30‏/10‏/2014

لا شيء


قد أكون أنا التي تسكن بين الأوراق، تلك التي يصبح اختصار عمرها سطور وكلمات وبعض الأوراق، أتترك نفسك رهن الكلمات، أم أن الكلمات هي التي تقرر أن تمتلكك فتصبح لها أسير.
سأعاود الاستماع لصوتي الذي يتسلل من بين سطور أوراق مهمله بين أركان العمر، هناك كثير من الأشياء التي يزدحم بها قلبي وعقلي، كثير من الوجوه والملامح والحكايات، أمواج متلاطمة من التفاصيل التي لا أستطيع الابتعاد عنها تجرفني معها لبعيد، حيث لا اعلم متى سأرسو أو متى سأعود لكياني، العودة لك بعد اغتراب.
لا منتهى من الحيرة، كثير من الثرثرة الحمقاء تجوب بين دهاليز العقل، تطرق الأبواب وتهرب إذا ما حاولت أن تلمسها أو تقترب منها، صراع لا ينتهي، يتخبط بين جدران الروح الواهنة، تلك الروح التي أرهقتها الحياة وأخذت منها ما أخذت وتركتها هزيلة وحيده واهنة،  تركتها تتخبط بين جدران الصمت.
لم اعد امتلك القدرة على احتمال تلك الأفكار المتضاربة والخوف من كل شيء، والبقاء في سكون في انتظار المجهول الذي سيأتي ذات يوم، كم تمنيت أن أتخلص من كل تلك الأصوات والكلمات والملامح، والعودة لكيان شفاف لا يحمل بداخله شيء.
الرحيل إلى لا شيء، لا وجع أو حزن أو ألم، لا احد تهتم به ولا احد يهتم لك، لا انتظار أو هموم، حيث الفراغ، مجرد فراغ وخواء وصمت، لا أريد احد، فما عاد احد يستطيع أن يصل لروحي، لقد أصبحت تقف على أعتاب الحياة وحيده لا تنتمي لشيء، ولا تبحث عن شيء.
وحدها تقف على حافة السنوات الماضية، ما عادت تريد أن تشعر بدفء فلم يعد لها إلا دفء دموع، تسقط وحيده وتجف وحيده.
أتمنى الرحيل بعيدا حيث لا أقنعه ولا زيف، حيث لا تبحث عن أسباب لما يحدث، أو ما يستتر خلف الكلمات، حيث كل شيء لا أقنعه له ولا ألف معنى للكلمات، اكتفيت من الخداع والنفاق والكذب والأقنعة، اكتفيت من الحياة، لم اعد أريد شيء أو احد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق