورك الصاخب ,الصامت, ذاك الحضور الطاغى المتناقض ……حضور يتأرجح بين كل المتناقضات…. رافض ان يكون حضور عادى رافضا تلك الكلمه التى تصنفه كشيء قد يعبر حياتك ويمضى
يعبرها بلا اثر واضح او وجود مميز مجرد شيء عادى
ولكنك ابدا ماكنت عادى
دائما ماكنت مميز فى هدوء حديثك وصخب صمتك
ربما كنت دائما على يقين بان بعض الاشياء تحدث لأنها يجب ان تحدث فقط ,ولكن معك اصبحت مؤمنه بان هناك دائما سلسله من تلك الاحداث التى يرتبها القدر فى تسلسل قدرى, ليتغير كل شيء من بعدها ويصبح ما قبلها مجرد سطور فى مكان ما من الذاكرة
انه رجل مختلف يمنح كل ما حوله سمة الاختلاف والتميز ,لعينيه نظرة مختلفه, تمتزج بكثير من صمته حتى انك لا تستطيع ان تتحرر منها ببساطه
يتحدث معك فتصبح اسير ذاك الصوت وتنتقل بين الحروف مأخوذ ببساطتها وبذاك العمق الذى يسكنها
وهى أمرأه مختلفه تحب الابحار بين الحروف والكلمات لتصل لمعانيها المختفيه التى يتركها صاحبها لمن يفهمها فقط
كلاهما سطر كتبه القدر فى صفحة كل منهما ولم يكمله ولم يضع نقطة النهايه تركه لهما ليكملا معا
وفى تلك اللحظه اكتشفت تورطى معك و بان القدر تركنى هاهنا على اول الطريق ورحل عنا تاركنا نكمل الخطوات فى تأرجح مستمر بين رغبتنا فى الوصول لمكان ما وبين تلك الرغبه فى السكون دون انتظار لمزيد من مفاجآت الحياه
فكلانا كان يرى من بعيد الاخر بدايه لأشياء كثيرة ستاتى متتاليه لتحول حياته لمسرح كبير…… مختلف… لمسرحيه من فصول كثيرة هو بطلها الاوحد
ربما هى المرة الاولى الذى اشعر بالانتماء لشخص ما, انتماء مختلف انتماء يشعرك عندما تضع اناملك بين كفه بان جذورك امتدت لترتوى من روحه, وبان شرايينك اتصلت معه وتبادلتما التنفس من خلالها
انه انت …….لا اعلم ان كنت ايضا شعرت بذلك ام لا, ولكنى اذكر اناملى وهى بين كفك فقد تركتها ترتاح فى يدك واجلستنى امامك فى صمت
انها تلك النظرة الاولى التى تمنحك الشعور بكل شيء او اللاشئ
فنظرة واحده كفيله لوضع نقطه نهايه مع الكثير من الخيبات او ترك كل الصفحات بلا نهايه
انها تلك الدهشه التى انتابتنى مع اولى كلماتك, دهشه اربكتنى الى حد ما ,فقد كانت تلك هى المرة الاولى التى نلتقى ولكن اندفاعك فى الحديث كان يكمل حديث ما كان بيننا ,حتى اننى حاولت ان اتذكر بدايته فابتسمت دون ان اشعر فقد كان ذالك هو الحديث الاول
ربما من الصعب ان يقتحمك اخر فى لقاء اول ويغزوك بكل بساطه
وتدخل واياه الى اماكن جديده وتعاود من خلاله اكتشافها بداخلك وتنظر لعينيه وكأنك ترى ملامحك للمرة الاولى فهناك شيء مختلف بريق اخر يسكنهما
التقينا دون ان ندرى,ومضينا معا دون ان نختار انها تلك المعادله التى تضعك فى حيرة ما بين طرفيها ,انها تلك المسافه التى تفصلنا ما بين ما نريد وما نختار فليس دائما ما نريده هو مانختارة,
فنقف لبعض الوقت فى تلك المسافه الفاصله بين كليهما لعلنا نستطيع الاقتراب منهما معا ,او تركهما معا بلا ادنى ندم على احدهم ولكن غالبا ما يتوجب علينا الاختيار فنقع فى تلك الحيرة التى تتركنا فريسه الندم على شيء ما اضعنها لبقية العمر
انه اختيار ……..ينزع عنا لقب غرباء ليمنحنا لقب اخر
واحيانا كثيرة يكون لقب "غريب" هو الاقرب الينا ,فنحن ننتمى لبعض الغرباء ونتجاوز معهم الكثير من تلك الحتميات والالزاميات ترانا نكون معهم اوضح واكثر بساطه
فهم ليسوا بغرباء بل هناك ما يجذبنا لهم ويمنحهم كل المفاتيح شيء لا نعلمه ولا نستطيع الجزم باننا نثق بهم كامل الثقه فى ذاك اللقاء الاول فهم لنا مجرد غرباء, الا اننا ننقاد خلف شيء ما مجهول يدعونا لترك متاعنا معهم بلا خوف
فحقائب الغرباء فى كثير من الاحيان اكثر امانا من خزائن الاخرين
كل محاولاتى لتجاوز تلك اللحظه هى محاولات فاشله فمازلت اجهل هل امتدت للحظات قليله ام انها استمرت معى وما انتهت الى الان
انها اللحظه التى تسكن الحلم ,فمن الممكن ان يختصر الحلم سنوات وسنوات فى لحظه واحده فنحن فى احلامنا نفقد الزمن ونطوى المسافات ونتجاوز حواجز الاماكن
انها لحظه نختطفها من الزمن عندما نلتقى ذاك الغريب فى مطار ما ونحن على يقين باننا لن نلتقى يوما ولكن تولد بيننا تلك اللحظه الجنونيه التى تختصر كل المسافات فى لحظات قليله ربما نمضيها معا فى احتساء فنجان قهوة وانتظار تلك الطائرة التى تنقل كل منا الى طرف اخر من طرفى الكرة الارضيه
محاوله لرسم ملامح اخرى صادقه عنا فى لحظات هى الاصدق فكم نكون صادقين مع الغرباء فى لحظات لقاء تولد بلا وعد
انها مجرد مسافه ما يضعها القدر لتفصل بيننا
كم من غريب التقيناه وبكلماته اعدنا رسم ملامحنا من جديد وكلما تذكرناه ايقنا بانه كان لقاء قدرى لنصبح مانحن الان
تراك كنت انت ذاك الغريب الذى صادفته ذات مساء هاهنا ورحل بلا موعد تاركا خلفه ذاك العطر الذى يفوح فى المكان مختلط برائحه تبغ مميزة
والكثير من الفوضى التى تركتنى توسطها فى شعور مختلف اشبه بالميلاد من جديد
قليله هى تلك التفاصيل التى تأتى فتختلف معها كل حياتنا
نختلف نحن عما كنا, فهى اشبه بلحظه اعاده لتكويننا , نعم فمعك اعدت تكوينى من جديد فانت ذاك الرجل الذى بحضوره يختفى الجميع, فحضوره كافى ليمحوا كل ما قبله ولا يترك مكان لان يأتي احد من بعده ترانى اصبحت مجنونه بحضورك ام اننى اصبحت لا اجدنى الا هاهنا معك ,انه انت من زين سطورى وولد هاهنا بين دفتى دفترى البنفسجى تاركا ما بين السطور انفاسه
سترحل .......ام انه قد وجب ان ارحل انا عنك تاركه قلمى هاهنا بعد ان يكتب على اولى الصفحات
ذاك الغريب

هناك تعليق واحد:

  1. نسرين

    التقينا دون ان ندرى,ومضينا معا دون ان نختار انها تلك المعادله التى تضعك فى حيرة ما بين طرفيها ,انها تلك المسافه التى تفصلنا ما بين ما نريد وما نختار فليس دائما ما نريده هو مانختارة,

    فالاقدار غالبا ما تذهب بنا الى طرق لا نتخيلها قد تكون ... و قد تكون...

    ردحذف