18‏/12‏/2016

يوميات ليس لها نهاية

تسلبنا الحياة أرواحنا وتلقينا على درب من الشوك لنسير بلا دليل.
كيف كانت البدايات؟
 ولماذا كانت؟
لا أدرى.... كل ما أدركه انه صراع دائم ما بيني وبين الحياة حتى لا أخسر، فالخسارة هنا تعنى أن أخسر كل شيء، كان يجب أن أتغير حتى أمضى في الدرب، كان يجب أن أتخلى عن تلك العفوية التي كنت أُمارسها ببساطه، ولكن مع الوقت اكتشفت بأنها لم تعد تصلح لهذا الزمان.
تركت تلك الطفلة الفوضوية ورحلت عنها، فهي لن تحتمل مشقة الطريق الطويل، تمنحك الضربات المتتالية قوة، تنتزع من داخلك ضعفك وتتركك وحدك لتصُد ما سيأتي دون كلل أو ملل، لا تملك إلا أن تُغمض عينيك وتسير وحيدا في تلك الأمسيات الطويلة ، تبتسم ابتسامه خافته، تفتش عن بقايا حب كنت غرسته ذات يوما بداخلك وتركته ورحلت قبل أن ينبت، تتجول في مدينتك، قلب مهجور، روح خذلتها الأيام وبقايا من أشياء متناثرة هنا وهناك.
ضوضاء تحاوطك، كثير من الصخب الذي لا تفهم منه شيء، مجرد أصوات صاخبة، تمزق صمتك وتصارع البقاء، حتى وان كانت لا معنى لها.
حين تشتهى الرحيل حيث لا مكان ولا عنوان تبدأ في إدراك بأنه لم يعد لك مكان تنتمي له، تظل صامتا تراقب تلك النجوم البعيدة التي تُرصع السماء من حولك، تحاول أن ترى ما خلفها أو تفتش عن نجمتك الهادية بينهم، تتمنى أن تهرب لبعيد ولكنك تكتشف بأن قدمك مغلولة للمكان، تقف حيث لا عودة، فمن الصعب أن تعود بعد أن قطعت كل تلك المسافة من الطريق
ربما لا تعلم إلى أين ينتهي ولا متى؟
ولكنك تعلم بأنه لم يعد هناك مجال للعودة، ربما لأنك لم تعد تملك شيء أو تنتظر شيء، تفضل الرحيل عن العودة للبداية، تسير ودربك، ليل طويل، برودة الهواء تجذبك لعالم اليقظة من جديد، تلك البرودة التي تجعلك تستعيد من جديد انتباهك وتعود من عالمك السحيق لواقعك الذي تقف على أرضه
يُغلف صمتك حيرة لا يفهمها إلا من يدرك روحك ويقف على أعتابها.
تقف بعيدا، تراقب تلك المسرحية الهذلية التي تدور من حولك، تضحك بسخرية ولا تملك إلا أن تُكمل تلك المشاهد العبثية التي تدور أمامك، تبتلع كلماتك وتصمت.
من خذلنا؟
هل خذلتنا الحياة، أم نحن من خذلنا أنفسنا؟
تؤلمني تلك الغصة التي في قلبي، فما أصعب أن تخذلك الأيام، لم يعد لك إحساس بشيء، فقدت الرغبة في البقاء، ليتنا ندرك كيف يأتي الفراق؟ وكيف نفترق؟ لربما استطعنا الابتعاد عن ذاك الدرب الذي يقود إليه.
تلك اللحظات التي تمتلئ بالوجع والحيرة والصمت، ليتنا كنا نستطيع أن نعيد صياغة الحكايات من بدايتها لنكتشف كيف اللقاء، ونبتعد عن كل ما يوصلنا لنقطة اللا عودة، فهي لم تكن سوى رحله من مجهول لمجهول.
ربما ما يجعلنا نتألم هو الإفراط في التمني وانتظار النهايات الوردية، كثير ما ترهقنا الدروب التي نجهلها فنحن نسير دون هداية، لم تعد لدى طاقه، ربما استنزفت طاقتي في اللا شيء، فلم يعد لدى شغف لأعاود السير في درب جديد، لم يعد لدى شغف لاكتشاف عالم جديد أو أشخاص جديدة
تلك المشاعر التي اجتاحتني طوال الطريق أصبحت عبئ لا استطيع احتماله.
هل كان يجب أن استسلم منذ بداية الطريق؟
وينتهي كل شيء لمجرد حياه تبدأ وتنتهي، أم إنني كان يجب أن انتبه سريعا واقف وأعاود التفكير. 
 إلى أين يأخذني الطريق؟
 وأعود لأبدأ طريق جديد ودرب أخر يقودني حيث أريد، أم أن النهاية كانت معلومة منذ البداية، فلم اهتم كثيرا أي طريق اسلك حتى أصل لها، لم اعد بحاجه لأن امضي في طريق مختلف فكل الدروب واحدة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق