31‏/08‏/2013

الرقص على انغام صامته




أتدرى كيف تكون حين تنبعث الأنغام من اللا مكان وتستسلم لها بصمت
تترك جسدك لها في هدوء وتنفصل عنه للتحول لكائن أثيرى لا يلمس الأرض
تحتضنه موجات الأثير فقط
انه اللحن الخفي لذاك العازف الماهر الذي يسكن في مكان ما بداخلك خلف الستائر الشفافة التي تكشف عما خلفها ولكنك لا تراه
وكلما اقتربت منها أصبحت الصورة بعيده وأصبحت الأجساد أطياف
فأنت غير مسموح لك الا أن تستمع لألحانه فقط ولكنك أبدا لن تقترب منه فهو البعيد عن عالمك الساكن الأطياف البعيدة
للدوران ذاك السحر الخفي فأنت تدور وتدور حولك فأنت محور الدوران وأنت محورك الخاص تختصر كل شئ في دائرتك الخاصة وتستسلم في النهاية لقرارك أنت
تتحول كلماتك للغة جديده يجهل الجميع معناها وحروفها
لغة لا يفهما احد ولا يقترب من طلاسمها احد
أن لكلماتك حميميه خاصه لا تمنح ثقتها الا لمن يستحق
تحاوط حروفها هاله من الضوء لا تسمح لأحد أن يتجاوزها ولكنها تفتح كل الأبواب لمن يستطيع أن يحتضنها بهدوء ويمتزج معها بسكون ويصبح جزء منها لا تفصله عنها ولا تفصلها عنه
كثيرا ما تحتار لماذا تبحث عن الحقيقة
هل نرضى غرورنا بأننا أصبحنا على علم بما يحدث حولنا أم هو ذاك الفضول الذي يجعلنا نفتش عن ما تخفيه الأوراق عنا رغم انه يخصنا
هل نحاول العثور على ما نجهل أم هي الرغبة فقط في كشف الحقائق لتحديد ماذا نريد وكيف نريد
في بعض الأحيان تقترب من احدهم ببساطه ويصبح ضميرك
لا تعلم كيف تترك له كل شئ وتستسلم لرضاه أو رفضه لك
تمنحه الحق في رؤيتك كما أنت
بالشّر الذى بداخلك
بغضبك ورضاك
بقوتك وضعفك
لا تحاول أن تمنحه صورة أخرى عنك ولكن تكون أنت كما تكون
نعم ربما هو لا يكون لك كائن بشرى
تختلف نظرتك له وتحتار ولا تدرك شئ من الصراع الذي يدور بداخلك
يتحول لكل شئ ,يحتل كل كيانك بلا احتلال
يروى ظمأ روحك للحياة
قطرات من الندى تروى صحرائك فتنبت من جديد ياسمين
تصبح معه حر من كل القيود
حُر من كل التقاليد
حُر من كل المعاني
انه الأثير حيث لا حدود ولا قيود ولا وجود
ملاك حارس لا تدرى كيف يقترب منك وكيف يكشف أسرارك وكيف يقرأ روحك
تختلف كل المقاييس التي تعرفها جيدا
فليس هو الزمان وليس المكان هو المكان
تختلف قوانين الفيزياء
وقواعد الحساب
لا تصبح الدقيقة ستون ثانيه ولا تصبح الساعة ستون دقيقه
هناك دائما شئ مختلف
هناك قواعد أخرى تحاول أن تكتشفها من جديد
لا تستوعبه بسهوله ولا تدرك معناه ببساطه فهو شئ نوراني مختلف عن كل ما مررت به في حياتك
شئ يمتزج مابين الروح والجسد
هو ذاك الشئ الخافت الذي يتسلل لك في صمت ليصل كل شرايينك بشرايينه وتصبح ككتله جسديه ملتصقة بروح واحده تسرى يمينا وشمالا مابين الجسدين
تنفصل الروح وتقرر أن لها وحدها السلطان على المكان
أحقا تستطيع أن تفهم كيف لروح أن تحكم مدينه
كيف لروح أن تتحرر من جسد وتحلق بعيدا وتلتصق بأخرى
لا تهتم كثيرا للأسماء
من تكون أو من يكون
لا تهم كثيرا الحروف الملتصقة ببعضها البعض فأنتم اقرب من حبل الوريد
ترحل وترحل وأنت على يقين بقرب اللقاء ولا تسأل متى فكما كان كل شئ خارج نطاق الكون سيكون الموعد أيضا خارج نطاق الوقت والزمن
لا تستعجل موعد كتبه القدر منذ أول لقاء
قد تمر أعوام وأعوام عليك ولا تكبر من عمرك شئ وفى لحظه واحده يزداد عمرك سنوات وسنوات
تشتاق لان تصبح بين ذراعين تشعر ما بينهما بالأمان
ربما تلملم أشلائك في حضنها
تداوى جروحك
وتتمتم على رأسك بدعواتها وتغمض عينيها في خشوع
فتطمئن وتهدئ نفسك وتستكين
الخوف هو ذاك الكائن اللزج الذي يتسلل إليك ليقوم بإرباكك وإجبارك على فعل كل مالا تحب
انه يحاوطك بملمس بارد لا تستطيع منه الخلاص بسهوله
تنظر حينها للفراغ بعيون زجاجيه تجهل الأشياء
تتحول الأوراق الممتلئة بكلمات لن يفهمها احد سواك ,ليس لها معنى ,مجرد أوراق غير صالحه الا لمزيد من الطائرات الورقية التي تحلق بعيدا في السماء أو تلك المراكب الصغيرة التي تصنعها من الورق وتلقيها بين الأمواج لعلها تصل حيث لم تستطيع أنت الوصول
ليتنا نستطيع العودة لنكون مجرد اجنه تستسلم في وداعه لاحتضان الرحم
أن العيون هي تلك النوافذ التي تطل على الروح فتكشف أسرارها وتصل لأعماقها بنظرة واحده
ليتنا نتوقف هاهنا أمام تلك النوافذ ونكف عن البحث عن معاني لا ندركها أو لحظات نحاول أن نفسرها بألف تعليل وتعليل ونحن نمتلك اصدق نافذة قد نمتلك منها كل شئ
فالعيون لا تكذب ومن اجل ذلك أصبحت الصور هي الصدق فنادرا ما تكذب صور فنحن نلتقط الصور ليس لتظل معنا لنتذكر لحظات مضت وفقط ولكن لنحمى لحظات صدق بين ألوان حقيقية لا تبهت مع الزمن ولا تغيب

30‏/08‏/2013

فى محراب فنجان

تتحول في بطء إلى فتات ينتشر حولها ,حبيبات ساكنه ,تنظر لها في ابتسامه حائرة أتحتاج لمزيد من التهشم لتعاود الالتئام من جديد أم أنها اكتفت من كل تلك الأجزاء المنثورة منها في كل مكان
تكونت روحها من عديد من النتوئات التي كانت يوما ما جروح تلاشت مع الزمن وتبقى منها تلك الندبات التي تخبرك بأنها كانت هنا يوما ما
أتتخلص من تلك القطع بنتوئها وتعاود لملمه ما تبقى منها بلا بروز أو نتوء يذكرها بتلك الجروح
أتعود مكتملة بعد أن تتخلص منها ,أم أنها ستظل كتلك اللوحة التي يلهوا بها الصغار ,مجرد قطع متجاورة لا تكتمل الا بتجميع كل أجزائها معا حتى وان كنت لا تراها تستحق البقاء داخل إطار اللوحة الكبيرة
ستتأمل الصورة في بطئ ,ستُخلصها من كل القطع التي لا تخصها ,لتعود كما كانت حقيقية
ستصبح سهلة التركيب ,ستعرف جيدا اين تضع كل قطعه واين يجب أن تكون ,فلم يعد هناك ما يجعلها تحتار بعد ألان
تجلس على كرسيها ..... تسكب حبيبات البن على الطاولة تحركها بأناملها ,تتشكل منها صور مجهوله تنثر بعض حبيبات السكر الأبيض تنسحب  ابتسامتها فتلك الحبيبات تشوه اللوحة التي ترسمها فالبن لا يحب أن يتواجد إلى جواره احده ,فهو وحده كفيل بأن يرسم لوحته دون أن يساعده أخر
سيمنح تدرج ألوانه اللوحة سحر مختلف
هي تحب قهوتها مٌرّة......خاليه من اى إضافات .... مجرد حبيبات بن تشاركها الحلم والأسرار وأمسيات البوح وأنت
تبتسم وتنظر للجدار الذي يحتضن كثير من اللوحات التي اختارتها بعناية وتركت بعض منها في كل لوحه وكل لون
تصطدم ذاكرتها بملامح ووجوه كانت تراها ضبابيه وتحاول أن تهرب منها حتى لا تصطدم بحديث طويل تحمله بداخلها ولم تستطع أن تبوح به يوما ولا تدرى متى تبوح
تبتسم في حزن فلازالت ذاكرتها هشة ,لا تحتمل الوقوف طويلا أمام وجوه كانت تحمل كثير من الحياة بداخلها وماتت ببطء ,حتى تحولت لمجرد ملامح على جدار العمر ,تتحول لجماد أخر يجاور مزيد من الأشياء لا تمثل لها شئ الا بعض الشجن والحنين الذي يمتص من روحها الكثير
تغيرت هي كثيرا مؤخرا, تغيرت بعض ملامح روحها والكثير من ملامحها ,كثيرا ما تجهل صورها القديمة ,تجهل تلك النظرات في عينيها وكيف كانت انعكاس لروح دافئة كانت تحملها بداخلها ذات يوم
هي تتجاوز سنوات العمر بسرعة وتتحرك الروح ببطء وهى تقف حائرة بين سنوات عمرها وسنوات روحها ,ولا زالت لا تعرف كيف تمزجهما معا
تحاول أن تقترب من ذاتها وتلتصق بها وتحتويها وتحتضنها ليمتزجا معا في كيان واحد
ستحلم بفنجان من القهوة يعده لها شخصا ما ,ويأتيها به ,ويجلسا معا يحركا حبيبات القهوة وسنوات العمر ,وكثير من الحديث الذي يحتضنه الفنجان ,ويبتسم لهما وجه الفنجان ويرسم بحبيبات البن  السمراء كثير من الحكايات على جدرانه البيضاء وينتظر أن يهمسا بما كتب
فكل مساء .... يأتي ويمضى ,وهى تنتظر القهوة ,فهي تحبها ولكنها لا تعدها أبدا لنفسها ........ فهي مؤمنه بأن القهوة ليست بمشروب ,إنها حكايات وروح تتجمع ببطء على تلك الشعلة الضعيفة لتمتزج بهدوء وسكون وتقترب حبيباتها ,ولكنها أبدا لا تتلاشى .......  إنها تحتفظ بكيانها وبتكوينها وتمنح منها الكثير وتأخذ من روح من يحضرها السر ليسكن بين الحبيبات ,ويسكبه في الفنجان فيتناوله أخر فيكتشف الأسرار ويبوح بالأسرار
أنشبه تلك الحبيبات حين ننضج على النار الهادئة بشكل أفضل
أنشبهها حين نقترب ونمتزج دون أن نتلاشى
ألهذا لا تُشرب القهوة الحقيقية الا في حضرة البوح
وفى حضور من يمنح لها السر ويحتضن منها الروح
يسكن ذاكرتي رجل لا اعرفه ...لم نلتقي وربما لن نلتقي ولكننا دائما على وعد بلقاء,على وعد بفنجان قهوة واسطوانة تحمل نغمات تانجو ورقصه قد تكون هي الأخيرة
لا يأتي أبدا ولا يرحل عنى يظل هنا مابين الحضور والغياب
ما بين السكون والضجيج
فهو  رجل الحيرة ......... يأتي حين يأتي المساء, يحتضنني في صمت ويحكى لي تلك الحكايات ويمنحني فنجان قهوتنا الذي سيستمع لكثير من البوح منا
فسيخبرني الكثير واحكي له الكثير
فنحن نستمع للقصص من بعيد ......... ننظر لها ولا ندرك أنها من الممكن أن تحدث لنا وكيف تحدث ونحن نختلف
ليتنا نستطيع أن ندرك سريعا بأنه من الممكن أن يحدث لنا
من الممكن أن يكون

29‏/08‏/2013

رقصات بحبر بنفسجي


أتدرك كيف تتحول إلى كائن صامت حين تكتم حديث بداخلك لكثير من الوقت
حديث يمتلئ به عقلك وتتألم له روحك ولكنك لا تستطيع البوح به فليس هناك من يستطيع الاستماع لصوت الروح حين تتألم
أتتوقع أن يكون حديث هادئ مسالم وبسيط
أم انه يشبه البركان الذي طال ضغطه وانتظر الوقت الملائم طويلا للانفجار
انه انفجار الكلمات حين تتزاحم لتصل لحافة البركان حتى تخرج في شلالات مندفعة تُلقى الحمم في كل مكان
إنها الكلمات التي مكثت طويلا في ألم ووجع تحارب القيود لتنطلق وتتصارع مع تلك الأغلال التي لا تعلم لماذا أصبحت أسيرتها ولكنها لا تستطيع الا الاستسلام لها والصمت وفقط
انه الوجع الذي ينتشر في الروح ويمزقك في بطئ ويصرخ متى الخروج
دائما ما نكون بحاجه لتلك الأحاديث التي تستنزف ما بداخلنا من وجع وكلما طال الصمت زاد وجع الفقد
كم من الأمسيات مضت وأنت تحاول أن تحافظ على ما تبقى من سلام بداخلك
كم من المجهود تبذله لتحاول أن تتماسك ولا تنهار بكلمات تخرج منك صادمه لك ولمن يسمعها
انه صمت الوجع فلن يفهمك الكثيرون وأنت تفتش عن من يفهم صمتك الذي يجمع كل كلماتك
يخذلني صوتي فجأة ... يصيب الخرس كلماتي
اهرب للأوراق ,كثير منها مجرد كلمات تركتها ذات يوم على أوراق بيضاء لعلها تصبح في ذات حلم حقيقة
إنها مسودات للكلمات ومسودات للأيام التي مضت
وكثير من السطور الفارغة تنتظر ما يملئها .... تنتظر أن تولد عليها ذات يوم حياه .... تخرج من رحم الحكايات الكلمات فتتراقص في فرح على السطور
الحروف كثيرا ما تقرر أن تراوغك وتتلاعب بك وتترك حائر وحيد تشهيها في صمت وحيرة وتنتظرها حتى تمنحك قبلة الحياة فتنهض لتحتضن أوراقك وتنثرها كظلال بعيده على أوراق في انتظار أن تقترب منك لتصبح أوضح
الكلمات رسائل صمت
نكتبها في حيرة ووجع واحتياج لمن يحتضننا
نعم الكلمات التي ننثرها على أوراقنا هي صرخات وحيده تفتش عن من ينتشلها ويحتضنها ويربط عليها بحنان
كلما بكت الكلمات على الورق تألمت الروح بين الضلوع فليس كل ما تشعر به تستطيع الكلمات وصفه هناك الكثير الذي تعجز عنه الكلمات
هناك الكثير الذي يعلم جيدا بأنه لن يخرج أبدا الا يحين يحتضنه ذاك الصوت الونيس
فهل يحتضنه ذات يوم قريب صوت ونيس أم انه سيظل غريب بلا ونس ولا رفيق للروح
أتدرى كيف تصبح الروح غريبه
إنها تصبح غريبه حين لا تجد من يستمع لما لا تقول

28‏/08‏/2013

مفردات مبعثرة


ألكتابه كفعل عفوي هي الحالة التي تستنفذ كل قواك من الحزن أو الفرح
هي تلك الحالة التي تستمد منها القوة لتستمر أو تحاول البقاء على قيد الحلم أو الحياة
تمتلك الكلمات السحر الكافي لتنتشلك من عمق الوجع فأنت حين تلمس بكلماتك وجعك تتخلص من ذاك الشعور المؤلم بأنك وحيد
وكثير من الأحيان تكون الكلمات هي الرسائل الصامتة التي تدخل بها قلب أخر بعيد وتسكنه ولا تخرج منه أبدا ربما لأنك وحدك من استطاع الطرق بخفه الحلم والأمل على أبواب موصده من سنوات طويلة
متى تقرر أن تلمس بكلماتك أطراف القلوب الوحيدة فأنت يجب أن تعلم بأنها رحله حيث لا عوده
فالقلوب حين تمتلكها بصدق لا تتحرر منها أبدا
إنها الحياة لكل منا نصيب من ألامها والكتابة هي تلك الساحر الذي يتسلل إلى القلوب وينزع فتيل الحزن فينفجر لتصبح أحمال القلوب اقل
ليتك تستطيع أن تعتذر لذاتك فقد أتعبتها كثيرا
اعتذر لها عن كثير من الألم ,عن انكسارات أهديتها لها اعتقادا بأنها انتصارات ,عن تلك الأبواب والنوافذ التي فتحتها
وما جاء منها إلا عواصف ومزيد من الألم, ليتها لم تخرج من نافذة الحلم وظلت تسكن بين جدران تلك الحجرة الوردية تنظر من نافذتها على أمواج هادئة تداعب الشاطئ, ليتها ما رحلت بين الأمواج
امنح كلماتك الحق لتصبح كيانات مستقلة لعلها تكون إشاره لشخص ما أو ابتسامه لأخر أو طبيب لجرح لا يدرى بوجوده الا صاحبه
تُرانا نستطيع ترويض أقلامنا لتكتب ما نريد متى نريد
انحن حقا من يكتب ويرحل مع الكلمات على السطور ,أم انه زائر أخر يسكن الأقلام ويرسل لها من روحه كلمات يستدعيها من أعماق مجهوله بداخلنا ,حيث لا نراها ولا ندرى أنها كانت هاهنا
هل يفاجئنا ما نكتب حين يرحل ذلك الزائر ويتركنا وحدنا وتلك الكلمات التي سكنت السطور ومابين حروفها شئ مجهول منا
تتزاحم الكلمات والمشاهد والأفكار في خيالك تحاول القفز للأوراق ولكنها تشعر برجفة تمنعها من الوصول كما تريد لشاطئ أوراقك
كيف للكلمات لا تطاوع صاحبها ,كيف لها أن تستعصي على من أرادها بشده
انه سلطان الكلمات والحروف حين يقرر متى يكون وكيف يكون
فالكلمات هي التي تختار من يحتضنها وتختار من تحلق معه وحوله وله

27‏/08‏/2013

حين تتحدث الزهرة البيضاء



كثيرا ما كنت تقرر النهوض واستعاده ما فقدته في دربها الطويل ولكنها كانت تفشل دائما وتعود وحيده ,باكيه ,تحتضن ضعفها وانكسارها وتجلس في صمت تبكى وحدها لا تستند على احد

دائما ما كانت تشعر بوحدتها تحاوطها في غرفتها المغلقة بلا أبواب
كانت تفتقد أنفاس دافئة تؤنسها وقلوب حانية تحتضنها
أيدرى احدهم معنى أن تظل هنا وحيد ,تتلمس الجدران ,يمضى المساء ويأتى النهار .......... مجرد دوائر متتالية تتعاقب على جسدك الذي تلقيه في إهمال على فراش فارغ......... صامت...........
كل ما تعمله أنها ستنهض.......... يوما ما ستتمرد على كل تلك الخيوط التي تربطها بتلك الأرض وتحلق في السماء عاليا
ستمكث في الفراغ الذي تمتلكه بين كل تلك الأشياء التي تنتمي لها
تلك الأشياء التي يزدحم بوجودها عالمها الفارغ
هي تحتاج لهدوء يسكنها,لسلام داخلي يسمح لها أن تستعيد توازنها من جديد
ستحاول أن تقوم بترتيب أوراقها وأيامها وتلك الصور التي تزدحم بمخيلتها وتتصارع لتقفز في المقدمة ولكنها دائما ما تفشل وتعود مُنصاعه لرغبتها في الوحدة والهروب من عالم قرر لها وحدتها ورسم حدود حياتها دون اختيار منها
ربما هي كانت مشوشة لا تدرك شئ عن حياتها ,كل ما تدركه أنها تسكن كثير من الافتراضات والاحتمالات ,تبحث عن أسباب وعلامات وإشارات
هي وحدها التي تفهمها وتدرك معناها
ربما لا يفهمها كثيرون ولا يدركون بماذا تفكر وكيف تستسلم لأفكار واحتمالات يرونها واهية وصور وهميه لا يراها سواها
ولكنها اعتادت رفضهم لها ولكل ما تنتمى له فهم لا يدركون شئ ولن يدركون أبدا هي وحدها من يفهم لماذا هي وحيده ولماذا هي تجلس هنا مع زهرتها البيضاء فهي التي تفهمها وتستطيع أن تدرك حالها من لمستها لأوراقها
تنظر لتلك الأوراق تبحث عن بداية لكلماتها معها, تفتش عن كلمه تنطلق منها الحروف والكلمات ولكنها تظل صامته
تنظر لزهرتها في حزن وصمت وتمنحها قطرات ترويها وتتركها لعلها تستطيع أن تغمض عينيها قليلا
تغمض عينيها في محاوله لتتذكر متى هي المرة الأخيرة التي كانت بخير فيها
متى كانت تمتلك القوة التي تستطيع من خلالها أن تستعيد توازنها
هي تعلم بأنها وحدها من يستطيع أن يستعيد توازنه ولكنها لا تعلم هل مازالت تستطيع ذلك أم أنها فقدت القدرة على الوقوف مرة أخرى والسير في دربها من جديد
انه الوجع الذي ينتهى عند خيوط الصباح لترسم ابتسامه على شفتيها وتسير من جديد
هي وحدها الذي يعلم أن الشتات الذي يحتويها هو الذي ستولد من بينه من جديد
هي كزهرتها البيضاء ........ شفافة ولكنها قويه
كوني انتِ أيتها الراحلة في دروب الحياة تبحث عن ميناء
القي أعبائك وانطلقي على شاطئ بعيد..... ابحثي بين أصدافه عن السر الذي تحمله إحدى الأصداف ولن تبوح به الا حين تجديها
اطلقى العنان لروحك لتنطلق وتداعب قطرات الندى وتُقبل معك الياسمين
ابحثي عن الانغام التي تنبعث من داخلك واتركي لها العنان لتشدوا من حولك ولك وحدك
يوما ستدركين بأن عالمك باتساع الكون وبأن أزهارك البيضاء ستنبت كثير من الأزهار إلى جوارها وستمتلئ حديقتك بكل ما تشتهى ستثرى الفرحة من حولك وستحتضنك دنيا مختلفه هي ملكك وحدك
ابحثي عن الألوان البراقة وانثريها في عالم جديد ومختلف انتِ من يستطيع أن يصنع حدوده ويلونه
حلقى في سماء الحلم وطيرة مع الفراشات
اقفزي في تلك الأمواج الناعمة واتركيها تداعبك
انظري جيدا من حولك فهناك الكثير من القلوب التي تنتظر أن تركض معك في مروج حالمة
حلّى قيودك وانطلقي ,اكسري تلك الأغلال التي تحاوط معصمك ,كوني أنت وتخلصي من كل الخوف من المجهول ,الخوف من الغد فلنا اليوم والغد سننظر له حين يصبح اليوم ,كوني كما تحبي أن تكوني فلم يعد هناك وقت للندم

25‏/08‏/2013

مابين اطراف السكون


من تكون أنت ..... من تكون بين كل تلك القصص التي تتداخل لتصبح في ذات حاضر بعيد قصتك .. أتدرك شئ عن تلك السطور المكتوبة في أوراق حياتك.
إنك لا تدرك سوى قصه واحده وتجهل كثير من القصص التي أنجدلت معا وتقاطعت لتصبح أجزاء من حياتك.
تحاول أن ترتب الصفحات ..... طفولتك.... مراهقتك ..... شبابك ........ كهولتك ........... حقيقتك حين تموت!
أتدرك بأنك مجموعه من ذكريات ربما لا تتذكرها هي ما تستطيع تشكيل تلك الصور المتلاحقة التي تتراقص أمامك في غد سيأتي
إنها نسيج واحد ,مجموعه من الخيوط المتشابكة التي تصبح فيما بعد نسيج تتكون منه حياتك.
كثير من الخبرات وكثير من الأوجاع والأفراح والأوهام تشكلت منها تلك الرحلة التي هي أنت.
متى بدأت؟؟؟
كانت البداية حين انطلقت تلك الصرخة منك حين الميلاد
وتنتهي حين ترحل منك الروح
تلك قصتك أنت فقط
صفحات وصفحات و صفحات
البداية تتشابه لا تختلف كثيرا بينك وبين غيرك
والنهايات تتوحد ........... الميلاد ,الموت
تمضى ساعات
تمضى شهور
تركض الثواني من حولك ولا تتذكرها إلا حين تقترب النهاية
الم تدرك من قبل أن لقصتك نهاية
انه خيط رفيع هذا الذي يربط أولى صفحاتك بآخرها وان كثرت وتعددت
أنت قصه كاملة ............ حضور كامل ....... تواجد في كل فراغ المكان من حولك
انه أنت
قصتك بكاملها تدور بين الولادة والموت
تدخل صفحات وتخرج منها
تتجول في قصص وتعيش فيها وتخرج منها
يتشابه حضورك وخروجك منها
تتلامس حدود الحكايات
تتقاطع أحيانا وتتباعد أحيانا أخرى
تتكاثر القصص والصفحات والحكايات
وتختلف فيما تكتب فأنت وحدك من يستطيع أن تملئ الصفحات بما تريد أن يظل معك ويستمر وتذكر بأنك لا تستطيع أن تمزق صفحات مضت
تتباعد الوجوه وتتقارب من حولك
تتشكل الملامح من جديد
تتحول لواقع مادي ..... تستطيع أن تلمسه بأناملك
وربما تعيد تشكيله من جديد ليناسبك وحدك
أنت حين الولادة مجرد ورقه بيضاء .... لا تحتوى اى كلمات أو صور
تكتب وتلون الصفحات
ربما ترحل عن ذاكرتنا الكثير من الصور ويحتضنها النسيان
ترانا ننسى لأننا نحتاج فعلا للنسيان لنمضى أم ليس لنا يد في نسيان تلك الصور
أحيانا يكون النسيان إراديا ولكنه مجرد قشرة هشة نحاوط بها كل ذكرياتنا التي لا نريدها ونغمض أعيننا ونهمس لأنفسنا سننسى.......... سنمضى
لم يحدث شئ
وتتحول كل الصور والمشاهد إلى عبء وقرار نلتزم به
ولكنه يطل دون أن ننتبه حين يتلامس مع حدود قصه جديدة إنها تلك الحقيقة التي نتجاهلها ولكنها حاضرة دائما وان لم نكن ندرى ما نحن إلا مجموعه قصص تتشابك لتصبح قصتك أنت.

