10‏/01‏/2009

الذكريات المستباحه

تعلم جيدا بان الزمان استباح أيامها وسلبها منها ونثرها بين الشوارع والبلدان، وبعثرها على جدران البيوت
فكلما أخذها الحنين لماضيها رحلت بين الشوارع، لتتلمس الجدران وتستنشق عبير الأشجار، وتسترق النظر خلف تلك الشبابيك لعلها تجد ذكرياتها شاردة
تتسلل إلي غرفتها وتفتش بين أوراقها، تخرج تلك الصورة وعليها بقلمه إهداء، وتتلمس يديه تبحث عن دفء أنامله، عن ملمسها على كفها الصغير، وتفتش في جيبه عن حلواها المفضلة، وتمد يدها لتأخذها ولكنها صورة مجرد صورة
وتتلفت تسمع صوت جيتارة يناديها، ينبعث من خلف جدران حجرته فتذهب له وتستكين بين يديه تتأمله وهو يحتضنه ويعزف
يعلم جيدا ما تحب فيعزفه لها وتغنى معه، يبتسم لها، تشتاق صوته، تناديه لتتذوق حروف اسمه بين شفتيها، تتلمس الجدران، تتلمس الأشياء، تبحث عن شيء منها مبعثر بين الطرقات، طفولتها وبقايا من عمرها، ربما تجده هاهنا أو هناك
تسكن لحظات شبابها بين الأبواب، أين أنا بين الأماكن، أين أجد دفئ الذكريات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق