26‏/02‏/2012

11-ماضى بلا ذكريات


ارتبك كثيرا أمام تلك الاسئله التي تقتحمني وتحاول تعريتي من كل ما أتوارى خلفه فالزمن استباح أيامى, سلبها  ونثرها بين الشوارع والبلدان وبعثرها على جدران البيوت فكلما أخذنى الحنين لذاك الماضي البعيد,رحلت بين الشوارع أتلمس الجدران واستنشق عبير الأشجار
استرق النظر خلف تلك الشبابيك, ربما أجد ذكرى شاردة تتسلل إلي ايامى وأعاود البحث بين اوراقى
ربما لانى لم أكن يوما من ذاك النوع من البشر الذي يحب أن يبعثر كلماته على سطور الآخرين ولكن دائما ماكنت أواريها عن كل العيون وأحفظها في مكان بعيد

تراني كنت أخبئها لك آنت لتشاركني وحدك ما أخفيته لسنوات عنهم.
ابحث عن تلك الصورة في أوراقى القديمة وعليها بقلمك إهداء, أتلمس يديك ابحث عن دفء أناملك ,عن ملمسها على كفى الصغير ولكنها  مجرد صورة
كثيرا ماكنت أمارس الرحيل بحقائبي التي تمتلئ بذكريات احملها معى رغبه  في إفراغها على قارعه طريق النسيان والعودة من جديد بلا تلك الأحمال, حاولت كثيرا ممارسه النسيان والهرب إليه من ذاكرتي ومن تلك المهملات التي تتجمع في ركن بعيد من عالمي تاركه ظلالها تنعكس على جدراني,
 إنها كانت تلك الرغبة الملحة التي تراودني لنفض ذاكرتي من مهملاتها والعودة للحياة من جديد خاوية الوفاض بعد أن تركتها في دروب النسيان, ولكنك أتيت ذات مساء..... تعلم جيدا ما أحب.... فتعزفه لي واغني معك...فتبتسم, 
اشتاق لك....
فأناديك....
أتذوق حروف اسمك.....
أتلمس الجدران
أتلمس الأشياء
ابحث عن شئ منى ومنك مبعثر بين طرقات طفولتي ,هاهنا أو هناك ,
أين أنا بين الأماكن ؟؟؟
أين دفئ الذكريات؟؟؟
 فمازلت اشعر بالبرودة بدونك, افرك يدي لعلني اشعر بدفء الأيام, تتساقط قطرات العرق على جبيني, مازلت اشعر بالبرد وأفتش عن الدفء.
من تلك الأرض البعيدة أتيت ,تحمل معك حقائبك مثقله هي مثلى بالأحزان ,ولكنك كنت تجيد فن الرحيل, تاركا سنواتك مابين ضفتي كتاب في محاولات لنسيانها, والبحث عن بداية جديدة  ,تتبعثر كل تلك اللحظات من حولي انظر لها في محاولات لان أجد مابين سطورها شئ مختلف فتشعرني بان القادم اضعف من أن يصنع المعجزات ,
تتقاذفني أمواج الاسئله واحتار ما بينها باحثه عن إجابات  ,ولكن تتأرجح الإجابات من حولي في مزيد من الحيرة ,إنها تلك الأيام التي تصارع الموت وتحاول أن تنتزع أنفاسها من براثنه إلا إنها تستسلم للاحتضار, فقد ملت منى ومن نزواتي ورغباتي المستميتة في البقاء بلا قيود لا اشعر باتجاه تلك الأيام بشئ ......لا حب....لا كره ,فما عادت تسكن أحلامى ,ما عاد طيفها يراودني إنها مجرد مشاعر ثلجية .....بقايا من دفئ قد رحل.
أحاديث خاوية تحاوطنى, كلمات تتردد من حولي ,اسمعها ولا أعيها مجرد حروف تسقط أمام باب قلبي ولكنها لا تستطيع المرور ,ربما اضحك.... ربما ابكي ولكنى احتفظ بالكثير منها لا أبوح بحروفه فهي لي وحدي ,وكأنى انفصل عنى فأتسلل من جسدي واتأملنى من بعيد,أفتش عن شئ ما ....ابحث عن هذا الصوت الغامض الأتي من بعيد , اسمعه يناديني فأتجاهله وأحاول ألا اذهب إليه أو التفت له ولكنه يزداد اقترابا ,مازلت اشعر باني غريبة  لا انتمى له ,فاتا مل كل الوجوه من حولي أحاول أن اعرف ملامحها واحفرها في ذاكرتي ,إنها تلك الذاكرة التي أصبحت لا املكها ولكنها هي من تملكني,وكلما هربت منها هربت هي لي,فأفتش عن شئ منى ضائع بين طيات النسيان شئ افتقده فافتقدني.أحاول أن أحرك لساني لينطق وتتحرر الكلمات المسجونة ولكنى افشل
 اشعر بالخرس و اشتاق كثيرا للكلام, اشتاق لصوتي أنا, الذي لا يستطيع سماعه سواك, فمازلت غريبة..... تلك ألغربه التي تتسلل لعروقي وتشعرني بالبرد
 تلك الوحدة التي تحاوطنى وأنا اسمع من حولي الضجيج ,ضجيج الصمت وصراخ السكون,
 انظر لهم في حيرة ....
لماذا لم اعد اعرف نفسي؟؟؟؟
 لماذا أصبحت أتجاهل صمتي؟؟؟؟
 اشتقت لنفسي,اشتقت لشئ منى افتقده معك


هناك 3 تعليقات:

  1. ,تتبعثر كل تلك اللحظات من حولي انظر لها في محاولات لان أجد مابين سطورها شئ مختلف فتشعرني بان القادم اضعف من أن يصنع المعجزات ..

    اشتقت لنفسي,اشتقت لشئ منى افتقده معك

    تخلصت من الماضي علي امل صناعه تاريخ جديد مع الغائب الذي عاد ، لكن القادم اضعف من ان يصنع المعجزات !!!
    المعجزة التي كنت تنتظريها ان تعود اليك نفسك مع عودته ، لكنه " اضعف " فبقيت تشتاقي لشيء تفتقديه معه !!!
    وكأنك كنت تفتقديه لتعود لك نفسك التي تفتقديها ، فعاد وبقيت تفتقدي نفسك !!!!
    انه ليس ماضي بلاذكريات ، انه حاضر قلق مازال الفقد اهم ملامحه !!!!

    ردحذف
  2. اشتقت لنفسي,اشتقت لشئ منى افتقده معك

    كلامك جميل جدا
    تحياتي

    ردحذف
  3. اشتقت لشئ منى افتقده معك

    جميلة جدا كلماتك و نبض ذكرياتك

    دمت بكل الخير غاليتي

    تحياتي لكِ

    ردحذف