28‏/10‏/2012

بلا صوت


ربما هى معتاده على تلك الحالات من رفض النعاس مصاحبتها فكانت تتقبل ذلك بابتسامه على شفتيها وتنهض من فراشها لكأنها هى من ترفض ان تنتظر النعاس 
فهى لا تنتظر ,لا تتوسل ,لا تحاول الاقتراب ابدا ممن يرفض الاقتراب منها ومصاحبتها 
كانت تستمتع بساعات المساء وحيده فى شرفتها او فى غرفتها فى صمت المساء 
ولكنها كانت ليله مختلفه بمشاعر مختلفه تتارجح هى على حافتها فى محاولات مستميته لعدم السقوط فى هاوية الحيرة والخوف والارتجاف فهى لم تعد تستطيع استقبال مزيد من الحيرة تمزق ماتبقى من شرايينها وتسيل مزيد من دمائها التى لا يراها احد ولا يشعر بسخونتها الا روحها التى تسرى عليها ببطئ دمائها
لم تعد تستطيع احتمال مزيد من التبعثر والتشتت فقد ارهقتها الحياه بما فيه الكفايه حتى انها ماعادت تريد الا السكون فى مكانها بلا حراك ,بلا انتظار ,بلا ترقب لشئ 
شئ ما فقدته ولا تعلم ان كانت تستطيع استعادته ام انها فقدته للابد
كانت ليله مختلفه ...........لم تكن وحيده تماما ولم يكن معها أحد يؤنسها 
كانت هى وكثير من الكلمات المبعثرة فى كل مكان فى ذاكرتها وروحها ,كثير من المشاهد تتزاحم فى تلك البقعه البعيده من الظلام 
كثير من الانفاس تتلاحق متصارعه راغبه فى الانتظام الا ان هناك مايمنعها من الانسياب فى سلاسه
كثير من الضحكات وكثير من كل شئ يأتيها بلا مقدمات فقد قررت كل الاشياء الحضور فى تلك الليله حتى وان لم تستدعيها
كانت قهوتها هى صديقتها التى تمضى معها تلك الامسيات رغم تحذير الجميع لها بانها هى التى تسبب لها الارق الا انها كانت الوحيده التى تعلم بان تلك الحبوب البنيه مظلومه معها كثيرا 
كثيرة هى السطور السجينه عينيها 
تتمنى ان تتحرر من أسرها حتى تشعر بالراحه ولكنها تلتزم الصمت هى لا تعلم لماذا تلتزم هذا الصمت القاتل كم مضى على صمتها ايام ام شهور وهى تنظر فى صمت لتلك الدوائر التى تدور من حولها 
تنظر فى صمت لكل تلك الملامح التى تتجول حولها
وهى وحدها تجلس تتحدث وتتحدث ولكنها لا تقول شئ لا ترغب فى اخفاء شئ ولكنها لا تستطيع ان تبوح بشئ لا تعلم لماذا تعصيها الكلمات حين تريد البوح بها
الى متى ستظل سجينه تؤلمها فى صمت ولا تبوح
متى استطاعت ان تحتمل كل تلك الاوجاع وحدها لم تكن يوما تدرك بانها تمتلك تلك القوة للاحتمال حتى احتملت ذلك الوجع المميت وهى متماسكه وصلبه ,لم تتهاوى رغم كل شئ
تنظر فى صمت وتكتفى بما تمنحه لها الحياه بصمت 
اصبحت ككل شئ حولها ساكن 
تمنت فى لحظه ان تشق السكون الذى يحاوطها وتأتيها من خلف الضباب الكثيف الذى اصبح يفصل بينهما لتطمئنها بكلماتك ولكنك قررت ان تحتفظ بتلك المسافه الفاصله بينكما .الاحتفاظ بلوح زجاجى شفاف 
يتكلم الجميع الا انت
يخبرها الجميع الا انت
يطمئنها الجميع الا انت
تجلس على طرف اريكتها ........... تنظر لبعيد تبتسم فى حزن فهى اصبحت تمتلك قائمه من الممنوعات والتحذيرات والخطوط والكثير من الاشياء التى يجب ان تنتبه لها وكم يؤلمها ذلك فمن الصعب ان تكتشف بانك اصبحت مكبل بالقيود بعد ان كانت روح حرة من الصعب ان تكتشف بان هناك كثير من اجدران قد احاطت بك فى المكان الوحيد الذى كنت تتمتع بحريتك بداخله
لم تكن تختار كلماتها يوما معك لم تحاول تنسيقها واختيارها فقد كانت على يقين بانها لن تضل ابدا معناها لك لانك كنت تختلف عن الجميع فكانت معك كما لم تكون مع احد فهنا كان أمان ...........لم تشعر بخوف يوما وهى هنا
هنا فقط كانت تتحرر من كل قيود القوة والصلابه وتعود مجرد طفله استعادت طفولتها التى فقدتها لانها لم تكن تشعر بالامان فقررت ان تنضج وتكبر لتمنح ذاتها مافشلت فى ان تمنحه لها الحياه 
حتى كنت انت من ايقظ تلك الطفله التى انطلقت بكل برائتها وعفويتها ولم تدرك الا انها مطمئنه وفى امان وبانها فى رعايتك ووجودك لا تحتاج لان تنتبه لشئ 
اوجعتها تلك الكلمات التى كانت تستمع لها وتخبرها بانها اخطئت حين كانت مطمئنه 
وهل اصبحت الطمئنيه ذنب تعاقب عليه
لم يفهم احدهم ماكانت تشعر به ............... كانت بالنسبه للكثير مجرد كلمات وانتهت 
لم يفكر احدهم فيها هى........... لم يفكر ماذا فقدت ............ ماذا تشعر 
لم يشعر بارتجافتها خوفا احد 
كانت تتزاحم امامها المشاهد والكلمات ومن بينها تمنت ان ترى ملامح وجهك تطمئنها
تنتشلها من تلك الامواج اتى تقاذفتها دون ان تدرى
انتظرتك تربت على كفها وتضمه بين انامك وتخبرها بان كل شئ سيكون بخير 
لازالت لا تعلم لماذا احتملت كل تلك الاوجاع 
لا تعلم لماذا تحتمل الان ايضا ان تظل رهينه لكثير من الاشياء
 ان تظل خلف الحاجز الزجاجى لا تعلم الى متى ولا تعلم من تكون فى تلك الدوائر الكثيرة 
تنظر لهم
تستمع منهم
ووحدها من كانت تحتاج لكلماتك وحدها من كانت تحتاج لان تستمع لك
وانت فقط من لم يتكلم ..........انت فقط من اختار الصمت 
رغم كثير من القرارات بانها لن تفتقدك ولن تلجأ لك فى يوم ولن ولن 
الا انها تفتقدك  

هناك تعليق واحد: