إنها مساحاتك الفارغة الخاصة التي تفر إليها مبتعدا حتى عن ذاتك وتتخلص من كل أوراقك ومن كل تُراهات الحياة
حتى انك تتخلص من أشيائك الداخلية المبعثرة وتتركها بعيدا عنك لترحل وحيدا إلى مكانك الخاص... ربما لتعيد ترتيب ما تبعثر منك
أو لإيجاد ما قد فقدته... فهي تلك النوافذ التي تجيد إغلاقها عليك.. تغلقها على الم خاص لا يفهمه غيرك ولا يستوعبه إلا القليل ممن سمحت لهم أنت أن يقتربوا من دنياك ويتجاوزوا أسوارك ويخترقوا جدران صمتك ليصبحوا جزء من كيانك وجزء من ماضيك البعيد الذي أغلقت عليه الأبواب وتمردت على كل ما يذكرك بوجوده
تحاول أن تنسلخ منه ومن كل ما يجمعك به إلا انك تجد ما يجذبك إليه ويأخذاك لأعماق بئر كنت تعتقد بأنك أجدت طمره بأيام العمر وتفر من نفسك مع نفسك وتغلق عليكم الأبواب وتنفرد بذاتك ربما لتجلدها وتعانقها أو حتى تحاول أن تتعرف عليها من جديد
تنظر لها من خلال نفسك وتنظر لك من وراء قناعها الضاحك...تحاول أن تنزع عنها القناع ولكنها تزداد تشبث بوجوده على وجهها
فتنزعه عنها انتزاع وتتسلل من عينيها دمعه خجل
إنها تكره ضعفها وترفض انهزامها ....تخجل منها عندما تكون منكسرة وحيدة وتنظر في ابتهال لها وتقترب في شرود لتنظر طويلا وتسترد قناعها وتعاود من جديد الهروب لتغلق خلفها الأبواب وتلقى من بين يديها مفتاح الحياة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق