27‏/02‏/2012

12-نشوة الكتابه



من الصعب أن تواصل نسج الحروف في كلمات وأنت تشعر بالكثير من الضوضاء الداخلية والبعثرة في أفكارك فالكتابة هي حاله تختطفك وتسيطر على كل كيانك ربما تتلامس بعض الحروف مع أرواحنا فتنبض على الورق جزء منا ولكن كثيرا ما نكتشف بان ما نكتب هو مزيج من كل شئ ماضي بعيد وحاضر قد يأتي كما نريد
بعض من أرواحنا وكثير من أرواح البشر التى تحاوطنا
نكتب ما ينتج من كل ذلك على الورق لنكتشف من جديد حدود وملامح أخرى لم نكن نراها يوما فنكتشفها على السطور كل ما نحتاج إليه بعض الوقت لنتوقف قليلا بين حدود العالم الخاص
نعم انه بعض الوقت تعبر من خلاله تلك البوابة التي تفصل مابين عالمين مختلفين ربما هما لنفس الكيان ولكن كان يجب أن يصبحا منفصلين حتى تعاود من جديد ألكتابه
تتمادي في الصمت رغبة منك في إدراك تلك الأمور التي تدور من حولك وتلك الوجوه التي كانت يوما ولم تعد هنا ولكنها لم ترحل في هدوء فقد قررت أن تنتزع الكثير من الأيام معها لتحملها وترحل تاركه خلفها مساحات مشوهه بكثير من التموجات التي تمحوا كل ما كان سواها
كثيرون هم من لا يستطيعوا النظر لنا جيدا أو أنهم يخشون النظر لنا حتى لا نشعرهم بالذنب فيفضلون أن يشيحون بوجوههم عنا حتى لا تنعكس نظراتنا على وجههم كسياط يلهبهم
أحيانا نكون كقنبله موقوتة تمتلئ بمشاعر متدفقة وكلمات ننتظر تلك اللحظة التي نلقى عبئها عن كاهلنا ولكن لا نعلم متى ستنفجر تلك القنبلة ولا إلى متى سنظل نحمل عبئ الكلمات
قابعون نحن في أجسادنا منتظرين أن نخرج منها لرحاب متسع نتجول من خلاله ونرى الكون من أفاق بعيده منكفئون نحن على ذاتنا ربما خوفا من ذاك العالم الممتد في همجيه من حولنا أو رغبه في السكون والنظر لما نحمله معنا وما فقدناه في تلك الرحلة التي لا نعلم متى تنتهي
بداخل كل منا مدن من الحزن والفرح وبيوت تسكنها ذكريات ووجوه والكثير من الأصوات التي تنبعث من خلف الأبواب ننتمي لها بعديد من الأشكال فبعضها يحملنا إليه..... وبعضها يتركنا على أبوابه أغراب حتى وان ولجنا إليه
تظل تلك ألغربه تحاوطنا ,انه المكان الذي ينادينا ,فنلبى له النداء اليس لنا في أماكننا وجوه اليس لنا فيها بعض منا نتركه حين نرحل فيستقبلنا حين نعود
ترانا نرحل ونحن على يقين باننا سنعود أم أننا نرحل ونحن نعلم جيدا بأنه لن يكون لنا هاهنا مكان نعود له ذات يوم
تمر السنوات ومعها تتبدل الوجوه والأرواح وتختلف الأماكن حتى وان بقيت كما هي فهي لم تضم بين رحابها أنفاسنا
في بعض الأحيان نتوقف في محاوله لفهم إلى اى مدى حياتنا مرتبطة بالآخرين من حولنا ربما في غضام الحياة التي تركض من حولنا نعتقد لبعض الوقت باننا سنفقد أنفاسنا إذا ما رحلنا عنا شخص ما أو أننا حتما سنصل لنقطه النهاية لرحيل أخر أو أن البعض تمتلئ حياتنا بوجودهم ولكن عندما نتوقف قليلا ويرحل هذا وذاك وننظر فلا نجد إلا انعكاس وجوهما وحدها على سفح نهر الحياة نعلم جيدا بأنهم رحلوا ولم تنتهي حياتنا
رحلوا ومازلنا نتنفس ربما نتألم أحيانا ولكن تمضى الحياة ونمضى معها بدون أن يكونوا معنا
تلك هي الحياة وجوه ترحل لتأتى أخرى وأيام تمضى لتأتى أخرى ونظل نحن كما نحن نحمل هويتنا وأوراقنا الشخصية في حقائبنا منتظرين دائما الرحيل
ترتبك كثيرا عندما تقرر أن تفتح أبواب خزائنك وتنثر كلماتك على أوراق أعددتها جيدا لاستقبال ماتود البوح به ولكنك تكتشف بأنك عاجز عن أن تخطها على الورق
عاجز عن البوح أو ترك الحروف على أوراقها ربما هو عدم اجاده التعبير عن تلك المشاعر التي تراكمت بلا ترتيب بداخلك وعندما أردت إطلاقها رفضت هي الخروج
فأنت مازلت تشعر بنبضات قلبك متسارعه وبتلك القطرات الباردة التي تنساب على جبينك تريد أن تقول الكثير من الأشياء ولكنك تعجز عن التعبير لتكتشف بأنك غريب يتجول في تلك المدينة وحيدا يدرك كل ما حوله ولكنه يعجز عن التواصل مع البشر فلك لمنهم لغة خاصة ومفردات مختلفة ووحدك أنت من يفهم ما يدور ويعجز عن قوله
ليتنا نستطيع أن نستمتع بالحياة ليتنا نستطيع أن نفهم تلك الوجوه ونجوب بين تلك الملامح ,كثيرة هي الوجوه التي تحاوطنا قليله هي من نجد أنفسنا فيها
فبعض الوجوه تتكون ملامحها ببطء على أوراقنا ترسمها أطياف حضور مشتت بين ذكريات يحملها قلب وملامح يرسمها عقل
لا تفتش في تلك الأوراق المطوية بين أيام الزمن ولا تحاول أن تبحث عن ماض بعيد وتتجول بين سطوره فقد رحلت
هي لا تترك من أثرها غير بقايا تنطبع على جلدك عندما تلمس تلك الأوراق وربما لا تنتبه لها ولا تستطيع إزالتها لاحقا
تتأمل تلك الملامح لتكتشف كم هي غريبة هي تلك الملامح التي تأتى مجهولة من ماضي سحيق تتعرف عليها بتؤدة وبمهل تنظر لها تتلمسها بأناملك فتشعر بارتجافه
بذاك التيار الكهربي الاتى من ماضي سحيق يسرى في عروقك فيختطفك بعيدا لسنوات رحلت وكنت اعتقدت بأنك قد نسيتها
فمازالت الملامح تمارس على سطورك ذاك السباق المحموم الذي يشبه كثيرا سباق التتابع فهي متى بدأت لا تستطيع إيقافها وتتوالى بسرعة كبيرة
كثير من الوجوه والابتسامات والدموع والمقاهي والقطارات والمطارات تتابع في فوضويه حتى انك تحاول أن تنفضها بعيدا لتعيد من جديد ترتيبها بهدوء ولكنك تتركها فمازال سرها في فوضويتها دون ترتيبها,حتى انك تشعر أحيانا ببرودة بعض المقاعد الفارغة تتسلل إلى جسدك من بين السطور ,وبعض الدفء يأتيك من سلام جاء بعد طول اشتياق
وحدها ألكتابه هي التي تمنحنا السلام الداخلي ,تمنحنا تصالح مع أنفسنا والآخرين فهي منفذنا على الروح الساكنة بين ضلوعنا
فبعض الفراغات لا نستطيع أن نملئها إلا بكلمات تخرج من أرواحنا لتعانق الحروف على سطور القدر
وتعبر بذكرياتنا أطياف المدن البعيدة التي كانت يوما مدن نسكنها
فالكلمات ما هى إلا ذاك الضوء الذي يتسلل من بين شقوق العمر لينير المكان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق