مازالت تجلس على كرسيها الهزاز في ركنها البعيد بالقرب من الشرفة تستمع للأصوات التي تأتى من خلفها
فهي دائما ما تترك إحدى القنوات تصدر الأصوات من حولها
يتوقف البث قليلا لتهنئ المذيعة المشاهدين بالعيد
إنها ليله العيد تأتى من جديد تمضى من جديد
اعتادت على تلك الأيام الأكثر وحده فالجميع معا يحتفل بالعيد كل منهم ينتمي للكثيرين ممن يمضى معهم العيد, فدائما ما يكون العيد بين الأهل فليس هناك مكان للغرباء بينهم
تنظر من شرفتها لبعيد تحاول أن تتجاوز بعينيها الأفق لعلها تصل لمكان لا تعود منه
تنظر لهاتفها على الطاولة البعيدة تعلم جيدا بأنه لن يصدر اى رنين سيظل صامت
رسائل تقليديه لا تحمل تلك الحميميه
ويصمت تماما..... اعتادت صمته في تلك الأيام ,تنظر للأفق من جديد وتتذكر عندما اخبرها انه ذات عيد سيحمل لها الفرحة ويأتى ,مضت سنوات وهى تنتظر العيد الذي اخبرها انه سيأتى ولكنها لم تمضى عيد
انه العيد إنها الوحدة فهي قدرها في أيام الأعياد أو ربما هي القدر المطلق
لن تحاول أن تتذكر انه العيد فهو مؤلم عندما تتذكره يأتى بوجع انه يوم أجازة تمضيه في استرخاء
ستحاول أن تدرك وحدها بان الأيام لم تعد كما كانت فهي لا تتذكر متى كانت المرة الأخيرة التي احتفلت بالعيد
تشعر بكثير من الغضب والصراخ الذي أن تركت له العنان سينطلق لملئ فضاء الكون من حولها
ولكنها ستحاول أن تتصنع الهدوء ستغمض عينيها لتنام لعلها تكتشف في أحلامها عيد أخر لعله يتذكر بأنه دائما ما كان يحادثها ليلة العيد فتسمع رنين الهاتف ليحادثها مكالمة طويلة يخبرها عن طفولته والعيد وذكرياته وتضحك معه وتعود طفله صغيرة تشاركه اللهو واللعب والقفز عاليا تنظر له فيفهم لأنها تريد أن تركب الارجوحه فيبتسم لها
ستكبر معه وتصبح انضج وتضحك وتضحك ويعنفها بنظراته فتبتسم وتصمت
وتكبر معه ليأتيها مساء العيد يحمل لها الهدايا ويقبل جبينها ويخبرها بأنه عيد سعيد
ولكن جاء العيد وهى وحيده لم يتذكرها ولم يتذكر وعده لها وسيمضى العيد كيوم أخر يمضى وحيد
لماذا لايفوا بوعودهم ؟؟
ردحذفلماذا لايدركوا حجم الوجع الذي يخلفوه ورائهم وهم بلداء لايمنحونا ماكنا ننتظره ولايأخذوا منا مانحن سعداء بمنحه !!! بلداء !! هذا الوصف الادق ياصديقتي ، بلداء !!!!
وهل سينشعر بفرحه العيد مع البلداء ؟؟
غيابهم اريح لان بلادتهم قتلت العيد وكل عيد
يوما ما سيعود ..و لكن هل يا ترى سيعود حاملا ملامح العيد الذى وعدها به ؟! لا أدري !!
ردحذفجميلة جدا و حزينة اوى
تسلمي مها
تحياتي يا غالية