02‏/12‏/2016

من خلف زجاج الروح


كثير من الأشياء تتراكم في عقلي ... تتصارع، تقتل ما تبقى منى، لم أعد املك إلا الكتابة حتى أتخلص من الصراع الدائر بداخلي، إنها الكلمات رفيقي ألان فلم يعد لي سواها، كل ما أكتبه لا يعنيني بشيء ليس إلا مجرد كلمات لا معنى لها، نزف الكلمات كثيرا ما يؤلمني، ولكن لم يعد لي خيار أخر.
لا أعلم من أين لي بكل تلك الثقة واليقين بأنك ستقرأ كلماتي يوما، بداخلي زحام لم أعد أستطيع التخلص منه بسهوله، إنه تراكم السنوات الماضية التي أمضيتها صامته، أفتش عن إجابات حتى أتعبني التفتيش والبحث وقررت الصمت.
كل الصباحات مُكررة، اشعر بثقل في جسدي، كل صباح تتملكني تلك الرغبة المُلحة في البقاء دون حراك، لا شيء يستدعى النهوض أو البداية فستمضى الساعات مملة وطويلة، وحيده وفارغة.
كثير من أكواب القهوة وتلك الكتب المتناثرة التي اقرأها، يمضى الوقت طويلا، كثير من التشتت يعتريني كل صباح، أتدرى ليتك أضعتني في غُمرة زحام الأيام، يمضى بي الوقت وأنا أُحدق في الجدران.
كم تمنيت أن تظل هنا ولا أحتاج لأن أُرسل لك رسائل مجهولة حين تضيق بي الحياة، أفتقدك بالرغم من أنك أبدا ما كنت هنا، تمنيت أن أستطيع أن أجلس إلى جوارك، وأحكى لك ما يؤلمني، أحكى لك حديث ظل طويلا على أطراف شفاهي يأبى الخروج، فقد كان ينتظرك.
سأحكى وستحكى ثم ينظر كل منا للأخر ونضحك تلك الضحكات المؤجلة، اشتقت لأحاديث طويلة دافئة بيننا، ليتك تشتاق لي كما أشتاق لك، اشتقت لأحاديث بلا هدف مجرد حكايات وأُمنيات، مازال يراودني أمل بأن ما كان بيننا لن يمضى وينتهي.
شيء ما في حاجه لأن يجد طريق أمان للخروج من القلب حيث ظل طويلا أسير تلك الجدران الباردة، احتاج للبوح، لا أحتاج ألان سوى الرحمة منك يا الله.
لم أكن أُدرك بأنني سأستطيع أن أُمارس كل تلك القسوة على نفسي قبل أن أُمارسها عليك، ابتعد عنك، أتجاهلك ها أنا أُحقق لك رغبتك الدفينة التي  لم تبوح بها، كانت بداخلك دائما، كنت أشعر بذلك، لا احد يشعر بالألم الذي يعتصر قلبك، لا احد يدرك إلى اى مدى تمضى ليلك باكيا، عجزت عن فهم ما يحدث، من الصعب أن تجهل ما يحدث من حولك، من الصعب أن تنتظر تفسير لأشياء كثيرة، إلا أنك لا تجد في النهاية إلا التجاهل وعدم الاهتمام، وكأن مشاعرك وألمك لا يستحق بعض الوقت للحديث.
أتعلم..... من الصعب إحساسك بأنك لا تساوى مجرد دقائق يتوقف فيها احدهم ليحادثك، لا تستحق قليل من الاهتمام، كل ما ستجده لا شيء، مزيد من التجاهل والإهمال، مزيد من الألم الذي لن يهتم له احد.. فأنت لا تستحق، كنت مجرد عابر لمينائهم لبعض الوقت وقد مضى الوقت.
ماذا تنتظر؟ .... ارحل، لم تكن سوى وقت أو زمن... ثم لا شيء، ربت على كتفك وقل لا تبكى، فلم تكن شيء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق