لتلك الحروف التي قررت أن تتركني وحدي هنا وترحل لبعيد
كم أرهقتك معي هل اصبحتى ألان في حال أفضل عندما تركتينى ورحلتي
ربما أكون أرهقتك كثيرا ولكنى لم أكن املك إلا تلك الحروف التي انثرها على الأوراق واركض معها وخلفها في رياض الصفحات حتى يرهقني البوح واغفوا على وسادتي الباردة استدفئ بالكلمات واستمد الأمان من الحروف الوحيدة التي تشاركني المساء
كثيرة هي الكلمات التي كنت ادخرها لتلك الأوراق البنفسجية حتى تعانقها وتتراقص على سطورها ولكنها صمتت
توقفت الحروف عن الرقص وتوقفت الكلمات عن المجئ وتوقف صوتك عن الهمس
اغفوا وحيده كل مساء بلا كلمات تشاركني امسياتى
بلا صوتك يدعوا لي بنوم هادئ
بلا صوتك يدعوا لي بنوم هادئ
بلا اى شئ سوى محاولات مستميتة للنوم
محاولات تنتهي احيانا بالغياب عن الوعي بلا نوم..... بتلك الحالة التي لا تعلم ان كنت حقا أغمضت عينيك ونمت أم انك مازلت مستيقظ بلا نوم ولكنك لا تدرك
إنها الحالة مابين اليقظة والنوم
أفتش عن كلمات مناسبة لأبوح بما يمتلئ به صدري ولكن تعجز الكلمات عن حمل ذاك الوجع الرابض وحيدا هناك
تعجز الحروف عن ان تكتب كلمات وداع او الم بعد ان اعتادت ان تكتب الكثير من الحكايات وتركض بحثا عنك لتسمعها وتبتسم وتضحك أحيانا وتترك لمسات أناملك على السطور في زهو بأنك أول من لمس الحروف وعانقت الكلمات صوته
من اجلي انا عودي لاستطيع التخلص من احمالى
من أجلى عودي لتشاركيني مااعجز عن البوح به
شاركيني من جديد امسياتى فانا احتاج اليكى..... معي والى جواري..... احتاج لكي من جديد لاستطيع النهوض والسير في درب اخر
ربما أكون انا من لا تحتمل الحروف الان
ربما انا التي تهرب من الكلمات رغم احتياجي لها
احتاج لان اكتب واكتب واكتب
احتاج للكثير من الأوراق التي تمتلئ بالكلمات ربما أكون فقدت رغبتي في ألكتابه والبوح للأوراق
فقدت تلك الرغبة التي كنت اشعر معها باننى طفله تركض على السطور وتتراقص مابينها لتلقى الكلمات وتنبت من بين حروفها الياسمين
كثيرة هي الأحاديث التي كانت بيننا بعد ان يغفوا الجميع كنا نلتقي معا في صمت نتشارك الحروف والكلمات والنغمات
نتشارك الكثير من الضحكات والكثير من الأنات
انا وكلماتي وأمسيات طويلة أمضيناها معا
إنها الحروف والكلمات وفنجان قهوتي
تلك الحبيبات السوداء التي تشاركني امسياتى وساعات نهاري الخاصة فهي وحدها التي تستطيع ان تحتوى غضبى وحزني وتشاركني ابتسامتي لترتسم على جدان الفنجان كثير من امنياتى وهمساتي وحروفي المتناثرة في هدوء وحدي انا وفنجاني من نعلم معانيها ومن نسمع همسها
انظر لها فاشعر بالراحة فقد ألقيت إليها ببقايا حروف
افتقد حروفي وكلماتي افتقد الصوت الصاخب الذي يأتي من بعيد كطفل مشاغب يدعوني لأنهض معه واركض في كل مكان لنلعب ونلهو بأرجوحتنا لتلامس النجوم
لا أدرى لما وثق بى ذالك الطفل الغاضب دوما
لا أدرى لما استكان إلى جواري في هدوء وتحدث بالكثير من الأشياء وانا أنصت له في اهتمام وأضمه بعيوني ربما لاننى أشبهه
أشاركه طفولته وجنونه وصمته وحديثه
ربما لاننى استطعت ان أعود معه طفله ام لأننا غرباء وهو كان يريد غريب بيبث له مايملئ صدره
ترانا حقا غرباء ام أننا كنا اقرب مما نتصور حتى أننا لم نلحظ ذلك
لم نلحظ باننا نطل من ذات النافذة على العالم المتسع من حولنا.... تنظر للأشياء ونتأملها ونبحث عن شئ ما يربطنا بكيانها
نحاول ان نتحرر من كثير من القيود التي لا نراها.... نهرب إلى تلك الزاوية البعيدة لنركن إلى جدارها وننظر ونبتسم
سأبحث من جديد عن كلماتي
سأبحث عنك بين حروفي
ساترك لكلماتي العنان لتنطلق باحثه عنك في كل مكان لعلها تعود بك ذات امسيه دافئة نمضيها معا من جديد
انا وأنت وكلماتي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق