تتجول في المكان بصمت, تتحرك في كل الاتجاهات, تنظر للأشياء وتحركها من مكانها لتعيدها مرة أخرى
تتناول فنجان قهوتها ...... تستنشق رائحتها ...... تجلس في شرفتها ........ تنظر للفنجان وتبتسم ..... تزداد ابتسامتها اتساعا .... تضحك وتضحك
أعلى وأعلى وتبكى
تنتبه لبكائها سريعا فتنهض لتعاود ابتسامتها فقد قررت ألا تبكى
ربما هو ليس قرار, ربما عدم رغبه في البكاء
فليس هناك ما يستحق ولكنها تحتاج لان تبكى وتبكى تحتاج لحضن دافئ يضمها في تلك اللحظات حتى تطمئن وتشعر بالأمان, لتبكى وتسكب كل دموعها وتجد من يربت على قلبها وروحها ويخبرها بان الحياة ستكافئها يوما ما
ولكنها وحدها هنا ..... فلن تبكى
امتزجت بداخلها كل المشاعر الممكنة حتى أنها تشعر بأنها تقترب من حافة الانهيار ,ما تبقى منها مازال يقاوم كل شئ ...... إلا أنها أصبحت تشعر بالإنهاك
تشعر بأنها ما عادت تستطيع مواصلة تلك المسرحية التي تنهار في كواليسها وتقف على خشبتها مبتسمة ضاحكه
إنها لا تستطيع الانهيار فهي وحدها وتعلم بأنها لن تجد من تستند عليه يجب أن تظل قويه وستظل قويه هى تعلم ذلك
ليتها تستطيع الهرب لمكان بعيد لا يعرفها هناك احد لتستجمع شجاعتها وتتخذ القرار المناسب
وهنا لم تتمالك نفسها فضحكت من تلك الكلمة "المناسب"
المناسب لمن ........ لها
القرار المناسب لها لا تستطيع أن تتخذه , فكل الأوراق تخبرها بأنها الخاسر الأكبر في كل القرارات المتاحة
تلتزم الصمت والشرود وتتواجد في كل مكان لتضحك وتمرح وتتصنع السعادة حتى تنفرد بوحدتها في المساء لتبوح لها وتسمع منها وتتألم معها وتبكى لها
ربما كانت تعلم جيدا أنها ستصل إلى هنا يوما ما منذ البداية وهى تعلم أنها ستصل لتلك ألنقطه التي يتوجب عليها اتخاذ القرار فيها
ولكنها كانت تتوقع بأنها ستكون قد استطاعت حينها التحكم في مصيرها
لم تدرك أنها ستكون بتلك الهشاشة والضعف رغم أن الجميع يراها إنسانه قويه تستطيع أن تتخذ القرار المناسب متى شاءت ولا تهتم كثيرا بالنتائج
تنظر لتلك الصور المتناثرة على الجدار أمامها ولا تعرف مالذى يجب أن تفعله
ربما لأنها كانت تعلم جيدا بأنه لن يستطيع أن يمنحها السعادة ولن يمنحها ما تريد أبدا لذلك هي الآن تتعامل مع كل ما يحدث حولها بالمنطق والمعطيات والنتائج
هي كانت تعلم بأنه المناسب لتلك القشرة الخارجية منها التي تتعامل مع الحياة من خلالها
ولكنه أبدا ما استطاع أن يكون لتلك الروح التي بداخلها , فمازالت روحها بكرا لم ترى الحياة , فهي تبخل بروحها على تلك الحياة القاسية , تبخل بأحلامها..... وجدائلها الطفوليه بشرائطها الحمراء
تبخل بخصلات شعرها التي تبعثرها في فضاء الحلم نسمات بحر تجلس على شاطئه
كانت تعلم بأنه لن يستطيع أن يلمس أوتار روحها ليعزف لحن تحبه
لن يستطيع أن يحتضن جنونها ويمضى معه لطريق لا يعلم أى منهما نهايته
لن ولن ولن ولن ولن
كانت تعلم ذلك جيدا فقررت أن تكون روحها وجنونها وحلمها لها وحدها
قررت أن تسكن لجنونها وتستمتع بأحلامها وتراقص تلك الروح التي تسكنها
متصالحة مع ذاتها فهي تعلم جيدا بأنها لم تكن تمتلك اى اختيارات وأنها اختارت ما يتناسب معها
وتدوووووووووووور
تدور
تدور
بجناح حزين مكسور
لا تعلم لماذا تذكرتها وأخذت تردد كلماتها بصوت عالي وهى تدور تاركه خصلات شعرها منطلقه حول وجهها وهى تبتسم فهي لا تترك شعرها منسدل أبدا
لا تتركه ينطلق حر إلا لها وحدها وهى في لحظاتها الخاصة مع فرشاتها وألوانها التى تجد بين الالوان واللوحه البيضاء ذاتها
وتلك الأنغام المبعثرة حولها فهي تدخره لها, تحب أن تداعبه بأناملها وتتخلله لترسل أمواجه بعيد ....... بعيد ......... لترتطم بشاطئ أحلامها
بحلم وبحلم بالحياة المفرحة
وأتارى أحلامي بلا أجنحة .... بلا أجنحة ...... بلا أجنحه
وبدور بدور بدور
بجناح حزين مكسور
ساعات بشوف في العتمة
وساعات بتوة في النور
لم تستطع إلا أن تضحك وتضحك وهى ترددها أحبتها كثيرا حين استمعت لها
ساعات عيوني بالأسى تفرح
وساعات في ساعة الفرح أنوح
نظرت من شرفتها لترى كل الأماكن بعيده ...... كل الوجوه بلا ملامح ...... كل الأيادى بلا أصابع ......
عندما قررت أن تختار لها مرسم خاص لم تختاره لمجرد أن ترسم لوحاتها فقط أو ليكون مقر لها هي وأصدقائها المقربين للتجهيزات المعارض والحديث حول الفن ورسم اللوحات
هي كانت تبحث عنها في مكان لها وحدها
في مكان بعيد ....... مرتفع .... صغير
كانت تبحث عن مكان صغير , البعض اعتقد أنها لا تمتلك المال الكافي لتختار مكان قريب متسع
لم يفهمها إلا صديقها الأقرب نظر لها طويلا ولم يتكلم فقد أدرك أنين روحها ووجعها
اختارته مكانا بعيد ...... حميم....... دافئ........ صغير حتى أنها تشعر بأنه يحتضنها وهى بين جدرانه
تتوسطه مدفئه حجريه وبعض الكراسي الوثيرة التي تحتضنك حين تجلس عليها
كانت حريصة أن تكون شرفته متسعة, تطل على اتساع المدينة من أعلى
نظرت لكل النوافذ التي في المنازل أمامها
ما بكتبش في رسايل ما بنتظرش رد
لا حد في يوم سمعني ....... وبسمع كل حد
طيور العمر تايهة في عتمة المدينة
ألقت كل الأوراق التي كانت على مكتبها من الشرفة لتنظر لها وهى تسقط من أعلى وتتأرجح وتنتشر في كل مكان
أغمضت عينيها لتدور حول نفسها وهى تضم كل جسدها بذراعيها
بلف في دواير بدور على الأمان
الاقينى رجعت لنفس المكان
وأخذت في الدوران وفردت ذراعيها
وبدوووووووووووور......
بدور........
بدور
بدور......
بدور......
بدور
بجناح حزين مكسور
ولم تستطع أن تقاوم كثيرا إنهاكها ودورانها السريع , فسقطت أرضا جالسه على ركبتيها
وأخذت تفتح عينيها ببطء لتجد صديقها أمامها فقد كان يقف بعيدا يراقبها حين بدأت دورانها
جلس أمامها ولم يتكلم .... مد لها يده
نظرت له طويلا
ضمها إليه فأخذت في البكاء
تفتكري ؟؟
ردحذفانا كمان عايزه اعيط قوي
تفتكري ، حيجي ؟؟؟؟
اهم ما فى الموضوع انه اخدها فى حضنه فى الآخر
ردحذفحلوة يا مها