24‏/08‏/2013

رائحة المدن


للموانئ سحر خاص فحين نتجول بين الدروب في تلك المدن الساحلية التي تحتضن موانئها فتتعلم أن تضم كل المتناقضات بين ذراعيها ,حيث تتعدد الأرواح والأجناس ,تتعد الوجوه والشخصيات
يعتاد سكانها على الاندماج مع كل تلك الارواح التى تجول بين شوارع مدينتهم وفى ذات الوقت يتحولون لكائنات صامته اغلب الوقت تنظر من حولها فى تقديس للحظات 
تختزن الذكريات والملامح والوجوة فهى قد اعتادت على الرحيل واعتادت على انه لن يظل احد هنا كثيرا فلكل عابر مدينه يعود لها ولكل مسافر وطن يشتاق العوده له
إنها تلك المدن التي تتحول انت بداخلها لمجرد ملامح تذوب في أمواج من البشر تموج في دروب المدينة الواسعة,نكتشف بأننا جزء من كل تلك الأجزاء المتناثرة في كل مكان من حولنا لن يهتم لك احد ولن يكتشف وجودك احد
فكل منهم يحاول أن يلملم شظايا سنواته الماضية فكم مؤلم أن تتحول لمجرد شظايا تكسرت كزجاجة عطور يتناثر شذاها عبر المدن والمنازل والدروب
تسير بين الطرقات تنظر لتلك الملامح المختلفة شاردا تبحث في الفراغ عن ملامح تشتاق لها ,تنتظر أن تظهر لك في كل ملامح تمر من حولك
هل حقا هناك ملامح تمر عبر مسامك لتستوطن روحك إلى الأبد
هل من الممكن أن يتسلل صوت عبر مسام جلدك ويستقر بداخلك ويتردد كلما احتجت لأن تشعر بالثقة والأمان
تتساقط الأسئله على جبينك كقطرات مطر تنهمر باردة على جبينك فتطفئ حرارته ولكنها أبدا ما كانت تطفئ نار اشتياقك لإجابتها
فمن تكون أنت في تلك المدينة الواسعة
من تكون أنت بين كل تلك الوجوه التي تسير في بطئ
أنت مجرد عابر سبيل أخر يعبر الطرقات يأتى المدينة من الفراغ ويذهب للفراغ
لن تهتم له كثيرا المدينة ولن تفتقده طرقاتها
متى تنسانا المدن ومتى تلفظنا بعيدا عنها
تراها تلفظنا حين تشعر برفضنا لها
أم إنها تشعر بعدم انتمائنا فتقرر أن تُلقينا بعيدا عن حضنها ,لنظل أغراب عنها وعن وجوه سكانها
أتشعر أرواحنا بحنين لمدن بعينها ,وتشعر بأنها دخيل على مدن أخرى ولا تستطيع أبدا الانصهار بين سكانها
ليتنا نستطيع أن نفهم كيف لأرواحنا الشفافة أن تشعر بكل تلك المشاعر المختلفة ولا تنهار
تتلاطم بداخل أرواحنا كل المشاعر المتناقضة في المدن الغريبة ,فحين نكون في الغربة نصبح فريسة لكل تلك اللحظات, ما بين أمواج الحنين وأمواج الرفض والغضب
من الصعب ألا تشعر بأنك تفتقد تلك الأماكن التي احتضنتك ذات يوم حد الألم ومع ذلك أنت على يقين بأنك لن تعود لها أبدا
انه الفراغ المميت الذي يحاوطك ذاك الفراغ الذي يتركه رحيل كل غالى عنك
ربما ليس الرحيل هو ما يؤلمنا,انه انتزاع الروح من الروح ما يؤلم

الرساله الأخيرة



انه الزحام الذي يبتلع كل شئ ,فتجهل متى تكونت علاقات بعيده ,ومتى انطفئ وهج أخرى ,ومتى انفصلت فروع عن جذورها ,ومتى نمت الجذور في ارض أخرى
إنها تلك الروابط الواهية التي تتمزق سريعا ,وتلك الأخرى التي تتحول لسلاسل فولاذيه
تزداد صلابة كلما زادت قسوة الحياة عليها
ربما هي الحياة ورحلتها الطويلة التي من الممكن أن تجعلك مع الوقت تتحول لتلك المحطات التي تمر من أمامها كل القطارات ولا تتوقف
فهى لم تعد تستطيع استقبال اى وافد جديد ,ربما تكون قد اكتفت بالبقاء مكانها في ثبات والنظر لكل تلك الوجوه المختلفة التي تنظر لها من خلف نوافذ القطارات
فنحن نسكن أماكن لسنوات ولكن أرواحنا لا تنتمي لها وجدرانها لا ترحب بنا بينها وغيرها تمنحنا ابتسامة ترحيب واسعة حين نقترب من أبوابها وتضمنا إليها بحنان,فأنت والمكان حكاية لا تنتهي
يسكنك المكان وأنت تسكن الحلم
فأنت تمتلك الأحلام الفضفاضة وليتك تستطيع التمسك بها كثيرا ,أتخاف الاقتراب منها ,أو لعلك ترفض حتى أن تفتح عينيك وتنظر للشمس فتهرب لبعيد وتختبئ حيث لا شمس ولا ضوء يكشف لك حقائق الأشياء من حولك
إلى متى ستحمل خوفك وتستره بكلمات واهية وترفض أن تواجه الحياة بشجاعة
هل نكتشف مع الوقت أبعاد أخرى لأعماقنا
أنكتشف تداعيات الأحداث والأيام وانعكاساتها علينا
أترانا حقا ندرك تلك الظلال التي تتراقص على جدران أعماقنا في صمت
ربما كثيرا ما نمضى متجاهلين كل شئ ,متجاهلين وجودنا وتواجدنا,وتلك الاكتشافات الصغيرة التي تطرأ علينا ,فنلتزم الصمت وكأننا نهرب من الاعتراف بأننا تغيرنا وبأن الحياة فلحت في تبديل ما كنا نعتقد بأنه أبدا لن يتغير
كثيرا ما تريد أن تهرب من ذاك الضجيج الذي يعصف بك, حين تتحول افكاراك لثورة داخليه تملئ كل كيانك ,ضجيج تكاد لا تحتمل البقاء بين صخبه
تتمنى الهروب لبعيد والرحيل لأبعد نقاط الكون
رافض المكوث في تلك الحيرة والصراع ما بين أفكارك الصاخبة ورغبتك في الهروب من التفكير في اى شئ يدخلك من جديد في دوامه من الحيرة ,إنها الرغبة في الوصول لمكان ما ترتاح على شاطئه وحدك
الهروب هو القرار الأصعب والأصدق أحيانا ,فأنت لا تهرب إلا حين تشعر بأنك ما عدت تستطيع أن تصطنع اللامبالاة ....تهرب حين لا تستطيع مقاومة ما تريد .....تهرب حين تصبح ضعيف
فتفضل الهروب على مواجهة الضعف والخوف والانتصار عليهم , الهروب هو الاعتراف الاكيد بالاستسلام
ربما وحدك من يجلس هناك ويحاول أن يحتمي بجنونه من صخب واقعه
تختلط العوالم المختلفة بداخلنا وما بينها بوابات خفيه مغلقه بأحكام ,ليتنا ما كنا عبثنا بتلك الأبواب
فلكل عالم منهم قوانينه الخاصة ,متى حاولنا أن نفتح تلك الأبواب ونسمح لتلك العوالم أن تتداخل وتمتزج , لن نستطيع أبدا إغلاقها
حين تتأرجح عينيك ما بين النظر لبعيد والعودة لأقرب جزء من العالم منك ,ذاك الصراع ما بين الرحيل والبقاء
ما بين أنت الذي تريد وأنت الذي يريده القدر
إنها تلك الفجوة التي لا تعلم ما الذى انشئها بينك وبين كل ما تريد
أنت وحلمك
أنت وحاضرك
أنت وأنت
وكثيرا ما تكون ما بين أنت وماضيك إنها كالثقب الأسود الذي يمتص روحك ويتركك فارغ تبحث عنك
هل فقدت رغبتك في استكمال كشف أوراق الماضي
هل قررت أن تستمر في تجاهل كل شئ وكأنه لا يعنيك مازلت تحاول أن تقرر كيف ستسير بك الحياة أو كيف ستوجه الدفة حيث تشاء أو يشاء القدر
هل حقا تستطيع تجاوز الجدران والعودة حيث مكانك الحقيقي
هل تستطيع أن تمارس من جديد تلك الدهشة المحببة وتلك الضحكات التي تنتشر حيث تكون
هل مازلت بقادر على أن يولد من بين أحزانك الفرح لتنثره على كل من حولك
وحدك من يستطيع أن يجيب على كل تلك التساؤلات
وحدك من يتجاوز حصون ذاته ليتحرر من خوفه
لم يعد يستطيع أن يساعدك احد فأنت تدرك جيدا كل الطرق وتراها أمامك مفتوحة تنتظر أولى خطواتك متى قررت أن تسير من جديد, اختار دربك ولك الخطوة الأولى فلا تتأخر فالأيام لا تنتظر الهاربين كثيرا

العمر حقيب سفر


عن ماذا تتساءلين يا سيدتي ,عن وجودي بين ساعات يومك, أم عن كياني الذي يسكن كيانك
أنا المنتصف ما بينك وبين كل شئ
ارحل معك حين ترحلين
وأعود إليك وقت العودة ,نغادر تلك المدن الغريبة عنا ونفتش عن مدينتنا العتيقة ,تلك المدينة التي تركنا ذات يوم على أبوابها بصمات من أرواحنا
نحن الغرباء في تلك المدينة البعيدة ,نسير في دروبها ونتجول بين شوارعها نتلمس جدرانها ونتنفس رائحتها
سيسرقون منا مدينتنا أيتها الغريبة
سينتظرون أن نغفو على مقعدها الرخامي حتى يسرقون الحلم من أعينا ويتركونا بلا حلم
آلا زلتي تحملي الحلم في حقيبة سفرك
آلا زالت أوراقك تحتضن أحلامك
افتقدك حين يأتي المساء ويرحل الجميع ولا يظل إلا ليل المدينة وسماء بعيده تنتظر حضورك
لم اطلب الكثير من الحياة ,لم أكن انتظر أن تصبح ورديه وتتحقق الأحلام
كنت انتظر حضورك كما فكرت وتمنيت
أتدرين يا سيدتي انه حين نقترب من الإنكسار لا ندرك اى شئ بعده
نحاول العودة ولكن نجهل الطريق
يصيبنا التبلد........... الصمت..... الفراغ الداخلي
ينعدم تصالحك مع ذاتك
نتأرجح ما بين كل شئ ونقيضه
نقترب من روح الموت ونحن هنا لازالت تداعبنا الحياة
تتلاطم الأمواج على شواطئنا
لم نعد نستطيع أن نحصى المرات التي تجولنا فيها بين الطرقات نبحث عنا بينها
عن جزء منا, فأنت تعلم بأنك لن تجد نفسك إلا هنا بين دروب تلك المدينة وملامح سكانها
أتبحثينى عنى هناك
لا تحاولي اكتشاف مكاني بين الدروب البعيدة فانا ما عدت اعرف من أكون حتى تجدينى
ربما إن وجدتني أعود ,ربما حين اعرف حدودي في تلك المدن الواسعة أعود
اشتاق مدينتنا واشتاق لكِ ولكنى لم اعد اعرف من أكون
عندما يباغتك إحساس بأنك تحمل بداخلك شخص أخر تنتمي له بشكل ما ولكنه مختلف عنك ,يجذبك إليه كثير من الأشياء
وأيضا ينفرك عنه كثير منها
تعتقد أحيانا بأنك تركته في مكان ما بعيد عنك وعدت حيث تكون ولكنه يباغتك كل حين وأخر ويظهر لك ويجالسك وكثيرا ما يتغلب عليك ويفرض وجوده لفترة ما ويختفي كما جاء
يتركك في حيرة من أمرك واندهاش
كيف يأتى ومتى يرحل
أتستطيع أن تستدعيه متى شئت, أم أن له إراده خاصة مستقلة لا تنصاع لرغبة احد غير رغبتها هي الخاصة
عندما تصبح حياتك بسيطة ومعقده في ذات الوقت
حينما تتحول ابسط الأشياء لأكثرها تعقيدا وتتحول الأشياء التلقائية لأشياء مركبه,من الصعب أن تستطيع شرحها ببساطه لشخص ما
ليتنا نستطيع القفز فوق كل تلك الذكريات والأيام والسنوات
والوصول لما نريد ببساطه دون المرور بكثير من العوائق التي ربما يكون من السهل تجاوزها ولكنها تترك الكثير من الألم خلفها
نشعر أحيانا بالخوف ونحن نمضى في دروبنا وحدنا نشعر بالخوف من أن نضل الطريق ولا نستطيع الوصول أو العودة
ولكننا رغم الخوف يجب أن نستمر ونسير

23‏/08‏/2013

عبثية الرحيل والعوده للذات

لا شئ مجرد زجاج هش يتفتت لم تعد كما كنت وتدرك بأنك لن تعود.... هل حقا لا تستطيع العودة لك
تقترب من الله كثيرا وتبتعد أحيانا ,فأنت في تلك المرحلة التي أرهقتك الحياة ومزقت كل ما تبقى بداخلك من يقين ,وأمل وابتسامه كانت يوما تنتظر حلم سيأتي في موعد ما وان كان بعيد
ربما تملكك اليأس أو فقدان الثقة وانعدامها
هل كانت تلك المحنه أقوى من احتمالك أم لأنها جاءت من حيث لم تكن تنتظر فما استطعت أن تنهض من جديد
تستسلم
تنهار
تضل الطريق
تزداد الاختيارات أمامك
هل حين تحاوطنا الاختيارات نصبح أفضل
أم أن انحصارها هو الأفضل لنا
هل حاولت أن تكتشف ذاتك من جديد
ربما في بعض الأحيان نكتشف ذاتنا بطريقه انسيابية بسيطة
نعود للتجول مابين دروب دواخلنا في رغبه للولوج للحقيقة المختفية داخل سراديب الروح
وكثيرا ما نشعر بأننا نتهاوى حين نكتشفها فهل كنا نوارى حقيقتها الهشة عنا ونتمسك بتلك القشرة ألصلبه التي نتخيلها نحن
وحين اكتشفنا مدى هشاشتنا ازددنا انهيار
كثير من الأحيان تسير حياتك حيث تريد هي لا حيث تريد أنت
تترك نفسك لها
انحن من يتخذ القرارات في حياتنا أم أن القرارات هي التي تتوجه لنا وتقرر أنها تخصنا وحدنا
كثير من الصور تقبع في ذالك الركن البعيد من الذاكرة الذي كثيرا ما نتجاهل وجوده أو ننسى انه موجود ولا نهتم كثيرا بالعبث بداخله والكشف عن الصور والأوراق التي تسكنه
نلتقي بجذورنا حين نلج من باب الذكريات لتلك البقعة البعيدة بداخلنا
نلتقي بنحن التي لا نعرفها وربما أحيانا كثيرة لا نريد أن نقترب منها ولكننا في لحظات خاصة نقترب أو هي من تقتحمنا حتى وان لم نكن نريد ذلك
نعود مشاهده ملامحنا المتعبة التي تسكنا تلك الملامح التي أرهقتها الأيام وأتعبها المضي بعيدا عن كل ما يستطيع أن ينتشلها من ماضيها السحيق
فهي لا تريد الخروج ولا تريد المكوث بعيدا عن مخبئها الذي اختارته لتظل بداخله لسنوات طويلة وحدها
أنستطيع الهروب منها
متى نستطيع إعادة تشكيل حياتنا من جديد متى نستطيع الخروج من الشرنقة والوصول لنا
ربما كثيرا ما نشعر بأننا مبعثرين ما بين كثير من الحياوات المختلفة مبعثرين بلا منطق وبلا ترتيب متناثرين في فوضى ما بين الكثير من الوجوه والملامح المختلفة
مبعثرين حتى أننا لا نستطيع أن نتذكر أين تركنا أرواحنا ورحلنا عنها

20‏/08‏/2013

دائرة الحكايات


إنها تلك الكلمات التي تتحرك ببطء في تناغم لتقترب من السطور ,تحكى قصص لا نعلم متى كانت بدايتها ولا متى ستتوقف عن الركض في طرقات الحياة
تتجول بين عديد من المجالس ..... تركض وتركض ولا تعرف أين ستنتهي
نحكى ونكتب وننقل الحكايات ولا نتذكر أبدا من كان أول من حكي ولن نعلم أبدا من سيكون الأخير
نقف على أطراف الطرقات, نبحث عن تلك المقاهي الدافئة في ليالي الشتاء الطويلة حيث نجلس على موائدها نحتسى دفء الحكايات
نتكلم..... فالحديث دفء
والحكايات ونس
وأمسيات الشتاء طويلة تبحث عن الصحبة
ليتهم يتذكرون أصواتنا حين كنا نحكى فيعودوا
ليتهم من جديد يشتاقون ضحكاتنا حين كنا هنا
نفتش عن البدايات ............. حروف جديدة .............. كلمات.... سطور
ترحل الحكايات وقد تأتى
تذبل بين أيدينا الكلمات فلم يعد هناك ما يرويها
وحدها الموانئ تلملم الحكايات
وحدها وجوه الغرباء تعانق الكلمات حين تيأس
ما عادت الزهور تنبت هنا
وما عاد المطر يصاحب أرضنا
وما عادت الموانئ مراسينا
نرحل ولا نعود
ونعود حين يرحل من كان هنا
هي لعبتنا الصغيرة لعبة الرحيل والعودة
لا تغضب من لعبتنا أيها الغريب فلم نعد نملك سواها في تلك الليالى الطويلة
هانحن هنا الآن في ذات المقهى البعيد ,حيث يلتقي غرباء الميناء ويرحلون
، بين الزحام نكون ومع البشر نعود ,بين تلك الوجوه الغريبة والقلوب المتعبة نرتاح ,بين الأرواح الشاردة نجد أرواحنا
كثير من الضحكات والدموع والحزن والبهجة
بين خطوات راقصه نكتشف دربنا
نعود حيث الحياة تسير من حولنا
ستتقاطع طرقنا و تلتقي وجوهنا
تنادينا أرواحنا فحتما سنلتقي في تلك الموانئ البعيدة
ما بين صخب الرحيل والعودة
رغم هدوء أمسيات الشتاء وبرودتها
إلا انك تكتشف بأن ضجيج قلبك يشق الهدوء ويعزف لحنه
أينما ذهبت.. وحيث تكون ,تظل عيونك لا تحكي .. صامته ....... لا تحمل سوى الصمت
تجلس وحيد ........ حائر.... تحاول أن تكتشف أحزانك
تحمل كثير من همومك وأوجاعك
في المقهى الخافت الأضواء تجلس أنت هناك
لا تسمع سوى صوت قطرات المطر على زجاج نافذته
تلتزم الصمت ........... تشتاق البوح
تهجرك الكلمات ............. تناديك الحكايات
تحمل الأمسيات ألف احتمال واحتمال
كثير من فناجين القهوة التي تحمل مرارة الحكايات
كثير من الأوراق التي تشتاق الكلمات
كثير من الكلمات التي تشتاق الغريب
إنها دائرة القصص
حيث البدايات بلا نهايات
والنهايات تفتش عن متى كانت البدايات
وتدور دائرتنا...... دائرة الحكايات

19‏/08‏/2013

البحث عن جذور فى الهواء


ألعزله ....... هي تلك الزاوية ألضيقه التي تتوقف فيها لتعيد الرؤية من جديد ,لتعاود مشاهدة الكثير مما يحدث من تلك الزاوية البعيد التي تكون ضيقه بشكل ما لتتسع لتجمع الأحداث وتلقى الضوء على كل التفاصيل كل منها بمفرده فتعيد تقيم الكثير من الأشياء والوجوه والأماكن
تتشكل الهواجس من حولك
صور هلامية
ملامح مبهمة
تمر الساعات وأنت هناك في ركنك البعيد لا تشعر بشئ إلا الشرود لبعيد مع تلك المشاهد التي تقرر اجتياح عزلتك والسيطرة عليك حتى انك لا تستطيع منها الهروب
تنسحب عن كل ما حولك تتجه لمكان بعيد تحتضنك ألعزله تكتشف بين ذراعيها دفء غريب
دفء وحيد ولكنه دفء
تشعر بعزله عن كل ما يحيط بك
فأنت تختلف عنهم ,ربما تتشابه معهم ولكنك تحمل بداخلك كل الاختلافات فتركن إلى وحدتك وصمتك
تشتاق من تشتاق ولكنك تعلم بأنه ما من راحل يعود
أتدرك معنى أن تكتشف بان بداخلك كلمه تدور في فلك فارغ تهمس وتصرخ
لم اعد اعرفني
لم اعد أعرفني
كلما حاولت أن تمد لك جذور حيث تكون تقتلعها الرياح وهى لازالت رخوة لم تتمسك جيدا بالأرض وهل تستطيع جذور وليده أن تمتد لتستند عليها الأشجار الكبيرة
ربما تحتاج للوقت ولكن حتما تحتاج لكثير من الجهد حتى لا تموت
الغياب هو أقوى أشكال الحضور ,هو الحضور الطاغي والصادق
البعض يغيب عنا ويظل حضوره في أرواحنا أكثر واقوي من حضوره
فالحضور لا يؤمن بالغياب
و الغياب ليس له علاقة بحضورك من عدمه

10‏/08‏/2013

حين تصبح الحكايه قدر


لم يجمعهما أبدا مكان ولكنهما دائما معا, تضيق الدائرة من حولهما وكأن تلك المدن تم اختصارها في تلك الخطوات التي تفصل بينهما
لا يبحث عنها ولكنه يجدها في كل تفاصيل حياته,لا تذهب إليه ولكنه معها في كل مكان
لم يقررا الرحيل ولكنهما افترقا ولم يدركا بأن القدر كان قد كتب منذ قديم الأزل بأن خطواتهم ستسير معا وإن لم يلتقيا أبدا
أخبرته حين قررت السفر بأنها ستظل دائما هنا وأشارت إلى المقعد الفارغ أمامه في المقهى الذي اعتادا أن يلتقيا بين رائحته المميزة وتلك النغمات التي تتسرب إليهما من مكان ما مجهول
حين تشعر بتلك الغصة تملئ روحك لأنك تشتاق صوت يدفئ برد روحك
ستجدني إلى جوارك وان لم أكن
ستجد روحي تحتضنك وتهدهدك وترتل في أذنك ما يطمئنك حتى تبتسم وتنام في سلام
كان كل منهما يجلس إلى ذات المائدة ولكن لم يكون اى منهما مع الأخر في تلك اللحظة
ينظران في اتجاهات متباعدة........... يتكلمان كثيرا......... ولكن لا يوجه اى منهما الكلام إلى الأخر بالرغم من انه يحادثه
كانت حاله من ألغربه تسرى في أرواحهما وكأنهما يستعدان جيدا لما هو سيأتي
مضت أعوام ......... أيام أو شهور لم يعد يهتم اى منهما للوقت الذي يمضى
مسافات ........ موانئ........... مطارات ومدن ....رحيل واغتراب وعوده وهروب
كثير من المنازل رحلت إليها وكثير من المقاهي ارتادتها ولكنها أبدا لم ترحل عن ذاك المقعد في المقهى البعيد
دائما ما كانت هناك وان لم تكن فهي في كل مدينه تبحث عن ما يشبهه لتجلس بين تفاصيل تنتمي لها ولكنها لا تعود إليها
دائما ما كانت تثير علامات الاستفهام الكثيرة من حولها في تلك  المقاهي البعيد
فهي الصامتة بين صخب كل الحضور
فالعزلة هي رحله نغادر فيها من صخب لا ننتمي له بحثا عن عالم أخر نغزله بهدوء
وحيده دائما
تمتلئ الطاولة أمامها بفناجين القهوة الفارغ بعضها والممتلئة فهي في بعض الأحيان تكتفي بتلك الرائحة التي تنبعث من فنجان بن يسكن طاولتها
غامضة أو بسيطة لا احد يعرف كينونتها فهي لم تسمح لان يقترب منها احد
كثيرة هي الوجوه من حولها تتواصل مع الجميع ولا يصل لها أبدا احد
ليس لأنها لا تريد ولكن لأنها تترك نفسها للأقدار ولم تشعر بأن هناك ما يدعوها لان تقترب من احد ففضلت أن تظل وحدها بعيد عن كل شئ
طويلة تلك ألليله التي تقرر أن تحتلها الذكريات
تتشابك الصور وتهرب منك وتفر لبعيد تنتظر أن تلاحقها وتتبعها إلى المجهول
أغمضت عينيها وهى تستمع لتلك النغمات تتردد بداخلها
فالموسيقى هي عالم أخر تسكنه وحدها ,كثير من النغمات والألحان والأصوات ,تحب أن تستمع لها من داخلها ,تستمتع أكثر باللحن حين تشعر بأنه قادم من العمق من بعيد حين تصبح الكلمات تتردد في الفراغ الذي يسكن روحها
هي وتلك السماعات في أذنها والصوت يعلوا نوعا ما وتنفصل عن كل شئ
لم تشعر بوجوده أو جلوسه أمامها ,لم تعلم كم مضى من الوقت وهو ينظر لها ويتأمل كل تلك التفاصيل التي تحاوط وجودها في المكان
وحين عادت من عالمها ونظرت له اكتشفت بأنها لم تعد هنا وحدها فهو يجلس إلى طاولتها في صمت وابتسامه ساكنه تعلوا شفتيه
اندهشت لتلك ألبساطه التي دخل بها إلى عالمها مرة أخرى
حين سألها قهوة
فأشارت له برأسها نعم
فطلب لهما قهوة
مازالت صامته ومازال مبتسم
أغمضت عينيها مرة أخرى فهي كلما احتاجت له استدعته وجلست معه تحكى وتحكى وتستمع له وتشاغبه وتضحك كما لم تضحك من قبل
فدائما الضحكات الأحلى التي تشعر أنها بمذاق الفرح هي تلك التي تضمها ضحكاتهم
تتراقص تلك الصور الضبابية أمام مخيلتها ,تنتفض,ترتجف ,لا تدرك أتلك مجرد خيالات يقرر عقلها الباطن أنها حقيقة أم هي مجرد نافذة ما تطل منها بهدوء وسكون على أشياء قد تبدوا لها حقائق يغلفها الغموض
فتحت عينيها مرة أخرى على صوته يقول
الا زلتى مؤمنه بالصدف والأقدار
نظرت له في حيرة لا تدرى ماذا تقول أو ما هو رد الفعل المناسب لما يحدث
لم تجد كلمات مناسبة لتقولها
الصمت هو ذاك الحائر الأبدى ,نشعر بالرغبة إليه والهروب منه
وكان الصمت يشاركهما فنجان القهوة
كان يدخن سيجارته بصمت وينفث دخانها بكثير من الحيرة
رحل بعينيه خارج النافذة ينظر لتلك الأمطار المتساقطة ببطء
هو يعلم جيدا بأنه يركض ويركض ليكتشف بأنه يدور في فلك وجودها فيعود كطفل غاضب يمكث إلى جوارها لا يستطيع الهروب من قدرة فهي قدرة وقد استسلم له ولكن مازال الطفل الغاضب بداخله يعلن أحيانا التمرد ولكنه دائما ما يعود حين يشعر بالظمأ للحياة
يقترب منها حين تبتعد, يتلاشى بين حدودها ولكنه يخشى الاقتراب منها يشعر بأنها تجتاحه ,تحتل كل كيانه ,تمنحه كل أسباب الحياة ,يتوقف...... يرتجف..... يهرب لبعيد
لا ينظر لها يهرب من عينيها لأنها وحدها من استطاعت اكتشاف الطفل الذي يسكنه واحتضنته ومنحته الأمان ,يهرب منها حتى لا يبكى بين أحضان عينيها ,كلما رحلت كلما ازداد ضعفا ,الهروب هو الوعد بالعودة
يختصر وجودها كل الملامح ,تحتل كل الزوايا دون أن تكون هنا ,تصل لأعماقه وتتسلل بهدوء لما بين ضلوعه لتؤنس اغترابه عن الآخرين فهي الغريب الذي لا غربه معه
قطعت الصمت حين قالت له
خفت ليه
نظر لها وازداد شرود
نعم هو شعر بالخوف
ربما كان ينتابه الخوف من كل ما يحدث بينهما فهو لم يعتاد أن يكون طفل بين يدي امرأة
لم يكن معتاد على أن تحتويه أخرى وتحتله ويستسلم لها ببساطه
لم يعتاد على الاستسلام ,ومعها اكتشف بأنه لا يملك إلا أن يستسلم لها ويترك بين يديها مفاتيحه,هو لم يتركها لقد اكتشفها بين يديها
ربما لذلك قررا أن ينفصل عنها بهدوء بلا ضجة أو اختيارات
قررا الانفصال لأنه أحبها بعنف
كثيرة هي الأمسيات التي ننفرد بصمتنا ونشتاق صوت دافئ يؤنسها ولكن ليس دائما نجده فنعود للصمت
لا تذكر متى كانت أخر مرة خرجت من دائرة الصمت وتحدثت كما لم تتحدث من قبل
تشتاق للحديث من جديد فهناك الكثير والكثير لتقوله ولكنها مازالت صامته حتى أصبح الصمت هو الملاذ لها والصديق الوحيد في عالمها الجديد
نظرت حيث يرحل دخانه ..... ابتسمت .....
افتقدك
افتقد وجودك الطاغي الذي يملئ من حولي المكان ,قليلون هم من يملئون الأيام بوجودهم ويمنحونها مذاق مختلف
يوما ما سألتك أنستطيع أن نحتفظ بالتفاصيل الصغيرة بعيدا عن كل الأعين
ابتسمت وقلت ما اصعب أن تحب عاشقه للتفاصيل
في هذا اليوم أيقنت بأنه من الصعب أن نستمر معا ومن الصعب أن نفترق فما بيننا معادله حائرة
التفت له وقالت
لازلت احتفظ بتفاصيلك الصغيرة
بنظرة الحزن الدفينة التي تتركها في ركن بعيد من عينيتك وحيده حتى لا يراها احد ولكنى دائما ما كنت أراها عندما نلتقي وكأنها تستسلم لوجودي وتريد أن احتضنها لتهدئ
اعشق أناملك حين تداعب سيجارتك في لحظه أن ترحل بعينيك لبعيد
أحب رائحة دخان السجائر ولكن لا أدخن ولا أحبها بين أنامل اى رجل فهي خُلقت لبعض الرجال فقط
هكذا أخبرته وهى تنظر للدخان المتصاعد في لوحات سرياليه من بين أنامله ,كانت تعلم بان أسراره تسكن دخانه وهو حين يشاركها لحظات الصمت يترك لدخانه البوح فهو على يقين بأنها وحدها من تقرأ أفكارة ودخانه
أمسكت فنجان قهوتها ونظرت للفنجان وابتسمت , القهوة ليست مجرد مشروب إنها علاقة خاصة تنشأ ما بينك وبين تلك الرائحة المنبعثة من الفنجان,كثير من الأسرار تتركها بين حبيبات البن يحتضنها الفنجان وينتظر من يفهمها
قال لها في صوت لا تكاد تسمعه
أنا بس مستغرب كل ما اقول همشي لبعيد وتاخدنى الدنيا لألف طريق وطريق لحظة ما أحس أنى عاوز ارجع لنفسي تانى بدور عليك وارجع لحضنك ساعتها بس بترجع ليا روحي اللي كانت ضياعه واعرفني من تانى ما هو أصل كنت تايه ومن غيرك ماليش عنوان
كانت تبتسم وترسم بأناملها كثير من الخطوط على تلك المائدة التي تفصل بينهما
إحنا حياتنا قصاقيص من حكايات كتير بتتجمع مع بعض تعمل حكاية جديدة
يمكن عشان فيها تفاصيل كتير اكتشفنا إنها  زى لعبه بازل
لازم عشان تشوفها بوضح تجمع كل أجزائها جنب بعض
 يمكن نكون أتنين أتقابلوا قدر .... صدفه جمعتهم ,والحياة خدتهم لبعيد ومش عارفين هيرجعوا ولا مش هيشوفوا بعض تانى
ماشيين معاها وماشيه بيهم ,بينهم وصل غريب ووصال اغرب ,كل واحد فيهم سايب جزء منه في التانى زى مغناطيس ,لما بيتوة ويتعب ببدور عليه ويرجع ليه
عمر ما كان بينا معاد
بس دايما بنتقابل في المعاد الصح والمكان المضبوط أو بنعتقد أننا بنتقابل في الوقت الصح حتى لو اختلف التوقيت
أنت عارف إحنا زى ايه
قطعة أرابيسك ,كل قطعه لوحدها مالهاش معنى ,مجرد مربع أو نجمه أو مثلث بس لما بتتعشق في التانيه بتكون عاشق ومعشوق بيتكون شكلها وبتاخد قيمتها كل ما زادت تفاصيلها التفاصيل بتنادى الروح والروح بتعشق التفاصيل, إحنا ممكن ننسى حكاية أحداثها كبيرة وكتير ,بس صعب تنسى حد تفاصيلك أنت وهو  كتير ومتشابكة , التفاصيل بتنسج الروح بالروح زى قطعة الأرابيسك مايحسش بجمالها غير اللى عارف قيمتها
أنا وأنت كدا
تفتكر ينفع انساك أو تنساني
طلبت فنجان أخر من القهوة وكان صاحب المقهى قد اعتاد على انه لا يأخذ فناجينها من على المائدة إلا حين تغادرها هو لم يفهم لماذا طلبت منه ذلك ولكنه لم يهتم فهي تمنحه الكثير من المال حين ترحل لازال يعتقد بأنها مجنونه أخرى ترتاد المقهى ولكنه نوع غريب من الجنون
رسمت كثير من الأشكال على الورقة البيضاء أمامها وهى تحاول اكتشاف ما يجمعهما
كانت تستهويها نظراته الشاردة لأبعد ما يكون عن البشر
تحتلها تفاصيله
ابتسامته التي يلقيها في إهمال حين يحاول أن يكون متواجد في المكان وهو راحل لبعيد حيث لا يدرى احد متى يعود
حاولت أن تتحرر من التفاصيل وتتركها جانبا حتى لا تظل أسيرة لها
كانت تستند على أول جدار وتغمض عينيها وتدعو الله أن يحررها من لعنة التفاصيل  فهي أصبحت تحتلها
تغتالها
تتركها مرهقه
نعم أرهقتها تفاصيله فهو رجل يمتلك كثير من التفاصيل
وهى دائما ما تقع أسيرة للتفاصيل
تفاصيل لقائهم الأول
تفاصيل حوارهم الأول وذالك الاشتباك الذي حدث بينهم حتى اعتقد كل من كان معهما انه من الصعب أن يلتقيا مرة أخرى
تفاصيل .....تفاصيل
قداحته الصغيرة وعلبة سجائره المميزة اهتمامه مثلها بالتفاصيل وذاكرته التي تعشق احتضانها
نظرت له طويلا
أتعلم بان ما بيننا كثير من تلك التفاصيل الدقيقة التي لا يستوعبها سوانا
ما بيننا كثير من الدهشة التي جعلتنا ننظر لها ونضحك فلا يدرك سوانا لماذا تلك الضحكات
أدركت كم أنت رائع مع أول كلمات جمعتنا كانت كأمواج بحر اغرقتنى وما استطعت منها الهروب
اخذتنى من يدي لعالم أخر ممتلئ بالنشوة والسعادة والأحلام
معك اكتشفت عالم جديد لم أكن اعرفه من قبل لا مثيل له
أغمض عيني لاكتشف بأنك تملأ كياني وتتسلل إلى احلامى لتحتلها
ربما لكل ذالك كان قرار انفصالنا مدهش للجميع  ككل ما بيننا
كنت الوحيدة التي تستطيع التسلل إلى عينيك وتصفحهما بهدوء ....وحدي من كانت تستمع إلى صوتك فتسمع مابين سطورك ومالا تريد أن تقوله فتبتسم فيبتسم
أكاد امتد لأصل لكل شرايينك واحاوطك لأكون لك وطن
ولكن أبدا لم أكن وطنك فأنت لا تسكن لوطن
أتدرك معنى أن تنتمي للا انتماء
انه نوع من الوجع أو هروب من انك لم تجد ما يجذبك لتنتمي له
نحن ننتمي لما يستطيع أن يستوطن أرواحنا ننتمي لجذور نكتشفها تمتد في داخلنا
كل منا شارد في الفضاء يبحث عن ما ينتمى له وينتمي إليه

الحياة مزيج من الوهم والحقيقة من ألصدفه والقدر
من اللحظات اللا اختياريه واللحظات القدرية التي نندفع لها وتندفع لنا وان ضللنا الطريق ترشدنا لها العلامات
كان  لازال ينظر من النافذة ربما لم يستمع لها رغم انه يشعر وكأن حديثها يسرى في عروقه
اخذ يتمتم ويقول
وهل أرهق روحي وأتعبها إلا تلك العلامات
نعم فما يجمع بيننا هو الاقتراب من لحظاتنا الخاصة دون اقتحامها فأنت دائما ما تحتاج لمن يستوطن روحك دون أن يحتلها
إنها تلك المعادلة الانسانيه البسيطة أنا وأنت معا فنشعر بالونس والدفء
هكذا هو الإنسان يظل حائر في كثير من الملامح إلى أن يستوطن ملامح تسكنه ويسكنها
دائما ما اترك خطواتي للقدر بالطبع أفكر واخطط ولكنى مؤمن أن هناك دائما قدر يحيط بنا هو الذي يجمعنا بمن يشاء حين يشاء فنحن نلتقي قدر ونحافظ على بعضنا البعض اختيار
اتبع قلبي دائما ولا أتجاهل العلامات والإشارات فانا مؤمن بالإشارات التي تصل لكل منا ,هناك من يستطيع أن يفهمها والبعض لا يدركها أبدا
اشتاق الونس والحياة,ونس المكان ,ونس الأنفاس,ونس الجدران
كلما اشتقت لملمس جدران دافئ وقلوب تنبض بحب و ونس الروح اجمع ذاتي واجلس هنا حيث وعدتينى أن تكوني معي دائما , حيث تنتمي روحي فاستنشق الحياة من أنفاسك
اليقين لا يمكن تكذيبه,اليقين الذي نشعر به يتدفق في عروقنا هو الحقيقة التي يجب أن نصدقها وفقط وأنا دائما كنت على يقين بأنك ستعودى
تنهدت في إرهاق
حين ينتصف ألمك ,حين تهجرك كل الموانئ ,ويبتعد كل من كان بالقرب منك ,وتظل أمسياتك وحيده وان امتلأت بالبشر
سأسكن ما بين حرف مجنون وحرف يستكين بين أناملك وأنا ما بينهما معلقه أستجير بك منك وأشكوك إليك واترك حروفي على أبواب عالمك السحري لعلك تفتح الباب ذات يوم فتجد كلماتي غافية هناك
فانا حين ألقاك أصبح طفلة تداعبها كلماتك وتحنوا عليها أناملك
عالمي براح بأتساع الكون وأنا طائر يحلق بين أطراف سمائه
اعتدت أن اترك الأشياء تسير كما يريد لها القدر أن تسير ربما يكون القدر يكتب لنا أن نكون معا وربما يقرر أن نظل ما بين طرفي العالم وبيننا مساحات واسعة من الحنين والحلم والفراغ
أنا الآن لا استطيع أن أخبرك بأن يقينك حقيقة ووجودي بين طيات أيامك هو القدر
فأنا هي تلك التي تدور في فراغ كبير فراغ باتساع الكون من حولها تتمسك بكل أطراف الدائرة ولا تشعر بخيط واحد يشدها إلى الثبات
تتمايل الأرض من تحت أقدامها رغم أنها تقف ثابتة عليها لا ترتجف أو تتمايل معها إلا أنها تشعر بالدوار
أتعتقد بأنه يمكني اتخاذ قرار العودة الآن
انتظرتك طويلا وتمنيتك كثيرا وامتلأت اوراقى برسائل اكتبها لك ولكن أبدا لم تقرأها
أتدرك بأنك أبدا لم ترحل
ابتسم فهي لم تغادره أبدا
ضحك كل منهما فقد اكتشفا بان الجنون هو ثالثهما
ربما أكون كائن مختلف اشعر بان العالم سيحقق لى ما أريد يوما وسيمنحني امنياتى التي انثرها على شاطئ البحر واخبأها بين صدفاته واتركها تجوب العالم مع أمواجه وأنا على يقين بأنها ستعود ذات يوم
سأنتظرك حتى وان كنت لن تأتى سأحضر هنا كلما اشتقت لك سأجلس إلى طاوله تشبه طاولتنا هناك
سأشرب القهوة
سأشعل سيجارة
سأتحدث إليك وأنا على يقين بأنك هناك في المقهى البعيد
تشرب قهوتك وتدخن سيجارتك وتستمع لى وتبتسم
التقينا قدر وسنسير والقدر ,متى أراد عدنا
نهض كل منهما وترك بعض المال على المائدة ونظر طويلا لكل فناجين القهوة على مائدته وبقايا مشتعلة في المنفضة واتجه إلى باب الخروج ليسير في مدينه بعيده عن الأخر لعلهما يلتقيان ذات صدفه ,حين تدق ساعة القدر

05‏/08‏/2013

من جديد


الكتابة اليومية ...... عندما قررت أن أصبح جزء من "حوليات" كنت اعلم جيدا بان الكتابة اليومية لن تتفق معي ولن تصاحبني فانا والحروف ما بيننا صداقه غريبة لا نتفق أبدا ولا نختلف اكتب متى أريد وتعاندني الكلمات حتى تريد ولكن سحر التجربة كان كافي لأعاند ذاتي وكلماتي ربما لشهر رمضان طقوس وأوقات مختلفة لا تساعدك كثيرا على الالتزام اليومي والصفاء الكافي لمداعبة الكلمات واستحضارها ولكن ها قد انتهى الشهر وأتمنى أن أعاود الكتابة من جديد فهي تجربه مختلفة وشيقة

03‏/08‏/2013

حين تبوح الروح



البوح هو الجلوس على حافة العمر ومشاهده ما حدث لك مع شخص أخر
هو تلك الحالة التي تتخلص من خلالها من أحمال كثيرة أثقلت كاهلك
هو تلك الغرفة المغلقة بداخل كل منا ,يدرك جيدا بأنها تمتلئ بالكثير من الضوضاء والأوراق المهملة
لمن يفتح معه بهدوء بابها ويدخل ليعيد ترتيبها من جديد
البوح ليس مجرد كلمات ,انه أذن أخرى تستمع لك في اهتمام ومشاركه حقيقية لما تقول ,انه مكان ورائحة وذكريات تستمر وتدوم
البوح هو الذى يستطيع استخراج الكلمات منك وليس من تحكى له فنحن نحكى كثيرا ربما ليس بوحا ولكن تذهب الروح لمن يستطيع احتضان وجعها وهشاشتها دون أن تتهشم بين أنامله وإن رحل فلا بوح من بعده ,ليس لأنه لا يوجد من يستطيع أن يحل مكانه أو يقترب من مساحته بداخلك ولكن البوح هو الوليد الذي يرتبط بالحبل السري بأمه وإذا ما انقطع ذاك الحبل يظل مرتبط بروحها, يحب الكثير وينتمي للكثير ولكن لا يصبح ما بينهما أبدا تلك الرابطة السرية
البعض لا نفهم لماذا نحن معهم
لماذا نقبل عليهم بشغف ونشتاق لهم ونشعر بالسعادة حين نكون معهم
هي تفاصيل صغيرة لا نستطيع إقصائها عن ذاكرتنا لا نستطيع الرحيل عنها أو منها هي تسكنا ونحن ننتمي لها هي تفاصيل تتجاور لتصنعنا وتعيد تشكيلنا من جديد
ما أصعب أن يجمعك بأحدهم تفاصيل صغيرة
ما أصعب أن تتشكل الحياة بينكما من العديد من التفاصيل التي تتجاور في هدوء وبطء لتشكل لوحه تجمع تفاصيل كل منكما معا
لا اعلم إن كان صحيح ما اقول أم لا ولكن اعتقد إن للبوح قدسيه خاصة فالبعض لا يجيد البوح أو الحكى بالطبع يتحدث كثيرا ويمتلك الكثير من المقربين إلى نفسه ويحكى لهم ولكن البوح بما تمتلك الذات
الخوف,والرهبة,والحلم,والوجع ,والضعف والألم
لحظات الشجن والحنين ودموع القهر
لا يستطع يوما أن يصيغه في كلمات لأحد حتى وان حاول أو كان من المقربين له حتى تلتقي إنسان لا تدرى ماذا حدث أو كيف حدث فقط هو من يستطيع أن يجعل الكلمات كسيل لا ينتهي تتساقط أمطار غزيرة بكل مخاوفك وأوهامك وأحلامك وحالات الضعف والقوة وتلك الأشياء الصغيرة التي تخفيها عن كل العيون ,صفعات الحياة وكثير من الجروح التي تواريها عن كل العيون إلا من اختارته الروح لتبوح له
تستطيع القول أن الروح تدرك جيدا لمن تبوح
وتلتزم الصمت حين لا يكون هو معك
فالتجول في المساحات الفارغة المتروكة في روح كل منا هو رحله لا تستطيع أن تثق كثيرا فيما يترتب عليها
البوح مابين الغموض و الوضوح ,البوح مابين الراحة والوجع
كثيرة هي الكلمات التي تحملها الروح ,كثيرة هي أوجاعها التي تختفي خلف ابتسامات الحياة
تمتلئ الروح بملامح وتفاصيل الأيام ,أمواج عاليه تتلاطم على شواطئها تحتار أين ترسوا
نعم فتلك الروح الشفافة تحمل الكثير ,وكم تمنت أن ترتاح ولكن القدر له الاختيار الأول في أين يضعك على خارطة الحياة والأيام
فالكلمات هي التي تختار من يحتضنها وتختار من تحلق معه وحوله وله
انه البوح ..... السر ....والحكاية..... والتفاصيل
تلك اللحظات التي تستطيع تشكيل دائرتك الخاصة وحدودك من خلالها
بكلماتك الأولى تستطيع استباحة حدود روح الأخر فتلك الكلمات البسيطة هي التي تقول لك من يستطيع الاقتراب من روحك ومنك في صدق وهدوء دون أن يتطفل عليك أو أن يقتحم دائرتك الخاصة, بل هي التي تفتح له وترحب بوجوده بداخلها فهي معه حرة بلا قيود
ربما يمتلكون سحر خاص في احتضان الكلمات فترتمي في أحضانهم سريعا وبهدوء لتطمئن معهم
هل يُهدينا حدسنا إليهم..... هل ترشدنا عناية الله لهم ,لهؤلاء الذين يعيدون معنا كتابة السطور من جديد ويتركون كثير من تفاصيلهم الصغيرة بين سطورنا وعلى لوحاتنا وفى كثير من الأحيان على تلك الصور التي نلتقطها والألحان التي تداعب أروحنا في هدوء وشجن
فالأرواح لا تضل سبيلها عبر الأثير أبدا فهي تذهب إلى حيث تشعر بالراحة والسلام حتى وان ضلت ومضت لبعيد تعود حيث تطمئن