13‏/12‏/2016

الغربة في جوف الحياة


سأحكى لك ...سأخبرك عن تلك الضوضاء التي أغرق فيها، عن ذاك الصخب الذي يعلوا من حولي، سأخبرك عن تلك الروح التي تُقاوم حتى لا تموت، سأخبرك عن تلك التي اشتهت الحياة، فما استطاعت أن تصل حتي لأطراف الحلم.
لا زلت أرى عيناك ملاذي الأخير، لا زال كتفك موطني، اتكأ عليه حين يخذلني العالم وارسوا على شاطئه حين أصبح وحيدة.
نهاية عام ...نهاية حكاية...نهايات تتابع وتتلاعب بأعمارنا.
يقولون لا بد من نهاية لتكون هناك بداية، تمتلئ النهايات بكثير من الأحداث، أتدرك بأن أصعب النهايات موت الروح رغم الحياة، أدرك يا صديقي بأن روحي منهكة ولا سبيل لأن أمنحها السكينة.
هل أخبرك عن ذاك الفراغ الذي سقطت بداخله دون اختيار؟
أو لعلني امتلك جزء من الاختيار ولكنه لم يكن اختيار كامل، هناك اختيارات تدفعك لها الأقدار لتختارها، تلك الفترات الطويلة التي أمضيتها وحدي جعلتني ألوذ بالصمت كثيرا واهرب للكتابة اغلب الوقت، فالكتابة تنتزعني من صمتي وترتب معي ما بعثرته الحياة بداخلي لعلني أصل للسلام.
أكتب لأصرخ، تتحول كلماتي لصرخات تشق السكون من حولي، مُشتتة أنا، هائمة بلا سبيل ولا دليل، ليتني أدرك إلى أين يأخذني دربي لعلني ارتاح.
أدرك بان يوما ما سأنطلق في بداية حقيقية، لحظة ميلاد أُولد فيها من جديد
سيرسل الله من يسند قلبي ويخرجني من عالمي الفوضوي لعالم أُرتب أركانه كما أريد.
هل استحق ذلك؟
هل استحق أن يكون هناك من يمنحني ما افتقدته، أم أنني لا استحق؟
أتعلم يا صديقي دائما هناك هاجس يُخبرني بأنني استحق، بأن ذلك سيحدث
أم تُراني بحاجه ماسه لتلك النبوءة فيرشدني حدسي لها.
لا اعلم..... سأتركها للأيام هي من ستجيب على حيرتي، تراودني دائما فكرة البداية الجديدة، دائما ما أراها كحلم، ربما أو حقيقة أو حتى مجرد أمنيه، ولكني اعلم جيدا كيف ستكون.
هذه الفكرة المجنونة تظل تعبث بي في كل مساء، كثيرا ما اشعر بأنها ليست إلا مجرد أمنيه، عالم موازى الجأ له هروبا من عالم ارفضه ولا أستطيع منه الفرار، نبحث دائما عن طوق نجاة نتمسك بأطرافه حتى لا نغرق، لا اعلم أتستطيع أن تتمرد على حيرتك وتشاركني اكتشاف العالم من جديد، هناك الكثير من الحكايات تنتظرك، لا اعلم إن كنت يوما ستستمع لها أم أنها ستظل مجرد حكايات شاردة؟
ما الذي يجعلني أراك مميز عن سواك؟
ما الذي يجعلني حين اعجز عن الكلام اهرب لك؟
حين يوشك العالم على الغرق من حولي تصبح أنت طوق النجاة، لم اعد اهتم كثيرا، ينتهي العالم أو يغرق أو يبدأ من جديد، لا اهتم، سأكتب وسأترك كلماتي هنا لعلك يوما تجدها أو لعلك تقرأها ألان.
كم افتقدك؟
افتقد صوتك، لا داعي للكلام فلن يتغير شيء، رغم الكثير من الحكايات وكثير من الأحاديث، يصبح الكلام ثقيلا والحروف غريبة، ستقف الأقلام حائرة على السطور لا تعلم ما الذي تكتبه، ستأتي أوقات سنضل فيها الطريق ولن نهتدي إلا حين نكون معا، سنكون على ذات الدرب نسير، سيكون ذلك كافيا، سيكفينني انك هنا، يكفيني بأنك حلمي الوحيد.
كيف كنا؟
من أنت حتى اشتاق لك كلما ضاقت بي الدنيا؟
ليتك تستطيع أن تخبرني من أنا؟ ومن أكون؟
كم تمنيت أن اكتشفني من خلالك؟
أراني بعيونك، انتظرك وان طال الزمن فيوما ما سيكون هناك لقاء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق