24‏/08‏/2013

العمر حقيب سفر


عن ماذا تتساءلين يا سيدتي ,عن وجودي بين ساعات يومك, أم عن كياني الذي يسكن كيانك
أنا المنتصف ما بينك وبين كل شئ
ارحل معك حين ترحلين
وأعود إليك وقت العودة ,نغادر تلك المدن الغريبة عنا ونفتش عن مدينتنا العتيقة ,تلك المدينة التي تركنا ذات يوم على أبوابها بصمات من أرواحنا
نحن الغرباء في تلك المدينة البعيدة ,نسير في دروبها ونتجول بين شوارعها نتلمس جدرانها ونتنفس رائحتها
سيسرقون منا مدينتنا أيتها الغريبة
سينتظرون أن نغفو على مقعدها الرخامي حتى يسرقون الحلم من أعينا ويتركونا بلا حلم
آلا زلتي تحملي الحلم في حقيبة سفرك
آلا زالت أوراقك تحتضن أحلامك
افتقدك حين يأتي المساء ويرحل الجميع ولا يظل إلا ليل المدينة وسماء بعيده تنتظر حضورك
لم اطلب الكثير من الحياة ,لم أكن انتظر أن تصبح ورديه وتتحقق الأحلام
كنت انتظر حضورك كما فكرت وتمنيت
أتدرين يا سيدتي انه حين نقترب من الإنكسار لا ندرك اى شئ بعده
نحاول العودة ولكن نجهل الطريق
يصيبنا التبلد........... الصمت..... الفراغ الداخلي
ينعدم تصالحك مع ذاتك
نتأرجح ما بين كل شئ ونقيضه
نقترب من روح الموت ونحن هنا لازالت تداعبنا الحياة
تتلاطم الأمواج على شواطئنا
لم نعد نستطيع أن نحصى المرات التي تجولنا فيها بين الطرقات نبحث عنا بينها
عن جزء منا, فأنت تعلم بأنك لن تجد نفسك إلا هنا بين دروب تلك المدينة وملامح سكانها
أتبحثينى عنى هناك
لا تحاولي اكتشاف مكاني بين الدروب البعيدة فانا ما عدت اعرف من أكون حتى تجدينى
ربما إن وجدتني أعود ,ربما حين اعرف حدودي في تلك المدن الواسعة أعود
اشتاق مدينتنا واشتاق لكِ ولكنى لم اعد اعرف من أكون
عندما يباغتك إحساس بأنك تحمل بداخلك شخص أخر تنتمي له بشكل ما ولكنه مختلف عنك ,يجذبك إليه كثير من الأشياء
وأيضا ينفرك عنه كثير منها
تعتقد أحيانا بأنك تركته في مكان ما بعيد عنك وعدت حيث تكون ولكنه يباغتك كل حين وأخر ويظهر لك ويجالسك وكثيرا ما يتغلب عليك ويفرض وجوده لفترة ما ويختفي كما جاء
يتركك في حيرة من أمرك واندهاش
كيف يأتى ومتى يرحل
أتستطيع أن تستدعيه متى شئت, أم أن له إراده خاصة مستقلة لا تنصاع لرغبة احد غير رغبتها هي الخاصة
عندما تصبح حياتك بسيطة ومعقده في ذات الوقت
حينما تتحول ابسط الأشياء لأكثرها تعقيدا وتتحول الأشياء التلقائية لأشياء مركبه,من الصعب أن تستطيع شرحها ببساطه لشخص ما
ليتنا نستطيع القفز فوق كل تلك الذكريات والأيام والسنوات
والوصول لما نريد ببساطه دون المرور بكثير من العوائق التي ربما يكون من السهل تجاوزها ولكنها تترك الكثير من الألم خلفها
نشعر أحيانا بالخوف ونحن نمضى في دروبنا وحدنا نشعر بالخوف من أن نضل الطريق ولا نستطيع الوصول أو العودة
ولكننا رغم الخوف يجب أن نستمر ونسير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق