20‏/11‏/2013

رسائل الى غريب....1

عزيزي الغريب
لم نلتقي من قبل ولم يكن بيننا حديث مباشر ,ولكن كان هناك حديث ما من خلال الرسائل المجهولة الشاردة في عالم الأثير,تلك الرسائل التي دائما ما تكون لغريب يسكن
بعيد لا يعرفه إلا من أرسل له ,أو ربما الراسل أيضا لا يعرفه
لماذا الرسائل؟؟؟؟؟
كثرا ما تساءلت لماذا هى ؟؟؟؟
هل لأننا لا نستطيع أن نقول ما نريد بطريقه مباشره؟؟؟؟
أم لأننا نجهل ما نريد أن نقول ويصبح شارد بداخل أرواحنا وتجمعه الرسائل على سطورها في غفلة منا
رغم إننا نكتب كثيرا ونبعثر الكلمات على السطور, إلا إننا حين نريد أن نكتب تحديدا لشخص ما ونخبره بما نريد أو نكتب عنه نكتشف بأننا فقدنا الكلام
وبأن اللغة قد غضبت علينا ورحلت بعيدا وأخذت حروفها وكلماتها فنتحايل عليها لنكتب لغريب حتى تصل الكلمات لقريب
أتدرى صديقي الغريب بأن فكرة الرسائل تستفزني للكتابة,والعبور بالكلمات لخلف حواجز الزمن وإلقائها في زجاجات في الأثير لتعبر من خلاله لتصل لمكان ما
إنها "رسائل البحر "
تلك الأكذوبه التي نعشقها أو لنقول تلك الإشارة التي ننتظرها لتأتينا من المجهول عبر المجهول
الرسائل من غريب ولغريب..... من وحيد لوحيد
من شارد في دنيا بلا أسوار لشارد أخر خلف أسوار الحياة
كلانا أغراب وكلانا ننتظر تلك الرسائل لننظر لبعيد ونبتسم فهناك في مكان ما من يبحث عنا حتى وان كنا لا نعلم من يكون ولكن يكفينا أن نشعر بان هناك شخص ما يدخر جزء من روحه لنا
ترانا نستطيع ترويض أقلامنا لتكتب ما نريد متى نريد
انحن حقا من يكتب ويرحل مع الكلمات على السطور ,أم انه زائر أخر يسكن الأقلام ويرسل لها من روحه كلمات يستدعيها من أعماق مجهولة بداخلنا ,حيث لا نراها ولا ندرى أنها كانت هاهنا
هل نندهش حقا بما نكتب حين يرحل ذلك الزائر ويتركنا وحدنا وتلك الكلمات التي سكنت السطور وما بين حروفها شئ مجهول منا
تتزاحم الكلمات والمشاهد والأفكار في خيالك تحاول القفز للأوراق ولكنها تشعر برجفة تمنعها من الوصول كما تريد لشاطئ أوراقك
كيف للكلمات ألا تطاوع صاحبها, كيف لها أن تتمرد على من أرادها بشده
انه سلطان الكلمات والحروف حين يقرر متى يكون وكيف يكون
فالكلمات هي التي تختار من يحتضنها وتختار من تحلق معه وحوله وله فالغريب حين تختاره الكلمات يصبح هو الأقرب

هناك تعليقان (2):

  1. أعجبتني كلمات رسالتك
    مليئة بالمشاعر المستترة الدفينة داخلنا
    أجدتي صياغة المشاعر التي يصعب التعبير عنها
    "ولكن يكفينا أن نشعر بان هناك شخص ما يدخر جزء من روحه لنا"
    انها غريزة الحياة و الاحتياج الى الاخر ...

    ردحذف
  2. ممتنه لك .. بوحتي بماعجزنا عن نطقه ..
    عزيزتي طالما حلمت برسائل البحر تلك ،، ومازال في القلب بعض امل ..

    ردحذف