12‏/08‏/2010

الشريدان

تعلم جيدا بأن الخصوصية التي تجمعها معه تمنح الجميع ألاف الأسئلة لينشغلوا عنهما بحثا عن إجابتها
فكل منهم وحيد في عالمه الصاخب يؤنس كل منهم الأخر...تمتلئ ساعتهما بالكثير من الناس والبشر
إلا أنهما لا يجدا نفسيهما إلا في تلك الساعات التي يسترقاها من كل الدنيا ليكونا معا
يستقبلها بلهفه تملئ عيناه... يشتاق ليحكى لها وتشتاق لان تحكى له
ويبتسم معها ...ربما يبكى.... ربما يغفو قليلا دون كلام كطفل أرهقته الأيام فنام عندما وجد الدفء والأمان
هما كل البدايات تجمعهم ....كل الطرق تؤدى بأحدهما إلى الأخر دون أن يشعرا أو يريدا ذلك ...دون ترتيب منهم
فهي لا تذهب إلى مكان إلا لتجده ولا يرحل ويغادر إلا ليصل إليها
ينظر لها طويلا فيغوص في بحر عينيها ويعود منهما إلى شاطئه
تنظر له فترحل في بحر أمانه لتغفوا أمنه على كتفه بعد رحيلها سنوات حائرة
شريدان هما بلا وطن إلا وطنهما الأوحد ...
خائفان.... يجد كل منهم أمانه لحظه أن يضمه صوت الأخر
ليست هي التي انتظرها هو يعلم ذلك جيدا.... ليس هو الذي انتظرته تلك حقيقة هي تعرفها
ولكنهما هما من كان يبحث كل منهم عن الأخر
هو كل حروفها وكلماتها وحكاياتها
هو كل الأطفال وكل الأغاني وكل تلك الحلوى ذات الأوراق اللامعة
عندما أخبرته ذات يوم بأنه من يهديها عمرها الماضي ويضحك معها في انتظار غدها
اخبرها بابتسامه كبيرة بأنها له سر الحياة...حبلا سُرى يمنحه الحياة
تستشعره ينتظر معها ولها الغد....يقفز فرحا عندما تخبره بحلم قد رسمت خطوطه بفرشاتها ولونته بألوانها
عندما يلتقيان يحضر دائما معه قطع الشيكولاتة التي تستهويها وباقة ورد تحتوى ورده واحده فقط يأتي معه ياسمين
يهديها الكثير من علب الهدايا الملونة البراقة التي يستمتع كثيرا بطفولتها وهى تفتح الهدايا وتبحث عن الشيكولاتة وتأخذ هداياه لها بفرح
فهو يعلم كيف يمنحها السعادة وعندما يشعر بحزنها يضمها إليه
يحتويها بين ذراعيه وهى خائفة... مرتجفة... وحيدة
يحب أن يداعب خصلات شعرها التي تتناثر في طفولة على عينيها
يطمئنها حتى تغفو بين ذراعيه مطمئنه
يأتيها ضعيفا.. باكيا ..مرتجفا ..طفل ثائر متمرد يبحث عن أمه لتمنحه حنانها وتهدئ من روعه
ينظر لها... فتنظر له
تاخذه إلى حضنها الطويلة. كل ما يؤذيه
هما تلك الحكاية الطويلة ....القصيرة
تلك البداية وتلك الشرود.السطور والمعاني
هما كل الحيرة كل الشرود ..
شاردان من عالم لا يفهمهما....لا يعي كيف منح كل منهم الأخر روحه ليسكنها
هما الشاردان معا أبدا

هناك 8 تعليقات:

  1. وااااو رائعة جدا بكل التفاصيل اللي فيها

    الامان والحب ده كله حتى الشرود..فيه ايه اكتر من كده بس ^_^

    احييكي وكل سنة وانتي طيبة

    ردحذف
  2. Khalid Eissa هما الشادرااااااااان معا ابدا
    هايل يامها

    ردحذف
  3. رومنسيتك دى هاتأثر عليا يا مها بس بحاول انى متأثرش حلوه فعلا ربنا يستر بقى

    ردحذف
  4. Lily Lolo ·
    فهو يعلم كيف يمنحها السعادة رغم شروده ..داعب خصلات من شعرها متمردة على خوفها يطمئنها..احساس جميل اصبح مستحيل ..كلماتك واحساسك رائع يا مها..كلمات رقيقه تعبر عن قمه الحب والانسجام يسلم ااحساسك وتعبيراتك الجميله مها

    ردحذف
  5. Faten Khalil ولا يرحل ويغادر الا ليصل اليها
    ينظر لها
    فلا يعلم كيف يغوص فى بحر عينيها
    ويعود منهما الى شاطئها
    تنظر له
    فترحل فى بحار امانه

    ردحذف
  6. Fadi Koudsi كل الطرق تؤدى باحدهما الى الاخر دون ان يشعر او يريد

    كل منها مخلوق في الآخر
    كل منهما يحتوي وجودي الآخر
    هو طريق لذاتها
    وهي طريقا لذاته
    كل منهما يرسم حدود الآخر

    رائعة يا مها

    ردحذف
  7. Amira B. Abdalla يعرف كيف يمنحها السعاده
    كيف يطئمنها
    تعرف كيف تمنحه الامان
    كيف تبهجه
    شريدان بلا شاطيء الا مرساتهما
    مركبهما لاتسيرها الا ريحهما بنسيمها الدافيء الحنون
    شمسهما لاتشرق الا في حلمهما المشترك مهما باعدت بينهما المسافات
    شريدان وليس شاردان
    شريدان يشعرا الغربه وهما لايلتقيا وبالونس حين يلتقيا
    وحين يلتقيا يكتملا ولا يصبحا شريدين ولا شاردان
    يصبحها في ابهج لحظات سعادتهما
    لكن تلك اللحظات احيانا تتأخر واحيانا تغيب
    وقد طال انتظارهما
    فمتي ستأتي !!!!!ا

    ردحذف
  8. Kholoud ElSayed كيف يكونا شاردين وهما يجمعهما وطنهما الخاص والأوحد
    الوطن حيث الأمان والدفء
    وقد منح كل منهما الآخر الدفء والأمان وإجابات على الأسئلة المستحيلة
    هما ليسا بشاردين
    هما رحالة .. يجوب كل منهما اوطان العالم
    لكن وبعد كل رحلة يعودا لوطنهما

    ردحذف