11‏/10‏/2011

عندما يصبح الرحيل قدر



ككل تلك الطيور اصبحت اغادر المكان ارحل بلا اوطان اهاجر حيث لا يصبح لى عنوان فقد ضل دربى خطاه ومازال هناك بعض الحنين لمكان كان يوما لى على ارضه حياه
انها كل تلك التفاصيل الصغيرة المجهوله التى تجعلنا نعود لمكان ما ذاك الغموض المنبعث من بين اركانه ,ذاك الضوء الخافت المتسلل من بين شقوق النوافذ ليخبرنى باحتمال مجيء شمس اخرى ذات يوم
شيء من الاندهاش الذى جاء مصاحبا لتلك الكلمات الاولى التى قيلت هنا لتلك الابتسامه التى انعكست على زجاج نافذة الزمان وماغابت ابدا عنها
انه الهروب من الاخرين والفرار بذاتك اليك فى مكان بعيد انت وحدك من يعرف اليه الطريق ,تتسلل هاربا منهم او تتركهم هم يرحلون فلم يعد داعى لبقاء احد سواك معك, تسير بين دروب حياتك فقد سأمت من الانتظار ,سئمت من ان ترهق احد
ترحل منهم لتصنع وطنك فى تلك الغربه فماانت الا مجرد غريب اخر تحتضنه ارض بعيده ,وحيد اخر بين جدران الزمان رغم الاتساع ما زلت حبيس الاسوار
انت الغريب الذى لا يعرف كيف يبوح ويشتاق لان يبوح
يأتي المساء فيجلس هناك يشعل سيجارته ويأخذ منها ذاك الدخان يزفره بآلامه وينظر لدوائره تمر من امامه لبعيد يغمض عينيه ينفث دخانه ,يحمل أسراره,يهمس اوجاعه.تزداد بين انامله اشتعالا يتركها تشتعل .تأخذها شفتاه ,يتركها بينهما ,يرسل كلماته مع دخان ,ينفثه وحيدا ,يسرق من بين دوائره احداهم ,ينثرها من حوله بأنامله فقد مل من انتظار البعيد ,مل من ارسال كلماته دخان ,هو الغريب الاتى من ذاك المكان البعيد الراحل الى بعيد فالغربه للبعض قدر,وهو من سار عمرة ما بين غربه واغتراب
تراه ذات يوم سيعود لوطنه وسيضم ذاك الجدران
تراه سيشعر يوم بدفيء انفاس الحياه وهى تسرى فى عروقه من جديد
مازال يجرؤ على ان يسأل دخانه ترانى سأعود
وان عدت يوما من سيكون فى الانتظار ,امازال هناك من يذكرنى بعد طول الغياب
هل لى ما بينهم مكان
ام اننى سأظل ذاك الغريب الذى يحمل زاده رحيل
بعد الرحيل يأتي الاغتراب ,يأتي المكان بلا مكان ويضيع من بين ايدينا الزمان
سأعود انا الى مكان تركته لأجد المكان قد رحل فلن يظل المكان هو المكان فى الانتظار
ربما هى ذات الجدران ولكن تلك الروح ما عادت ,اخشى علىّ من قدر الرحيل فقد اتعبنى الاغتراب ومللت من تلك الغربه التى تمتص الروح من الجسد لتتركه فارغ
مجرد اشياء جوفاء
ضحكات ملقاه على الطرقات
نظرات زائغه تبحث عن عنوان
انا الغريب ما بين غربه واغتراب
انا الساكن وحدى ما بين جدرانى امتص منى زاد الحياه
وحدى هنا وحدك هناك
انت الغريب
انا الغريب
لن تصبح يوما ياغريب غريب فيوم تأتى سيحتضنك الوطن فقد طال انتظاره لقدوم الغريب
مازال فنجانك ينتظر يأخذ من انفاسك اسرارك ويتركها لمن يستطيع ان يقرأها ويخبرك بدرب مرسوم لخطاك واميرة تنتظر فارسها وشمس تشرق بعد طول انتظار فقد عاد لها الغريب

هناك 6 تعليقات:

  1. اللقاء قدر و الرحيل قدر ..و من منا يوما سيعترض أمام كلمة أطلقها القدر و نفذتها الايام باقتدار !

    راقنى نبض قلمك و احساسك أختى مها

    فتقبلي تواضع مروري و متابعتي

    تحياتي لك

    ردحذف
  2. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  3. "انه الهروب من الاخرين والفرار بذاتك اليك"
    "ومازال هناك بعض الحنين لمكان كان يوما لى على ارضه حياة"
    "تسير بين دروب حياتك فقد سئمت من الانتظار , سئمت من ان ترهق احداً"

    تسللت بمبضع جراح الى أعماق أحاسيسى كأحد الطيور المهاجرة .. لكنه سيدتى هروب الى امل جديد حين يضحى الحال ماءا راكدا يجتره الجميع يوما بعد يوم .. ينتظر حراكا لاادرى من أين سيأتى ..وحين ترقب أملا عند الترحال ووطنك الحقيقى يعيش بقلبك فيرحل معك
    .. ولكن الى حين ..

    فالعودة الى دفء أحضان العشيرة والأهل والأصدقاء مصير حتمى نقتات عليه فى الغربة حين يأكلنا شوق الحنين .. لكن الضرب فى الأرض أرحم من انتظار المجهول والفرج البطئ .. هكذا عودتنى حياتى فخطت اقدارى بدقة

    مهم جدا فى حياتى حين نلتقى ان تجد لدى قصة جديدة وأملا متجددا .. ربما وجدت انى أحيى روحك وأملؤها رجاءا مع فنجان قهوتك فى الصباح .. فتبدأ يومك

    شيرين الكردى

    ردحذف
  4. انه الهروب من الاخرين والفرار بذاتك اليك فى مكان بعيد انت وحدك من يعرف اليه الطريق ,تتسلل هاربا منهم او تتركهم هم يرحلون فلم يعد داعى لبقاء احد سواك معك

    رحيا الذات إلى الذات داخل وطن .. أقسى أنواع الغربة حبيبتى
    قد يجد المغترب الحقيقى سببا وجيها لعذاب الغربة
    أما الغربة داخل الوطن وفى أحضانه هى الأقسى
    أما العودة فقد تكون مؤلمة لكليهما
    فمن المؤكد أن المكان لا يظل هو نفس المكان
    لكن
    يظل الأمل قائم .. الأمل هو الخيط الوحيد المتبقى ليتشبث به كل مغترب
    داخل وطنه أو خارجه
    الأمل
    الأمل أن يعود كليهما ليحتضنهما وطنا واحدا
    .
    .
    .
    .
    .

    بعد التصفيق الحاد .. والشابوه المرفوع لروعة المعنى الذى يصرخ من بين السطور
    أحب اقولك
    منك لله

    ردحذف
  5. انت الغريب الذى لا يعرف كيف يبوح ويشتاق لان يبوح

    حلوووووة اوي اوي يا مها وموجعة اوووي خاصة لكل من ذاق طعم الغربة
    عجبنني وجود امل في اشراقة شمس طال انتظارها
    سلمت يداك يا مها :)))))

    ردحذف
  6. الهروب مني !!! والهروب الي !!!
    اوجعني الاغتراب حتي صار اختيارا
    اوجعني الرحيل حتي صار اختيارا
    مادامت الجدران توجعني لما لاارحل
    لن يوجعني وجع اكثر
    لن اغترب اكثر مما اغترب
    انا الغريب مابين غربة واغتراب
    الساكن وحدي مابين جدراني
    وجدراني ساكنه في احملها حيثما ارحل
    الغربه قدرنا والاغتراب اختيارنا
    اه من الحياه وقتما تضيق فلا يصبح لاي شيء معني !!!!!!!!!!
    لااشاركك التفائل ولا امل النهايه !!!
    الغريب سيظل غريب يحمل غربته بين جنباته ويتوجع ، يحلم بونس لايأتي وان اتي لايونس !!!
    لااشاركك التفائل ولا امل النهايه !!!
    اري الرحيل قدرنا الوحيد الذي لم يبارحنا ابدا ولن يبارحنا !!!
    مبسوطه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    ردحذف