05‏/08‏/2010

خيال روح

نظرت لنفسها في المرآة طويلا ....أخذت تتأمل ملامحها لم تكن تهتم بتلك المواصفات القياسية للجمال
ولم تسعى لها يوما
فهي تعلم جيدا بأنها ليست بعادية.... تعلم إنها تختلف عنهم... ليست منهم
تتواجد معهم ولكنها تنتمي إلى ابعد من عقولهم الجوفاء.... إلى ابعد من قلوبهم الصماء
في بعض الأوقات تعتقد بأنها ربما تكون مجرد كذبة صنعتها لنفسها وامتلأت إيمانا بكيانها
عندما يأخذها اليأس تحاول أن تقنع نفسها بأنها ربما تكون هي المخطئة
احتمالات كثيرة تراودها وتقتنع بكل تلك الاحتمالات ورغم ذلك إلا أنها ما زلت تتمسك بيقينها.... بتفردها
تركت غرفتها واتجهت بسرعة إلى كرسيها المفضل هي تحب أن تنفرد بذاتها كل صباح كأنه موعدها المقدس
أمسكت كأس العصير الذي تحب مذاقه ونظرت لتحركات السائل بداخله وابتسمت
فهي تنظر لكل المحيطات من حولها بشغف.... تميل لان تغوص في كل البحور وتنطلق في كل الدروب
ترنو لشيء تراه بعينيها وتلاحظ ملامحه جيدا
إلا أنها عندما تغمض عينيها تتوه منها تلك الملامح رغم شعورها الأكيد بتفاصيل ملامحها وتلك السمات المميزة للوجه الذي تراه
دائما حولها
تشعر بكل تفاصيله..... تراها بروحها.... تنظر في هدوء لصخب عيونه الثائرة
تحتار في لونها تُراها تحمل سواد الليل الراحل بعيد أم أن تلك الزرقة انعكاس للبحر الساكن بين الضلوع
تتأرجح أمامها انعكاسات الملامح على زجاج الكأس بين يديها.... تحركه فتتراقص الأمواج بداخله
تتلاطم ثائرة وتنام بهدوء معانقه جدرانه
تستكين مستندة إلى أناملها التي تعانقه لم تعلم يوما لها شهادة ميلاد
فشهادة ميلادها مختلفة تحتوى الفراغ
ورقه بيضاء ناصعة البياض وجهيها ملتصقين بينهم فراغ
شهادة ميلادها تعانق شهادة وفاتها فهي تعلم بان يوم أن تمتلئ سطور شهادة الميلاد ستنطبع السطور على شهادة الوفاة
فهذا قدرها وتلك حقيقتها التي تعلمها جيدا
تحيى بلا شهادة ميلاد..... بلا اسم أو عمر أو هوية أليست تختلف
تحاول دائما أن تسيطر على غضبها تنتشل نفسها منه
البعض يصفها بالبرود فهي ترتكن إلى جدران صمتها وحيدة
تنظر لدائرتها المتسعة باتساع خيالها المغلق عليها كحلقه تضيق من حولها تختنق منها
ربما تتنفس من تلك الثقوب المتناثرة في الجدران الزجاجية التي تحاوط نفسها بها
تضيق شرنقتها فتزداد التصاقا بروحها الساكنة إياها أحيانا تشتاق الانطلاق
تغمض عينيها وتتلمس في صمت الاجنحة المفرودة بالرغم من ضيق شرنقتها إلا أنها تشعر بالاتساع
تفتح عينيها في بطئ تنظر للأفق يلتقي ما بين البحر والسماء
ملون بلون الشمس ....تسقط دموعها لا تعلم احزن أم فرح
تنبت زهور البنفسج مرتوية بدموعها الوحيدة.... حائرة.... تنهض من مكانها تطفئ الأنوار وتبدأ يومها
تخرج من منزلها وتغلق من خلفها الباب

هناك تعليق واحد:

  1. Fadi Koudsi وأمتلأت ايمانا بكيانها
    ربما تكون هى المخطئه
    احتمالات كثيرة تراودها
    وتقتنع بكل تلك الاحتمالات
    الا انها مازلت موقنه بتفردها

    مها بجد النوت دي رائعة
    على رأي كلام اميرة صعبة وقاسية
    بس المشكلة ان الشخصية دي موجودة في الحقيقة
    شخصية عايزة تكون مميزة بتفردها بأفكارها
    متمردة حتى على هويتها وشهادة ميلادها ووفاتها
    عايزة تخلق وجودها بنفسها بس للأسف مش قادرة تفهم انها برده بتخلق وحدتها بنفسها
    فهي للأسف بتخلق وجودها علشان تقتل نفسها فيه لواحدها
    وهي بنفسها مدركة خسارتها

    تسلمي يا مها
    انا قرأئتها مرتين وبجد رسمتيها حلو أوي بس بجد الشخصية قاسية اوي على نفسها

    ردحذف