21‏/07‏/2013

مسافر على غيمة الزمن


 انه الحنين للدهشة الأولى في حياتك, لتلك الدهشة التي تنتابك في أول كل ما يمر بك ويصبح فيما بعد "عادى"
إنها تلك الغرف المهجورة البعيدة التي تسكن أقصى أركان ذاتك
 تلك المتاهات التي تتشابك حين تدخلها مبتسم وأنت تثق بأنك تعرف كل خطوطها وأبوابها ولكنك بعد قليل تكتشف بأنك لا تعرف عنها شئ بأنك تكتشفها للمرة الأولى وتنظر لجدرانها بفضول وتتلمس تلك النقوش التي حفرتها السنوات عليها ب شئ من الشعور الغريب ....ربما هو حنين أو خوف أو ارتباك
لست إلا ضيف جديد في غرفة المرايا الكبيرة تتأمل الوجوه من حولك والملامح من بعيد لا تستطيع الاقتراب منها, لا تستطيع أن تلمسها..... تركض وتركض في كل اتجاه ولا تعلم أين أنت ولا إلى أين تذهب , إنها رحلة المجهول للمجهول
الحنين لما كان ولن يكون .... كل ما كان يوما حقيقي أصبح انعكاس في مرايا الماضي
تحول إلى طيف بعيد لا تلمسه ولا تقترب منه إنما تنظر له في اشتياق أو ريبه من بعيد
ثم ترحل ....ثم يرحلون
وتعود وحيد ويعودون بلا شئ
تحمل معك حقائب الحنين وأوراق الذكريات المطوية بداخلك
مبعثرات لا يربطها شئ إلا طيفك وأنت تتجول فيها باكيا أو ضاحكا
أنت هو الخيط الرفيع الذي يربط كل ما مضى بكل ما سياتيك ذات يوم
إنها الرحلة في تلك الآله الفضية الزمنية التي تحملك وتتجول بك حيث كنت ذات يوم
تجذبك الخيوط لزمن بعيد تتراقص معها كعروس ماريونت صغيرة تتمسك بخيوطها وتنتظر الرقصة التالية التي ترقصها بيد الزمن
كثير هي العلاقات المجهولة في حياتنا وتلك الروابط الغريبة التي تترابط في هدوء وتتشابك في سكون لتكون علاقتك بأشخاص وأماكن ووجوه
تتمسك أنت بأطراف الخيط وتمتد تلك الخيوط سابحة في فضاء شاسع تتراقص أنت كريشه بين جوانبها
ربما لا تكتشف بسهوله الخيط المناسب الذي يربطك بعالمك وتظل تجهل متى أو كيف أو لماذا كنت هنا ذات يوم
إنها الأسرار الأبدية التي تحملها الغرف المغلقة ولا تخرج أبدا منها إلا حين تجد من يفتح لها الباب
الحنين هو تلك اللعبة الخطرة التي لا تحب أن يلهوا معها احد فهي كلعبه الموت من يدخلها لا ينتظر أن يخرج منها كما كان
لا تنظر لتلك اللحظات على أنها لحظه ستلهو فيها مع الماضي وتتراقص مع نغمات مضت وتضحك وتخرج وأنت تتراقص في الهواء مبتسما فقد انتهت الجولة في كوكب نوستالجيا
أنت مخطئ حين تظن أن اللهو مع الماضي ممتع
وانه لن يحمل لك الوجع
انه الماضي الذي يتشكل في هدوء ويتراقص ظله من حولك كلما حاولت الهروب منه يعاود رقصته البطيئة من حولك ويقترب و يقترب ويلتحم بك في محاوله لان يجذبك لتلك المنحدرات التي تمتصك وتمتص منك روحك وتتركك تهذي بلا روح وبلا رغبه في الخروج من متاهات الحياة المتشابكة
تعود مجهد وقد أتعبك التجول بين دروب الماضي تحمل خوفك وألمك وتترك جسدك يتهاوى على تلك الأريكة لتستعيد توازنك وترتدي قناع من القوة المزيفة لتستمر الحياة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق