28‏/02‏/2012

13- تلك الحياة


إنها مجرد لحظه تأتى في زمان ما من أيامنا تخبرك انه قد حان موعد إغلاق كل الأبواب وإسدال الستائر على كل نوافذك وتلتصق بالجدران وحيدا في محاوله أخيرة لان تحتمي بتلك الحصون التى شيدتها من حولك او ربما هى محاوله للنظر لكل تلك الوجوة المتناثرة التى اصبحت غريبه الملامح ,الكثير من الاصوات المتداخله تحاوطك وتعلوا وتأتيك من بعيد من خلف جدرانك لتحاوطك  لتفرض وجودها عليك وتزداد صريرا فى أذنيك

تتحول لصدى يتردد من حولك فى رغبه ملحه لفرض وجوده على تفاصيلك تحاول ان تميز صوت كنت تألفه ذات يوم فكل الاصوات غريبه كل الملامح ضائعه كل العناوين بلا اماكن
ربما هى كذلك من البدايه ولكن كانت تحتاج لمن يراها بوضوح

سؤال غامض ننظر له بالكثير من الدهشة
فالإجابه الصحيحة  لن نستطيع منحها لسواه
ونسارع بالقول كل شئ على مايرام ونبتسم تلك الابتسامة ونصمت
القليلون هم من يرون كل تفاصيل الاجابه البسيطة "على مايرام"
فهي كلمه شائكة لا تحتمل مزيد من الاسئله أحيانا تحتاج من ينقض عليها للوصول لمساحه من البوح ينفرد بها وحده
ربما لذلك هي لا تستطيع أبدا أن تجيبك بتلك الاجابه الفضفاضة فهي تعلم انك وحدك من سينقض عليها ويمزق الأسلاك الشائكة ويتوغل في كل مساحتها التي تحاوطه بتلك ألكلمه
فتختصر المسافات وتصمت أحيانا وأحيانا أخرى تندفع بإلقاء كل التفاصيل بين يديه وتتركه يحتضنها
بعض الحكايات ندخلها مصادفه ونصبح ابطالها مصادفه ونسير فيها ومعها مصادفه ونكتشف بانها تعويض لنا عن تلك الجهه الاخرى من الحياه
مجرد مصادفات تتوالى على ايامنا ونحن نسير معها
فهى ربما تكون نوع من انواع التورط فى علاقة ما دون مقدمات تنتهى باحتمال لاخر العمر
اوتنتهى بك بين جدرانك فاقد الثقه فى كل من حولك تنظر لهم بنظرات مرتبكه
فهى مجرد لحظات فقط التي تفصل بين الحياة والموت ربما تمتد تلك اللحظات دهرا وربما تختصرها الحياة في ثوان
تمضى بك الأيام وترحل فيها ومعها وتصل للحظه تنسلخ فيها الروح عن جسدك لا تموت ولكنك لا تحييا تظل معلق بين سمائك وأرضك تنظر لنفسك في انعكاسك في أثير بعيد تفتش عنك بين جدران وهميه تحاوطك وتقترب من جسدك لتتحول لأنامل تحاول الإمساك بك وجذبك لمكان ما تجهلك ربما تقف لتحاول أن تتفهم من تكون ومن أنت  فتزداد حيرة
أنت كائن ما
في مكان ما
تحاول العودة لشئ ما
بعض الحزن يمتد بداخلنا ويتسلل إلى أرواحنا حتى أننا لا نعرف متى كان ميلاده ومتى استيقظ فينا شعور الأسى هي الحياة التي تقذف بكل مشاعرنا لهوة عميقة ربما نحاول الخروج منها فنزداد سقوطا فيها تطالعنا تلك الوجوه التي تضيع ملامحها وتزداد قسوة فلا نعد نعرف أن كنا منها ام أننا ماكنا يوما نعرفها
ترانا هاهنا بلا مأوى
بلا جذور أم أن مايؤلمنا هي تلك الجذور الممتدة في الأرض ولكنها لا ترتوي
وكأننا ولدنا من فراغ لنحيا فيه العدم
لا نكون ولن نكون
أنها مجرد لحظات نحاول فيها المقاومة والخروج من بين أنامل الموت فننقسم روح راحلة وجسد باقي وحيد
إنها تلك الرحلة التي تسيرها أنت بين الجميع
هم وأنت
أنت  فراغ
هم سراب
ليست كل الحقائق صادقه وليست كل البراهين دليل لصدقهم
أنت وحدك الذي يستطيع أن يعلم بيقينهم
ربما تنتهي هنا السطور وترحل الروح في سلام ويظل هاهنا الجسد
ربما تولد من جديد في بعث أخر
ربما وربما هي الحياة
هو القدر
هذا أنا
هذا القدر
تلك الحياة



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق