25‏/02‏/2012

10-فنجان من البوح



عندما يطلب منى البعض البوح انظر له في اندهاش ليس لسؤاله أو لرغبته في التخفيف عنى ولكن كيف لي أن احكي أعوام متراكمة في ساعات كيف اختصر حكايات في بعض كلمات القيها في لقاء عابر, ثم نبتسم وننهى الحوار مستمتعين بالطقس وننهض لننصرف ربما وحدك من انتظره ليسألني هذا السؤال لأبوح له بكل ما أريد مع فنجان القهوة ربما لأنك وحدك من اشعر بأنه قد شاركني بطريقه ما تلك الأحداث
كيف لي أن اختصر سنوات من المشاعر المتناقضة مشاعر من الألم والأمنيات, من الفرح المشوب بالحزن, من تلك النظرات الحائرة التي لم استطع يوما الهروب منها
انه ذاك الصندوق الصغير الذي اترك نفسي بداخله مسترخية ربما أو منعزلة عن الآخرين ,لم أكن ارغب يوما في ألعزله وحدي كم كرهتها تلك الوحدة التي تفرضها علينا الأيام ولا نملك إلا أن نستسلم لها طائعين فنحن نعلم جيدا باننا حتى لو اعترضنا أو تمردنا فلن نستطيع الخروج من دائرة ضيقه تركتنا فيها الأيام ورحلت
متى وجدتني بداخل هذا الصندوق ولماذا أنا بداخله وحدي, اهو اختيار أم قدر أم انه رغبه في الانعزال قليلا
إنها محاولات للجلوس في غرفه زجاجيه تاركه مسافة ما بينى وبين العالم الخارجي ربما للنظر له من بعيد لمحاولات فهم أعمق له أم مجرد عدم اهتمام بكل شئ وعدم انتظار اى شئ
انه ليس هروب انكسار فما حدث لم يكن أبدا مجرد انكسار ,لم يكن مجرد قلب تمزق على قارعه الطريق وحده ,لم تكن مجرد ذاكرة تؤلمنا متى أرادت وتتركنا نصارعها في صمت فهي تتجسد أمامنا في العديد من الأماكن في الكثير من الكلمات في كل شئ نجدها تولد من جديد أمانا وتتركنا نصارعها حتى تنهكنا وتتركنا نجوب الحياة هاربين منها لنكتشف باننا نجدها تتجسد أمامنا كلما هربنا انه شعور بالهذيان تلك ألحاله من الضحك المختلط بالدموع تلك الضحكات العالية التي نحاول أن ننخرط فيها متجاهلين كل الألم الذي ينتابنا من حين لأخر قليلون هم من يدركون بان الكثير من الضحك ما هو إلا كثير من الحزن ,إنها تلك الجدران الزجاجية تقترب منا في محاولات مستميتة للسيطرة على أرواحنا رغبه في إبعادنا عن كل محاولات الخروج منها والتحرر من يديها التي تقترب منا في محاولات مستمرة لخنقنا
نتجاوز اللحظات فلا نحمل إلا أنفسنا ولا نتوقف ولكننا وحدنا نسير بين دروبها نحمل معنا مزيد من التفاصيل تتبدل الأماكن ترحل الوجوه نظل نحن وتفاصيل صغيرة حملناها معنا
تمر الساعات تعيرنا وتعبر بنا ولكننا لا نتوقف أمامها طويلا فهي تمر ونحن نسير
كثيرا ما تزدحم من حولنا الأيام وتتناثر اللحظات والساعات من بين أيدينا ونكتشف باننا تناسينا أنفسنا مابين ذاك الازدحام ولربما فقدنا أشيائنا الحميمة وماعدنا نستطيع استعادتها
نختذل الحياة في بعض عبارات نلقيها سريعا على مسامع من يهتم ونمضى
أو في بعض حروف نلقيها على سطور أوراقنا تاركين أثار تدل على أننا عبرنا الأوراق بأرواحنا ذات مساء
شاقه هي تلك الرحلة التي نمضى فيها وتمضى بخطاوينا محاولين الهروب من أنفسنا ومن البحث عنا ننتظر تلك الشمس التي تشرق على سماء أيامنا محاولي إلا نضيع في دروب الوجع التي تغتال ابتسامتنا
إنها تلك الأيام المتتالية والسنوات الماضية بأعمارنا المتسللة من بين تواريخنا تختطفنا منا وتلهو بأعمارنا ولا تتركنا إلا بين طرقات زمن أخر ومدن ليست مدننا نلملم ما تبقى من أوراقنا وذكرياتنا وأجزاء متناثرة من صور أحببناها ووجوه تمنينا أن نرتوي من ملامحها ولكن تاهت في دروب الحياة المتسعة ربما نكون أضعنا العمر في البحث عن دروب لن نسير فيها يوما فهي ليست لنا ولا ننتمي لها
إنها الحياة بكل تمردها وعصيانها لنا
بكل ابتسامتها الزائفة وضحكاتها الخادعه
إننا ذاك السراب الذي نركض خلفه في صحراء العمر
كالتائهين في صحارى لا حدود لها
غريبة هي تلك الاسئله التي لا نستطيع الإجابة عليها رغم بساطتها فهي تحمل الكثير من الاسئله المزعجة في ذات السؤال الواحد فمن الصعب تحديد بدايات المواقف التي نتبعها فدائما ما تكون هي سلسله من الحلقات المتتالية التي تحتم علينا أن نصل لذات ألنقطه كلما عبرناها ربما لو أنها لم تكن بذات الترتيب أو لو أن بعض الحلقات لم تتواجد لاختلفت النهايات التي نصل لها عاده ولكنها لن تختلف ولم تختلف فتكون النهاية حتمية تمضى الحياة ونمضى معها نسير خطاها كما تريد حتى وان اعتقدنا باننا نسير كما نريد فدائما ما يكون دربنا محاط بالكثير من العوامل التي تجعلنا نسير في اتجاهات معينه فبعض الأشخاص ونفسيتهم وطرقهم المختلفة في التفكير هي ما تدفعنا لدرب معين حتى وان كنا لا نريد المضي قدما في هذا الدرب
ليتنا نستطيع التحرر من كل تلك الأثقال التي نحملها معنا أينما ذهبنا فنحن لسنا مقيدين بأفكارنا فقط أو قراراتنا بل نحن نتاج العديد من القرارات الأخرى والوجهات المختلفة للحياة من الآخرين فدائما ما تصنع تلك التداخلات نماذج مختلفة نمضى فيها وتمضى فينا نجتهد لننتمي لها أو حتى لبعض منها ولكن نكتشف باننا لا نستطيع إلا التواجد بين اختياراتنا وحدنا فتلك هي التي تعتمد على ماذا نريد متى نريد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق