27‏/08‏/2013

حين تتحدث الزهرة البيضاء



كثيرا ما كنت تقرر النهوض واستعاده ما فقدته في دربها الطويل ولكنها كانت تفشل دائما وتعود وحيده ,باكيه ,تحتضن ضعفها وانكسارها وتجلس في صمت تبكى وحدها لا تستند على احد

دائما ما كانت تشعر بوحدتها تحاوطها في غرفتها المغلقة بلا أبواب
كانت تفتقد أنفاس دافئة تؤنسها وقلوب حانية تحتضنها
أيدرى احدهم معنى أن تظل هنا وحيد ,تتلمس الجدران ,يمضى المساء ويأتى النهار .......... مجرد دوائر متتالية تتعاقب على جسدك الذي تلقيه في إهمال على فراش فارغ......... صامت...........
كل ما تعمله أنها ستنهض.......... يوما ما ستتمرد على كل تلك الخيوط التي تربطها بتلك الأرض وتحلق في السماء عاليا
ستمكث في الفراغ الذي تمتلكه بين كل تلك الأشياء التي تنتمي لها
تلك الأشياء التي يزدحم بوجودها عالمها الفارغ
هي تحتاج لهدوء يسكنها,لسلام داخلي يسمح لها أن تستعيد توازنها من جديد
ستحاول أن تقوم بترتيب أوراقها وأيامها وتلك الصور التي تزدحم بمخيلتها وتتصارع لتقفز في المقدمة ولكنها دائما ما تفشل وتعود مُنصاعه لرغبتها في الوحدة والهروب من عالم قرر لها وحدتها ورسم حدود حياتها دون اختيار منها
ربما هي كانت مشوشة لا تدرك شئ عن حياتها ,كل ما تدركه أنها تسكن كثير من الافتراضات والاحتمالات ,تبحث عن أسباب وعلامات وإشارات
هي وحدها التي تفهمها وتدرك معناها
ربما لا يفهمها كثيرون ولا يدركون بماذا تفكر وكيف تستسلم لأفكار واحتمالات يرونها واهية وصور وهميه لا يراها سواها
ولكنها اعتادت رفضهم لها ولكل ما تنتمى له فهم لا يدركون شئ ولن يدركون أبدا هي وحدها من يفهم لماذا هي وحيده ولماذا هي تجلس هنا مع زهرتها البيضاء فهي التي تفهمها وتستطيع أن تدرك حالها من لمستها لأوراقها
تنظر لتلك الأوراق تبحث عن بداية لكلماتها معها, تفتش عن كلمه تنطلق منها الحروف والكلمات ولكنها تظل صامته
تنظر لزهرتها في حزن وصمت وتمنحها قطرات ترويها وتتركها لعلها تستطيع أن تغمض عينيها قليلا
تغمض عينيها في محاوله لتتذكر متى هي المرة الأخيرة التي كانت بخير فيها
متى كانت تمتلك القوة التي تستطيع من خلالها أن تستعيد توازنها
هي تعلم بأنها وحدها من يستطيع أن يستعيد توازنه ولكنها لا تعلم هل مازالت تستطيع ذلك أم أنها فقدت القدرة على الوقوف مرة أخرى والسير في دربها من جديد
انه الوجع الذي ينتهى عند خيوط الصباح لترسم ابتسامه على شفتيها وتسير من جديد
هي وحدها الذي يعلم أن الشتات الذي يحتويها هو الذي ستولد من بينه من جديد
هي كزهرتها البيضاء ........ شفافة ولكنها قويه
كوني انتِ أيتها الراحلة في دروب الحياة تبحث عن ميناء
القي أعبائك وانطلقي على شاطئ بعيد..... ابحثي بين أصدافه عن السر الذي تحمله إحدى الأصداف ولن تبوح به الا حين تجديها
اطلقى العنان لروحك لتنطلق وتداعب قطرات الندى وتُقبل معك الياسمين
ابحثي عن الانغام التي تنبعث من داخلك واتركي لها العنان لتشدوا من حولك ولك وحدك
يوما ستدركين بأن عالمك باتساع الكون وبأن أزهارك البيضاء ستنبت كثير من الأزهار إلى جوارها وستمتلئ حديقتك بكل ما تشتهى ستثرى الفرحة من حولك وستحتضنك دنيا مختلفه هي ملكك وحدك
ابحثي عن الألوان البراقة وانثريها في عالم جديد ومختلف انتِ من يستطيع أن يصنع حدوده ويلونه
حلقى في سماء الحلم وطيرة مع الفراشات
اقفزي في تلك الأمواج الناعمة واتركيها تداعبك
انظري جيدا من حولك فهناك الكثير من القلوب التي تنتظر أن تركض معك في مروج حالمة
حلّى قيودك وانطلقي ,اكسري تلك الأغلال التي تحاوط معصمك ,كوني أنت وتخلصي من كل الخوف من المجهول ,الخوف من الغد فلنا اليوم والغد سننظر له حين يصبح اليوم ,كوني كما تحبي أن تكوني فلم يعد هناك وقت للندم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق