09‏/02‏/2013

جسور الروح

لم يكن يحب الرحيل يوما ..... لا يحب المطارات فهى تنتزع الأرواح من اجسادها ولا تسمح لها بالعبور عبر تلك البوابات الزجاجيه
ولكنه رحل واغترب 
فقدره الرحيل وقدره الإغتراب
يرفض الإغتراب
ويرفض الرحيل
ولكنه يغادر دائما المكان ويصبح غريب وهو الراحل
يسافر لبعيد ..... كان يعلم بأن رحيله لن يطول يوما وبأنه سيعود فهو بلا روح 
فالمطارات تنتزع الأرواح والطائرات تختطف الأجساد  
والرحيل قيد ......... يأسره بسلاسل لا يراها سواه 
لا يشعر بصريرها الا امسياته الطويله وعينيه تجوب فى ذاك الجدار او هذا السقف 
امسيات طويله امضاها فى برودة ليل طويل على مقعد الحديقه الخشبى ينظر لتلك السماء البعيده يغمض عينيه ويستحضر اجنحته ليحلق فى فضاء عالمه الخاص الذى يهرب  اليه حين تضيق الحياه 
ينفث احزانه فى دخانه ..... يتأمل حلقات من الدخان تدور من حوله وتدور بسرعتها الجنونيه لتختطفه من مكانه وترحل حيث تسكن روحة وتطمئن 
لم يكن الرحيل اختياره ولم يكن يعلم بأنه قدره
 فقرر ان يرحل وحيد
هو وحقيبته وذكرياته
 لا يذكر متى كان اول رحيل ولا يعلم متى سيكون اخر رحيل
تختطفه الطائرات ويغادر وحيد , فى كل رحيل يتمنى ان تمضى دونه الطائرة 
ترحل وتتركه
 ولكنها لا ترحل الا وهو بداخلها...... تمتصه..... تجتذب جسده بعيدا عن جذوره وعن روحه
يضحك طويلا ليخبر الجميع بأنه يحب السفر واكتشاف المدن والدروب 
بأن احلامه اكبر من ان تتسع لها ارض............ بانه لا يهتم كثيرا بأسطورة الرحيل والعوده ويصدقه من حوله ولا يدركون وجع رحيله فتلك هى الحياه سفر وعودة وبقاء ومغادرة
لم يدرك احدهم بأن روحه لا تطيق الرحيل....... لا تحتمل الأسر بأنه نورس عاشق للعوده
يحمل حقيبته ويسير وحيد........ دون وداع......... فهو سيعود....... حتما سيعود
لا يمارس طقوس الرحيل والوداع........... لا يحب ان يشعر برحيله
 يحمل حقائبه
يبتسم
يُقبل الجميع.......... ويغادر المكان 
لا ينظر لهم ..... لا يتحدث طويلا 
يرحل وفقط
لم تخلق روحه الا لتحلق فى فضائها بأجنحه من النقاء
فى عمق عينيه يسكن طفل برئ يشتاق للحياه وينتظرها لتحتضنه 
يثور ............ يغضب ............. ولكنها ابدا لا تستطيع ان تسرق من عينيه برائتهما ومن روحه نقائها 
لم تستطع الايام ان تلوث بياض تلك الروح 
لا يستسلم ............. تعانده الايام فيتمرد عليها
فتعانده فيقهرها بإبتسامته وكبريائه واصراه على ان ينتصر عليها وينتصر له
يحتضن ببرائته الحياه فتخجل منه............. فتبتسم 
سيرحل ويرحل ويرحل ويعلم بأنه سيعود 

هناك 3 تعليقات:

  1. تعبت الاكتاف من حمل الحقائب وارهقت الارواح من دوام الفراق

    وتتوق الانفاس غلى العوده

    ردحذف
  2. يحتضن ببرائته الحياه فتخجل منه... فتبتسم

    الله يا مها.. استوقفتى وعجبتني اوي الجملة دي .. شعرت فيها بطبطة حنونة من الحياة بعد طول قسوة على روح مازالت تحتفظ بنقاءها رغم مرارة الرحيل وتكراره

    تدوينة جميييييلة جمييييلة اوووي

    ردحذف
  3. يا دي وجع القلب :-(

    وخصوصاً إنك مش بتتكلمي عن الرحيل وبس غلى إطلاقه

    لأ ده إنتي بتتكلمي عن المطارات والطيارات اللي بحس فيها دايماً ببرودة الثلج .. من كُتر برودة المشاعر .. من كُتر الفُراق والرحيل

    أنا لسه راجع من السفر .. ويومين وهسافر تاني :-(

    ردحذف