10‏/08‏/2012

صوت مجروح


عندما تصبح الكلمات بين رحاب السطور لا يصبح لك عليها سلطان فهي قد تحررت من قيودك وانطلقت لتصبح ملك كل من يقرأها فلكل منهم روح خاصة تمنح الكلمات تلك الخصوصية التي يشعر معها أنها ملك له
كثير ما تشعر بالارتباك حتى وان لم تكن ممن يحبون ذاك الشعور بعدم الاتزان
لا يلائمك الشعور بالأبتعاد عن كيانك ومحاولات الفرار المستمرة منك
فأنت في حركه مستمرة تعدوا سريع لا تتوقف إلا لتلتقط أنفاسك وتنطلق من جديد تركض وتقفز وتسارع الخطى في اتجاه وحدك من يعلمه فأنت وحدك من تعلم هدفك جيدا
أحيانا تخشى الاعتراف بضعفك وهشاشتك ولكنك تكتشف بأنك في أحوج حالاتك للاعتراف بالضعف والحاجة لقوة تدفعك للخروج من تلك الدائرة التي تمقتها فانت لم تكن يوما ضعيف رغم جراحك وألمك 
تنتزع من بين الكثير من الأشياء المهملة الملفاه من حولك قلمك
تنظر له في اشتياق و لوم .......تعاتبه على انه تركك وحدك تصارع بقاياك التي تجهل كيف تلملمها.....تركك تتمزق وحدك بلا عون
ولكنه لا يجيب فوحدي من تمتلك إجابات أسئلتها الحائر
وحدي من تعلم كيف أصبحت هنا ألان..... مجرد عابر سبيل ,تفرغ كلماتها على صدر الأوراق
 مازلت أثق بان ما شاهدته بقلبي كان هو الأصدق ,باننى لم أخطئ ولم يخدعني قلبي ,رغم أن الأيام تعاندني وتقسم بان تهزمنى وتلقيني على شواطئ بعيده مهجورة الا ان يقينى باحدسى مازال يسيطر على كيانى ويدفعنى للبحث عن المجهول 
كيف اكذب المنطق واصدق حدس.... ربما هو اقبالى على المغامرات هو ما يدعونى لان أسير خلفه 
ربما لانه لم يخذلني يوما فأصبحت مؤمنه بصدقه دائما
وحدها الكلمات تعلم كل الأسرار والحكايات وحدها تحمل دقات ونبضات وجروح
ربما ترتعش معك وأنت تتركها وحيده هناك...... ربما تشاركك الارتباك عندما تنظر لعيناك وتكتشف بأن الكلمات ما كانت أبدا تسكنهما
فاهرب إلى أخر حدود عالمي امنح ذاتي كل الفرص لاستعاده توازنها وسرعه النهوض مرة أخرى فليس هناك يد ستمتد لأستند عليها
كانت مجرد كلمات احتضنتها السطور .....كلمات القيتها هناك فى لحظات هى الاصدق فما اصدق الاوراق والكلمات
حكاية أخرى انتهت هنا
انتهت بكل ما كان فيها وما كان معها تاركه خلفها صفحات ممتلئه بحكايات مختلفة منها
ستتوازن من جديد ربما....ستحمل هزيمتك وتسير من جديد ربما
ستنهض وحدك .....ربما
إنها كل الاحتمالات فهي دائما ما تحمل كثير من الحيرة فرضتها عليها الحياة لم يكن أبدا من اختياراتها أن تسير وحدها درب طويل
لم يكن اختيارها البحث الدائم عن مالا تعرفه ولكنها تشعر به فقط
اهرب إلى الكلمات .....اكتب واكتب ....فقط ألكتابه هي التي تمنحني شعور مختلف..... تمنحنى جسور ممتده مابينى وبين تلك الروح الهاربه بعيدا فى اعماقى مختبئه من عالم لم تستطع ان تتواجد بين مدنه 
ربما لانى وحيده في عالم لا اعرفه .....غريبة عن كل من يحاوطنى
احمل كثير من الجراح وكثير من الندوب التي ترفض أن تندمل , انظر حولي وابتسم ابتسامه صغير ة اتركها تحلق بعيدا عن حزني
أفتش في كل الوجوه على بعض الراحة....بعض الجمال الذي يجعلني اشعر بان الحياة ستصبح أفضل ذات يوم
فنجان قهوتي وبعض الأوراق البيضاء وساعات طويلة ممتدة محاطة بالفراغ والوحدة تتصارع امامى باحثه عنى لاحتلها واترك كثير من انفاسى بين ثناياها.....
تمضى الايام فى صمت......أتلمس باناملى تلك الملامح التي احملها ,في بعض الأحيان اشعر بغربه عنها ولكنى أعود لها سريعا أتوقف طويلا أمام تلك النافذة التي تطل على روح قلقه ,شاردة لبعيد,تبحث عن أمان تحتمي في أحضانه,شئ من الاطمئنان هي كل ماتطلبه في صباح أخر ياتى غريب ويرحل وحيد
صباح بسيط لا يحمل صخب الروح القلقة بداخلها ,فنجان قهوة مُرة,أوراق تمتلئ وتتمزق
وتختفي في شقوق الأيام البعيده
إنها دائرة خاصة تحاوط كيانك
طقوس يوميه تمارسها بصمت وهدوء
تنظر من حولك...... تحاوطك الكثير من العيون التي تحاول أن تتسلل إليك وتكتشفك وتهتك أسرارك
يحاولون معرفة الحقيقة, تنظر لهم في استهزاء لأنك تعلم جيدا أن كل منهم يعلم الحقيقة ,يعلمها جيدا حتى وان حاول الإنكار وادعاء الجهل
تقرر بأنك لن تهتك ستر صمتك
 لن تبتذل ما تشعر به في كلمات
 لن يفهم مغزاها سواك
الذي يجهله الكثيرون بأنك والصمت صديقان فمن امضي عمرة وحيدا يجهل معنى الكلمات
تصمت وتكف عن الكلام حتى وان كنت تشتاق للبوح ولكنك تجهل كيف يكون
فأنت لست إلا راحل أخر في قطار العمر تختصر أيامك في حقيبة ومحطات قطار مختلفة يأتيها القطار ليرحل منها سريعا

هناك تعليق واحد:

  1. الرحيل للرحيل !!!
    الرحيل لمالانعرفه من الواقع الذي نكرهه ويكرهنا ..
    الرحيل للرحيل وكأنه الهدف في ذاته
    لااجد مااطمئن روحك به ولا افك اسرك ولا اعيد لقلمك طمأنينته !!!
    فانا اقبع مثلك في دائرة الوحدة الاخري البعيده التي تريها بعيده ، كلنا في داخل دوائر الوحده الوحيده لانتشارك اي شيء

    ردحذف