04‏/08‏/2012

شريط سينما



مجرد اعتياد على حزم الحقائب والرحيل من مكان إلى اخر ,الاستعداد دائما بالعديد من الحقائب الفارغة في انتظار أن تمتلئ بأشياء خاصة إعلانا لرحيل وانتقال من مكان لأخر منذ متى وأنا على علاقة وثيقة بالحقائب ربما منذ أعوام طويلة
سنوات وسنوات وأنا أتقن حزم الامتعه والانتقال من مكان لأخر
إتقان الرحيل وإتقان الفقد
ربما القرار لا يكون بتلك السهولة في البداية .....تحتاج إلى الكثير من الوقت والنظر طويلا للحقائب المفتوحة الفارغة والأشياء الملقاة بإهمال في كل مكان من حولها
تنظر للجدران ...نظرات حنين...نظرات غضب لا تستطيع حينها أن تعلم بماذا تشعر
كل ما يشغل تفكيرك إلى أين سترحل وكيف سيكون المكان الجديد
تنظر للملامح التي ستغادرها وتترقب الملامح الجديدة التي ستلقاها
شعور مختلط مابين البداية والنهاية فحتما تنتهي هنا لتبدأ هناك
لماذا انتهيت وكيف ستكون البداية انه مجرد سؤال صغير يحمل سنوات مابين حروفه
تتكرر اللحظات أمام عينك
الفقد والخذلان والرحيل والبقاء طويلا على ذات المقعد في سكون تتأمل الأحداث والكلمات والحروف
كم عدد المرات التي شعرت فيها بان كل ما حولك يخذلك بان الحياة قررت أن تترك وحيد وتنصرف لبعيد
كم عددها المرات التي فقدت فيها روحك وجلست تحاول أن تتنفس لكنك لا تستطيع تشعر بان الحياة قد انسحبت من جسدك وان الهواء قد انتهى من حولك وان كل شئ قد خذلك حتى جسدك انهار ولم يعد يستطيع أن يقاوم كثيرا
ولكنك تدرك في تلك اللحظة بأنك لا تستطيع أن تنهار لا تملك رفاهية الانهيار
تكتشف بأنك لم تعد ترغب في شئ ... لا تريد شئ..تترك يديك تتأرجح في الهواء ...تلقى جسدك في إهمال على اقرب شئ لا تدرى اذا اهذا مقعد أم سرير أم اريكه ولكنك تلقيه هناك
إنها كثير من اللحظات التي تمر بك في تلك الثواني المعدودة التي تصبح دهر كامل تنظر لأعلى في صمت لا تدرك إلى ماذا تنظر أو لماذا
تصبح وحيد من جديد تتداخل الأصوات من حولك, ضجيج وصخب ووجوه كثيرة تتداخل وتظل وحيد
تعلم بأنك تثق في أن الله سيخرجك من محنتك تلك أقوى فدائما ما كان بينك وبين الله اتصال خاص ربما لا تكون شديد التدين
ربما ترتكب الكثير من الأخطاء
ربما تكون تحمل على كاهلك العديد من الذنوب ولكنك دائما على يقين بان الله معك وسيمنحك الكثير لترضى فقد كانت حياتك قدر من الله وهو وحده من يستطيع أن يبدلك خيرا منها
ربما تكون تلك هي اللحظة الفارقة في حياتك التي يتغير فيها كل شئ ويتبدل فدائما ماتؤمن بان الأمر مابين الكاف والنون
تنظر من حولك تندهش فأنت لا تجيد إلا الصمت والسكون واحتضان ذاتك في هدوء وبلا ضوضاء
تبتسم وتملئ الحياة من حولك ضجيج وتنثر الفرح في كل مكان وينتهي بك المطاف وحدك في ركن بعيد تقترب من ذاتك وتحتضنها وتحاول أن تغفوا
إنها لحظات تمضى بك وتمضى معك مجرد رحله
أمس اليوم والغد ولكن مابين الأمس والغد كثير من الاحتمالات التي يتوجب عليك وحدك الاختيار بينها
كثير من الوجوه التي تختفي وتعود وتتبدل وتظل أنت هنا
تقرر أن تمسك القلم وتكتب عنك تكتب لك ربما هو اختيار صعب أن تكتب عن ذاتك ربما هو أشبه بالتجرد من الثياب في مكان عام ولكنك تعلم بان كل ما كتبت كان يحمل جزء مخفي منك جزء ربما لا تدركه أنت ولكنه بين السطور
تتخيل انك تبوح للأوراق بعد أن عجزت عن البوح للبشر
تترك شئ منك هنا ليمر من أمامه شخصا ما ذات يوم ويحاول أن يتذكرك
إنها الحياة حين تمتد أمامك إلى مالا نهاية لا تعلم متى تنتهي ومتى تصل والى أين
دائما ما كنت بلا شئ مجرد حقيبة تمتلئ ببعض الأشياء تنتقل من مكان لأخر ومن قلب لأخر
إنها ليست حروف تنثرها على ورق وتنظر لها باندهاش لتكتشف بأنك تجيد ألكتابه ,إنها روح ما تسكن الحروف وتتجسد على الأوراق في محاوله للبقاء
محاوله أخيرة
تبدلت روحي مع الأيام لم اعد كما أنا لم اعد استقبل الخذلان بذات الألم ولم اعد استقبل الفقد بذات الوجع فقد أصبحت على يقين بأنها تستمر ولكن كيف لا اعلم ربما تهيم في دروبها حتى تعود لذاتك من جديد وربما لا تعود أبدا
البعض عندما نفقدهم ترحل معهم أرواحنا ولا تعود فوجودهم مختلف ورحيلهم مختلف لا نموت بعدهم فالموت اختيار بعيد ولكننا نفقد ما تبقى من أرواحنا
سنظل في الحياة كما نحن حتى لو تغيرت بعض الأشياء بداخلنا ولكننا سنكون نحن هنا كما كنا من قبل   
ربما لا شئ يعود كما كان سنظل نحمل غصة ووجع وجرح صغير لا يندمل بداخلنا فقد كنا صادقين مع أنفسنا ولكن غدرت بأرواحنا الأيام
ليتنا نستطيع أن نعود للحظه واحده مما مضت لنخبر من تركونا بأننا أحببناهم بصدق ,بأننا كنا نتمنى لهم الخير دائما بأننا كنا نستقبل السماء بالدعوات لهم دون أن يعلموا ليس لشئ إلا لأننا كنا صادقين معهم
بأننا عندما اخترنا أن نتحمل معهم الكثير من الألم لم يكن لشئ سوى أننا أحببناهم بصدق ولكن ربما لم يعتادوا ذلك من الحياة فانكروة علينا
ربما اعتادوا من الحياة بان كل من يقترب لا يكون بصدق فضاعت ملامحنا مابين زيف ملامح كثيرة
ربما كنا دون أن نعلم عبئ اخر عليهم فقرروا التخلص منه
ونرحل وحدنا من جديد
نحمل حقائبنا لمكان اخر ووجوه جديدة وجدران جديدة فما أصعب أن تمضى في الحياة بلا مكان خاص أو جدران تخصك أو ارض تضم رفاتك بعد الموت فأنت ستظل غريب في وطنك
غريب في أرضك
غريب بين البشر

هناك 3 تعليقات:

  1. هذا ليس شريط سينما ، هذه مرثية !!!
    مرثية الوحدة في الزمن الموحش وقتما يتخلي عنك الاحباء الذين لاتطلب منهم الا تحبهم ويحبوك ، لن ترهقهم بطلبات ولن تحاصرهم بامنيات ، فقط اسمح لي اكون معك وتكون معي ، هل صار هذا صعبا لهذه الدرجه ، ان نتواصل صار صعبا حتي صارت الوحشه اسلوب حياه والوحدة شرنقتها ..
    لااملك مااطمئن روحك به ، نعم يرحل الاحباء ، نعم ادمنا الرحيل والفقد ، نعم توجعنا حتي تبلدنا ، فلم يعد الوجع شديد كما نظن واصبحت البلاده ملامح بارده علي الوجه تخنق الروح التي كانت تنبض بالحياه
    لااملك مااطمئن روحك به ، لكن فقط اقول لك ، ان الحياه تسلب وتمنح في ذات اللحظه ، لادايم الا وجه الله وانت ، نعم انت القادره علي خلق العوالم الجديده وعدم الاستسلام للوجع البليد ، انت قادره علي استنساخ الاحباء باحباء مازال في قلوبهم نداوه وحيويه ..
    مادمت حيه وقلبك ينبض اخلعي البلاده عن روحك واستسلمي للوجع الشديد وابكي وانفضيه عن روحك واخلعيه من قدميك بقيوده واثقاله وافتحي حضنك للحياه باشخاصها الجدد ، نعم الجدد ولا تتعجبي ، هناك في مكان ما انسان وحيد ، ينتظر يتواصل مع قلب حنون ، ابحثي عنه واحتويه سيمنحك ماعجز البلداء عن منحه لك ...
    هل هذا سيمطئمن روحك ، ربما الان لن يطمئنها ، لكن غدا او بعد الغد سيطمئنها وتسكن له وتبحث عن من يمنحها الحيويه

    ردحذف
  2. بين سطور الحزن هذه روح صادقه .. اكره الفقد والحزن وان اقرأ
    ما يتعب قلبي فلنا مساوء لا نحب اثقالها ،، ولكن هنا اجد ان لك ان تكتبي ما تشائي ولي انا ان اقرأ .. فقلمك الصادق قد استباح مشاعري . كوني بخير ، وافرحي . 

    ردحذف
  3. البعض عندما نفقدهم ترحل معهم أرواحنا ولا تعود فوجودهم مختلف ورحيلهم مختلف لا نموت بعدهم فالموت اختيار بعيد ولكننا نفقد ما تبقى من أرواحنا

    نعم نحن نفقد ارواحنا معهم

    ردحذف