29‏/08‏/2013

رقصات بحبر بنفسجي


أتدرك كيف تتحول إلى كائن صامت حين تكتم حديث بداخلك لكثير من الوقت
حديث يمتلئ به عقلك وتتألم له روحك ولكنك لا تستطيع البوح به فليس هناك من يستطيع الاستماع لصوت الروح حين تتألم
أتتوقع أن يكون حديث هادئ مسالم وبسيط
أم انه يشبه البركان الذي طال ضغطه وانتظر الوقت الملائم طويلا للانفجار
انه انفجار الكلمات حين تتزاحم لتصل لحافة البركان حتى تخرج في شلالات مندفعة تُلقى الحمم في كل مكان
إنها الكلمات التي مكثت طويلا في ألم ووجع تحارب القيود لتنطلق وتتصارع مع تلك الأغلال التي لا تعلم لماذا أصبحت أسيرتها ولكنها لا تستطيع الا الاستسلام لها والصمت وفقط
انه الوجع الذي ينتشر في الروح ويمزقك في بطئ ويصرخ متى الخروج
دائما ما نكون بحاجه لتلك الأحاديث التي تستنزف ما بداخلنا من وجع وكلما طال الصمت زاد وجع الفقد
كم من الأمسيات مضت وأنت تحاول أن تحافظ على ما تبقى من سلام بداخلك
كم من المجهود تبذله لتحاول أن تتماسك ولا تنهار بكلمات تخرج منك صادمه لك ولمن يسمعها
انه صمت الوجع فلن يفهمك الكثيرون وأنت تفتش عن من يفهم صمتك الذي يجمع كل كلماتك
يخذلني صوتي فجأة ... يصيب الخرس كلماتي
اهرب للأوراق ,كثير منها مجرد كلمات تركتها ذات يوم على أوراق بيضاء لعلها تصبح في ذات حلم حقيقة
إنها مسودات للكلمات ومسودات للأيام التي مضت
وكثير من السطور الفارغة تنتظر ما يملئها .... تنتظر أن تولد عليها ذات يوم حياه .... تخرج من رحم الحكايات الكلمات فتتراقص في فرح على السطور
الحروف كثيرا ما تقرر أن تراوغك وتتلاعب بك وتترك حائر وحيد تشهيها في صمت وحيرة وتنتظرها حتى تمنحك قبلة الحياة فتنهض لتحتضن أوراقك وتنثرها كظلال بعيده على أوراق في انتظار أن تقترب منك لتصبح أوضح
الكلمات رسائل صمت
نكتبها في حيرة ووجع واحتياج لمن يحتضننا
نعم الكلمات التي ننثرها على أوراقنا هي صرخات وحيده تفتش عن من ينتشلها ويحتضنها ويربط عليها بحنان
كلما بكت الكلمات على الورق تألمت الروح بين الضلوع فليس كل ما تشعر به تستطيع الكلمات وصفه هناك الكثير الذي تعجز عنه الكلمات
هناك الكثير الذي يعلم جيدا بأنه لن يخرج أبدا الا يحين يحتضنه ذاك الصوت الونيس
فهل يحتضنه ذات يوم قريب صوت ونيس أم انه سيظل غريب بلا ونس ولا رفيق للروح
أتدرى كيف تصبح الروح غريبه
إنها تصبح غريبه حين لا تجد من يستمع لما لا تقول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق