هناك لحظه ما نظل في سكون ومن بين سكونها نعاود اكتشاف كثير من الأشياء من جديد, فهي قد تحمل العديد من المعاني التي لا نستطيع أن ندركها في حينها
ولا نستطيع النظر لما خلفها , إنها تلك المسافة الممدودة مابين الأمس والغد, فهي أبدا لن تكون مجرد لحظه سكون ,إنها لحظه.... يتوقف فيها العالم من حولك عن الدوران والركض ويذهب لمكان ما بعيد عن ما نتوقع أن نصل إليه
إنها لحظه تنقطع فيها عن كل ما حولك لتكف عن العبث بالكلام ...صمت ..مجرد صمت... فهو سيكون بلا كلمات...... بلا معاني محدده, فأنت لن تستطيع أدرك معانيها أو الوصول لما خلف تلك الحروف إنها تصبح جوفاء, خاوية من المعاني, مجرد حروف جوفاء
ستلتزم الصمت وستحاول التنفس بعمق إنها محاولات لالتقاط تلك الأنفاس المتقطعة التي تتبادلها مع الحياة في محاولات مستميتة للبقاء حيا, إنها الرغبة في البقاء حتى وان لم تعرف لماذا تتنفس أو لماذا تظل على قيد الحياة..... ستظل تتنفس
فغالبا ما يحاول الإنسان الوصول لمعاني يجهلها ,إنها تلك الرغبات الداخلية التي تسكن الإنسان في محاولات منه لمعرفه ماذا سيحدث بعد
ذاك السؤال الغامض الذي ينتظر دائما إجابه محدده ولكنها لا تأتى أبدا
محاولات لحل الرموز, وفك الطلاسم للوصول لنتيجة ترضينا, فقط لترضينا...وان عجزنا عن الوصول لتلك النتائج نحاول الاكتفاء بالصمت والدخول في دهاليز النسيان واللجوء لشئ ما بعيد ننتظره حتى وان لم نعلم ما هو
انه مجرد الانتظار لمجهول سيأتي ذات يوم شئ كافي ليمنحنا شعور بالراحة
كبعض الصور التي نعجز عن تمزيقها فنتركها في إطارات مختلفة على أرفف بعيده عن الأعين
في محاوله منا لخلق نوع من التوازن مع ما نريد وما يجب أن يكون,إنها رغبتنا في خلق تواصل ما مع الحياة التي لا نريد أن نحياها أو تلك الحياة التي يتوجب علينا عبورها لنصل لحياه نريدها
فكثيرة هي الظروف التي تجبرنا لسلوك طريق معين لا خيار لنا في غيرة ولكننا قد نستطيع تطويعها بشكل ما لتقترب في اقرب ما يكون لرغباتنا التي نسعى لها, ربما هي قدرتنا على الخروج من حيز ضيق لأفق أوسع نستطيع من خلاله الوصول لحاله متوازنة تمنحنا بعض الراحة التي نصبوا لها
فالحياة ربما لا تكون عادله كما نريد ولكنها تمنحنا المعادلة الصحيحة التي تتناسب معنا ربما لا تكون صالحه لسوانا ولكنها لنا وحدنا متى استطعنا أن نفهمها تصبح مثاليه
كثيرا ما ننظر لها على إنها معادله غامضة أو ظالمه في اغلب الأحيان ولربما اعتقدنا بان هناك بعض الأطراف المطموسة أو الضائعة ونتركها رافضين النظر لها ولكنها هي وحدها معادلتنا التي نمتلك حلها بين أناملنا متى أردنا أن نصل له
ففي بعض الأحيان تكتشف بأنك يتوجب عليك الاشتباك مع الحياة والدخول في صراع من نوع خاص معها فأنت مابين خيارين أن تنتصر عليها أو تستسلم لها وكلاهما صعب
فلربما تكتشف بأنك هاهنا منذ زمن بعيد ما قبل الميلاد, زمن يختلف عنك ولكنك لابد أن تمتزج بذاك الزمن ويتخلل مسام جسدك ليمتزج بخلاياك ويتوحد معها فمازلت تكتشف بعض الهوامش التي دونتها ذات يوم على أوراقك القديمة لتراها من جديد وكأنها المرة الأولى التي تنظر لها وتكتشفك من جديد, تكتشف بأنك كنت تتناول أيامك بعمق ونضوج أو انك كنت مجرد عابر سبيل على حياتك ولم تستطع أن تترك ما يذكر على جدرانها..إنها حياتك أنت.... وحدك من يستطيع أن يراها بوضوح أو يتجاهلها تماما
فتحترف النسيان والمضي بعيدا عن ما يجعلك تتذكر عبورك ذات يوم من هنا,يوما ما ستنظر خلفك لتكتشف بأنك كنت هنا ذات يوم تراك استطعت أن تفهم شئ
وتقرر معاودة اكتشافك من خلال اكتشاف الحياة, وتبتسم لمرور فكرة اكتشاف الحياة بخاطرك فكأنك تريد أن تكتشف قارة جديدة أو تكتشف أسرار قارة مجهولة, فالحياة ما هي إلا قارة مجهولة نحياها جميعا ولا نحياها,نسير بين دروبها ولا نعرفها نكتشفها للمرة الأولى ونترك علامات تهدينا لو قررنا أعاده المرور في ذات الدرب مرة أخرى ولكننا نتوقف في منتصف الطريق ولا نعود من ذات الدرب مرتين حتى وان تكررت الأحداث من جديد لا نعود لها كما كنا
تاركين وجوهنا تتجول في فضائها الشاسع منتظرين بارقة أمل تأتى من مكان ما ترشدنا كيف نكمل دربنا
إنها البدايات..... ذاك السر الأبدي الذي يحمل بين طياته الكثير من الحيرة والتوتر والدهشة فدائما ما تجعلك البداية كمن يقف في منتصف مابين طريقين وكل منهما اتجاه واحد لا عودة منه وان واتتك ألفرصه لتعود حتما لن تعود كما كنت فهناك الكثير من الأشياء التي ستضيع منك في الطريق ولا تستطيع استرجاعها أبدا انه اختيار المصير الذي تمضى إليه وحدك بإرادتك
فالأشياء الأولى دائما هي ما تدفعني للبحث عن ما سيأتي بعدها تلك النظرة الأولى التي أراها في عيون ما ألقاها للمرة الأولى هي ما تخبرني بما سياتى بعدها من أحداث ,تلك الضحكات الأولى في حديث ما يدور بيننا بلا مقدمات أو ترتيب تخبرني باننا سنشغل حيزا ما من حياتنا في وقت ما أنها تلك الكلمات الأولى التي نتبادلها بلا حواجز أو اختيار دون أن نمنحها العديد من العبارات المنمقة تخبرنا بالعديد من الأشياء, فدائما البدايات تمنحنا العديد من الأسباب لان نستمر ربما هي متعانقة مع تلك المشاعر الخفية التي تطرق أبوابنا في هدوء لتخبرنا بان هناك شئ ما ينتظرنا خلف اللحظات الأولى
سياتى حتما إنها تلك الأشياء التي نتفاجئ بها تغزونا بلا مقدمات حامله معها ما يفوق توقعاتنا المحدودة ربما لا نكون في اللحظات الأولى ننتظر ذاك الطوفان الجارف منه الذي ياتى تباعا ليملئ كل فراغ بداخلنا بتواجده المدهش إنها تلك الدهشة الأولى التي تأتى بلا انتظار أو توقع تأتى لان هذا هو موعدها وفقط الذي يمنحنا فرح مختلف بتواجدها بالقرب منا
مازالت الاختيارات تربكني وتدخلني في أمواج من الحيرة تتلاطم بى ومن حولي فأغمض عيني سريعا كمحاوله للهروب من تلك الحيرة ,إنها ذات الحيرة التي تنتابنا عند الوقوف لاكتشاف حقيقة وجودنا في الحياة ذاك الوجود الفعلي فليس الميلاد هو وجودنا الاصلى فنحن قد نولد ولا نحيا وقد نموت دون أن نولد في الحياة
انه الميلاد الذي يصبح ما بعده بداية وما دونه لا شئ وما بين الميلاديين نظل دائما في صراع
مع كل ما يحيط بنا إنها محاوله أخرى للتواصل مع العالم الخارجي محاوله لان تمتد جسور ما بيننا وبين بشر آخرين هناك في ذات العالم ولكن ما بيننا الكثير من العوالم الأخرى التي لا نستطيع أن ننتمي لها انه الاكتشاف الحقيقي للميلاد
لحظات صمت
ردحذفنتوقف قليلا في الدوران داخل دوامة الحياة بما تحمله من أصوات و أضواء ملفته مبهرة
لننظر حولنا أين نحن ماذا نفعل أين نقف أقدامنا و ننظر داخلنا
و السؤال الملح دائما في تلك الوقفة
هل ما أفعله هو الذي أريده ؟؟
هل أنا مستريح مع كل ما يدور داخلي
ثم بعد ذلك نتخذ قرارات مصيرية و أحيانا نتوه أكثر و يتشتت فكرنا
و لكن إذا أخذنا القرار يكون فعلا بداية جديدة تحمل معها طاقة و غموض
أبدعتي كالمعتاد :)
كل اللي أعرفه إن اللي كتب التدوينه دي في "حالة" و قليلون من يستطيع ان يتوقف و ينظر و يقرر