تنبعث من بين الأوراق رائحة تشبه كثيرا تلك الروائح المنسية بين طيات الذاكرة
روائح تجعلنا ممزقين مابين ذاكرة شردت منا ذات يوم ولم نحاول استعادتها ووجوه نراها ولا ندرك ملامحها حتى ترحل عنا فنستعيد ببطء ملامح هائمة في الأثير ليتكون لنا وجه نكاد نعرفه
يخترقنا بلا هوادة ويحتل ذاكرتنا ويتصدرها ويتركنا وحدنا نعانى تلك الرغبة المحمومة في تذكر كل تفاصيل تشاركنا فيها سويا
نستعيدها ونوقظها من نومها العميق في صندوق عقلنا الباطن متجاهلين ذاك الألم الذي يجتاحنا كلما توغلنا أكثر بين تلك الذكريات والوجوه والملامح ومعالم حياه عشناها ذات يوم
نستعيدها ونوقظها من نومها العميق في صندوق عقلنا الباطن متجاهلين ذاك الألم الذي يجتاحنا كلما توغلنا أكثر بين تلك الذكريات والوجوه والملامح ومعالم حياه عشناها ذات يوم
انه الرهان الأخير للتخلص منك وإعلان باننى أخرجتك من حنايا الروح وأحرقت بقاياك ونثرت رمادك في كل الأنهار حتى لا تعود يوما
فكلما قررت نزعك من بين ايامى تجمعنا من جديد بعض الصدف لنلتقي في درب واحد يجمعنا لنتجاوزه معا أحيانا بلا كلمات نتبادلها انه مجرد تواجد في ذات الحيز من المكان هو مايجمعنا وأحيانا لا تتركنا تلك الصدف حتى نتشارك من جديد الكثير من الذكريات التي تُضاف دون إرادتنا لرصيدنا السابق معا الذي يأبى أن ينتهي في هدوء
تغيرت الحدود بيننا وتغيرت المسافات فقدت أبعادها تماما بيننا, فما كان قريب أصبح بعيد وما كان يفصلنا عنه الكثير من المسافات ازداد اقترابا منا وعلى ضفتي الطريق نقف وما بيننا متوازي دائما لا يلتقيان حتى وان اقتربت بينهما المسافة فسنظل بعيدان بشكل ما
إنهم يمرون دائما من هنا من بين أرواحنا عندما يريدون عبورنا لمكان أخر بعيد ويتركونا مابين ألم العبور واندهاش الرحيل
بعض الوجوه تمر بشكل ضبابي وبعضها يتوغل فينا ويلتحم بأرواحنا
وأنت تقف مابين الاثنين تختبئى خلف العديد من الوجوه الأخرى ولكن وجهك هو الأوضح ملامحك هي الأكثر تحديدا بينهم
يمتلئ المكان بوجودك....تمتلئ الروح بك...تمتلئ الأيام بأنفاسك
تتصدر الجميع رغم انك تقف خلفهم فمازلت تحب أن تتواجد من بعيد لتراقب الجميع
وتغادر المكان فيصبح لا وجه من حولي إلا وجهك, أنت فقط من يحتل وجهه كل وجوه مدينتي
لم تترك مساحه فارغة لغيرك وعند رحيلك لم تستطع ألاف الوجوه أن تملئ فراغ رحيلك,كل الحكايات لم تستطع أن تكتب سطر واحد في دفاتري
كثيرا ما اُصبح ممتنة لرحيلك لأنه جعلني أراك كما لم لاعترف لنفسي بأنك الوجه الوحيد الذي لا أريد أن أتحرر منه,الحدود الوحيدة التي اشعر بداخلها بالحرية
ربما أعود لطاولتي وحيده احتسى قهوتي دون أن يشاركني دخانك اختبئ من الوجوه التي تنظر للمقعد الفارغ امامى والفنجان الوحيد الذي ينتظرك ولكنى لا استطيع أن اسمح لأحد أن يجلس امامى ويشاركني قهوتنا فهناك استحالات في الحياة إحداها رحيلي عنك
والأخرى وجودي معك فمازلنا ننتظر اللقاء الذي لا يأتي لأنه الأجمل فدائما "الأجمل لم يأتي بعد"
غريبة هي تلك الحياة تجمعنا بمن لا نستطيع أبدا الرحيل عنه ولا نستطيع الاقتراب منه أيضا فنظل نتجول بين الأيام هاربين منه إليه راحلين منه ومتوجهين إليه ,نسير الدروب معه دون أن يكون معنا تمتزج خطواتنا وتتداخل أيامنا ننتظر وننتظر ونرحل لنعود
نتنفس رائحته المنبعثة من بين سنوات عمرنا الماضية وندخرها لأيام ستأتي نشتاق عبير أنفاسه يحاوطنا
نتصفح أوراقنا المتوارية في أدراج العمر ...نستنشق رائحتها نتلمس أطرافها نشعر بملمسها ينبض بالحياة
وعندما نحاول أن نقول شيئا ما نكتشف بان الكلمات قد توارت من أقلامنا أو أنها أصبحت مرتبكة بلا معنى ترتجف على الشفاه
نكتفي بتلك النظرة الطويلة التي تحمل الكثير من الكلمات والحروف والصرخات نكتفي بان ننظر في أعين الأقرب لنا نستقر بين أحضانه في صمت هو مجرد صمت يحمل الكثير مما نريد أن نقوله ونكتشف بان الكلمات لا تريد الخروج من مخبئها
ربما نحاول عبور أوراقنا والتحرر من السطور والثرثرة بالكثير من الكلمات والحكايات فأحيانا تكون الأوراق كتلك الأريكة التي نستلقي عليها لنترك طبيب ما بغوص وحده في أعماقنا ولكن أتعلم يا صديقي بان البعض يقف إمامه الطبيب عاجز فأكثر الحيل لؤما لديه لن تجعله يتجاوز السياج الذي نحاوط أعماقنا به دون أن ندرى بالرغم من انه ينهار أمام نظرة واحدة من إنسان يقترب من أرواحنا بهدوء
من منا الطبيب ومن المريض سؤال يحمل كثير من الإجابات فكل منا مريض وطبيب لأخر
لا شئ ربما هي ألكلمه المناسبة التي نلجأ لها عندما نشعر بان ما نريد قوله لا تحتمله كلمات فلا تعتقد بان الأمور بخير عندما أخبرك بأنه لا شئ هناك
إنها مجرد مراوغات أحاول معها الهروب من لحظه افتح لك فيه ابوابى على مصرعيها وأتركك تتجول وتنقب بداخل مدينتي وحدك وأنا اجلس احتسى قهوتي في انتظار انتهاءك من ترتيب تلك الفوضى المتراكمة لسنوات طويلة بداخلي
لماذا أنت ؟؟؟
لأنه أنت؟؟
سؤال بسيط واجابه أكثر تعقيدا بالرغم من بساطتها
فلمجرد انه أنت تفتح لك الأبواب
لمجرد انك أنت أبوح لك
لمجرد انك أنت أجد اننى أصبحت انتمى لك
ما اصعب الحنين لمن ترسمه في الخيال ولا ينتمي لحياتك انه اللجوء لعالم أخر بعيد هروبا من تلك الحقائق القاسية التي تحاوطك تترك ما بينك وبينها الكثير من المسافات فمازلت تشعر باليتم كلما قرر الحنين للدفئ مهاجمتك ومحاربتك بكل أسلحته حتى يدك حصونك وتنهار باكيا .....وحدك
ربما تحاول ذات مساء الوصول لحل يمنحك الرضا بأنك لست إلا كائن أخر مشوهه ينتمي للحياة ولا يرغب في الخروج من عزلته, فيزداد عزله ونفورا منها والتصاقا بوسادته
مجرد كائن لا يعلم لأي الكائنات ينتمي ولا متى تواجد على الأرض فهو هنا وفقط
فانا فلان فلان فلان وضع ما تشاء من الأسماء التي تنتمي إلى بعضها البعض في سلسله طويلة لا يربط بينها إلا بعض من القطرات الحمراء وتلك السلسة الطويلة المتراصة إلى جوار بعضها البعض وأنت احدهم ربما تكون في أولها أو أخرها أو منتصفها فليس هناك فارق فهي مجرد أسماء
كثيرا ما تحاول أن تنفض عنك كل تلك العبارات الثقيلة وتترك لجسدك العنان ليرقص مع كلمات أخرى تأتى من أعماقك ترقص معها وتتمايل بين حروفها منطلقا لعالم بعيد يخصك وحدك
تنبعث منه عطور ساحرة مميزة
تبحث عن وجهك بين ألاف الوجوه العابرة أمامك لمجرد أن تجدك هنا في مكانك الأخر
فأنت لست إلا احد أفراد المدينة المنطلقة وحيده بين حدود الليل والنهار
أتعلم باننى مازلت اندهش عندما أجدك تعبث بأوراقك وتمسك قلمك بيدك اليمنى وفى اليد الأخرى سيجارتك بين أناملك تتحرك في ملل راغبة في الانطلاق بعيدا , لتخط بعض الكلمات بقلمك ولدخانك تبوح بالأسرار وتترك الخطوط تتناثر على أوراق تطويها بعد أن تنتهي لتضعها في جيبك وتنظر لي مبتسما وأنت تدخن سيجارتك التي تترك دخانها يلتقي وقلمك في حوار خاص
نعم اندهش فدائما ما اتسائل ماذا سيكتب عندما يقرر ألكتابه والبوح ماثلك الكلمات التي ستنطلق من بين شفتيه لتستقر على سطور أوراق ربما لا يراها احد أبدا
إنها من جديد الكلمات التي تجمعنا ونرحل بدونها وأحيانا نلتقي فيها فكلانا يرى الأخر بين السطور ويترك كثيرا منه على الأوراق
أنا وأنت مجرد كلمات تتعانق وأرواحها فنحن روح الكلمة والكلمة هي أنفاسنا معا
دائما ما ننتظر أحدا ما يأتي أو شيئا ما يحدث انه الانتظار ربما هو الذي يمنحنا رغبه النهوض كل صباح والانطلاق في يوم أخر للوصول لليل جديد يأتي من بعده نهار دائرة منغلقة على ذاتها لا تعرف أين بدايتها ولا أين نهايتها فهي منصهرة معا
أنت الغريب الأتى من بعيد وأنا الغريب الساكن هنا فالاغتراب لنا وطن
حتى تلك الكلمات التي ننثرها على الأوراق ما هي إلا انتظار أخر ننتظر وننتظر حتى نقرر الكتابه ونكتب لساعات أو لأيام ونضم الأوراق إلى بعضها البعض ونخبئها بين الأدراج فبعض ما نكتب لا نريد أن يراها إلا من نمنحه حق الولوج إلى أرواحنا وفقط, فهي كلماتنا الخاصة ,بعض من أرواحنا
بعض من أفكارنا التي تتسلل مرتبكة لتحلق عاليا في فضاء فسيح
تخبر الحقائق التي نواريها خلف عيوننا فلا تستتر فدائما ما تبوح العيون بالكثير من الأسرار ولكن يفهمها القليل فقط من البشر
السلام عليكم
ردحذفحاولت عبثا اقتباس بعض الحروف فى تعليقى من كلماتك
لكن كلها مع اول حرف لنهاية البوست رائعة وتحدثت بمشاعرى وعلاقتى مع رائحة الورق
احييك يا رائعة
دمت بخير
كلامك يسعدنى وتواجدك فى المدونه اكيد شئ يسعدنى تحياتى
ردحذف