13‏/12‏/2016

وهج البدايات


ستظل البدايات دائما حمقاء وغبية، كل البدايات حمقاء ...مُبهرة حيث يختطفك بريقها حتى انك لا تُدرك ما الذي يحدث، تنجذب لها وتسير بلا هُدى ودون تفكير.
هل كان من الأحسن لنا أن نتجاهلها وندير لها ظهرنا ونرحل دون اكتراث؟
أتدرى شيئا، لم تكن هناك أبدا بداية محددة فمنذ الكلمات الأولى وأنت اقرب لي من روحي، لم تكن بدايتنا سوى مغامرة لا نعلم إلى أين ستصل بنا، لن اكذب عليك وأقول بأنني فكرت كثيرا وقررت خوض تلك المغامرة معك، فانا لم أفكر ولم اتخذ قرار، كان مجرد حديث عابر انتهى وأنا متورطة بك إلى ما لا نهاية، أتدرك تلك اللحظة التي تكتشف روح تطابق روحك فتتفهمها وتحتويها.
يقولون بأن البدايات لا قانون لها، ربما لا اتفق تماما مع تلك العبارة ولكن اعلم بأن البداية قدر والطريق قدر، وبأننا التقينا في التوقيت الذي حدده القدر لنا، تتمتع البدايات بقدر كبير من الجنون والشغف والاندفاع، لا نفكر أبدا فيما سيحدث حينها، لا نضع حساب للنتائج فكل تلك الأفكار لا تقترب أبدا من بداية، لازال حديثي وإياك محض صدفه لم نعلم حينها كيف سيأخذنا الطريق.
ليت البدايات تمنحنا نافذة نطل منها على مصائرنا، ربما كانت اختلفت النهايات، لا اعلم إلى ألان كيف اقتحم كل منا حياة الأخر؟
كيف اطمئن كل منا للأخر رغم أننا أبدا ما كنا نطمئن بسهوله للأشخاص؟
ولكن معك كان الأمر بسيط، مجرد إحساس بأمان وكثير من الحكايات دون خوف أو تفكير لمجرد انك أنت فقط، كانت تلك البداية كحكاية جميله بين قوسين في حكاية حزينة طويلة، لم أكن موفقه أبدا في اختياراتي السابقة، ربما لأنها كانت اختيار وكنت أنت قدر.
كانت كلماتي هشة ومرتبكة وخائفة ينقصها الكثير، حتى كانت لك فأصبحت حقيقية، صادقه، واضحة، قويه.
ربما لازلت لا أستوعب بدايتنا، ربما تساءلت كثيرا إلى أين ستأخذنا، أتصدقني حين أخبرك بأنني ما عدت انتظر الإجابة، رغم كثير من الفضول الذي يدفعني لتخيل ماذا ستقول أو بماذا تفكر، أو كيف سيكون انعكاس روحي في روحك، أتعلم شيء كل ذلك غير مهم، المهم أننا هنا معا.
مضى كثير من الوقت على البداية، كثير من الأحداث والوجوه، كل شيء يختلف ألان عما سبق، فانا لم اعد أنا، كثير من الأشياء اختلفت بداخلي، كثير من الوجوه تبدلت، الحقيقة الوحيدة التي لم يتغير إيماني بها هو أنت
ما الذي حدث لنا يا صديقي؟
لست راضيه عما وصلنا له، لست راضيه عن تخاذلنا في الاحتفاظ بأرواحنا قويه كما كانت.
هل أصبحت أرواحنا مثخنة بالجراح التي ما عدنا نستطيع منها الفرار؟
هل أصبحت جراحنا غير قابله للشفاء حتى أن ابسط الكلمات كافيه لان تفتحها من جديد لتنزف ونتألم؟
كنا نعتقد بأن الجراح قد برأت وما عاد متبقي منها سوى بعض الندوب
ولكن كنا مُخطئين.
ما الذي حدث؟
 لماذا انكسرنا هكذا وما عدنا نستطيع المقاومة؟
افتقد تلك الطفلة التي تحتضنها بصمتك وتربت على رأسها بلطف وتطمئنها، أتعبتني تلك التفاصيل الصغيرة بيننا ...أرهقتني.
دائما ما أفتش عنها في كل حديث وكل مكان وحين لا أجدها ارحل بهدوء.
أتدرك معنى أن يمر عمرك كله في شهور قليله هي البدايات، كان صوتك ينتزعني من كل الدنيا ويمحو سنوات عمري ويعيدني طفله تلهوا وتعبث وتشاغب، وحين تتعب تركض إليك وتضع رأسها بين ذراعيك وتحكى لك ولا تمل أنت من حكاياتها، كان حبك معجزتي وحكاياتي التي ما استطعت أبدا أن أنساها أو احكيها لأحد.
معك كنت الطفلة والمراهقة التي تعترض على كل شيء فتستقبلها بابتسامه وتمنحها الأجوبة على أسئلتها الحائرة، كنت تلك المرأة التي تسير إلى جوارك سعيدة باحتضانك كفها الصغير بين كفك، وترقص معك وتغفوا بين ذراعيك مطمئنه.
هل كانت الحياة عادله حينما جمعتنا في تلك المدينة البعيدة دون ترتيب؟
هل كانت عادله حين جمعتنا وهى تدرك بأننا لن نظل معا وسنفترق؟ سيرحل كل من في طريق ولمدينه بعيدة، لم تكن أبدا عادله أن تجمعنا وعلى حين غفلة منا تقرر أن لكل منا طريق، ونصبح غريبان في دروب مختلفة، تجمعهم لحظات لنتبادل السلامات والابتسامات الباردة ونرحل.
هل كان يجب أن تكشف لي عن رحيلك لاستعد له؟
هل لو كنت اعلم بأنني سأتألم كل هذا الألم ما كنت سأندفع معك خلف وهج البداية؟
ليتني كنت تجاهلت حكاياتك وما استمعت لها، أغمضت عيني عن أحاديثك وتجاهلت محاولات التقرب، كان على المضي قُدما حتى لا يطول اللقاء ولا يعود هناك مجال للعودة.
ما الذي جعلنا نقترب؟
ما الذي يجعل تلك الخيوط الخفية تمتد لتصل ما بين اثنين يجهل كل منهما من الأخر؟
كيف لنا التعلق بشخص ما جمعنا معه لقاء قصير؟
نعاود معه ترميم أرواحنا المُنهكة، وإعادة بناء الجسور ما بيننا وبينهم.
ما الذي يجعلني ألان أفتش عنك في كل الوجوه؟
ابحث عن صوتك في كل الأصوات.
لماذا ألان أصبحت أتساءل بعد كل حديث هل صاحب الحديث يحمل قلبك؟
هل يمتلك عقلك ورجاحته؟
وأسارع بالإجابة بالنفي فمثلك لم يخلق بعد، تمر الأيام بطيئة ....لا شيء فيها.
تمنيت أن أهاتفك هذا المساء لأحكي لك انكساراتي ونختم حديثنا بضحكات صاخبة، تمنيت وتمنيت وانتهت الأمنيات لأغمض عيني وأنام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق