07‏/11‏/2008

الى من علمنى كيف تكون الحياه

مازال في قلبي بقايا حزن دفين يسكن في ركن بعيد، فهناك أثار من عطرك تحاوطني، وبقايا الدخان مع ما تبقى من رماد سيجارتك الأخيرة احمله بين ضلوعي، بقايا من صوتك تحاوطني، بقايا من حضن دافئ احتميت بداخلة من غدر الأيام، ما زلت أتلمس أناملك في خيالي تداعب خصلات شعري وتهمس صغيرتي لا تحزني فمازلت هنا ولن أغادرك أبدا، ولكنك غادرت وتركتني
وعدتني و أخلفت الوعد، وعدتني أن أجدك كلما احتجت إليك وما عدت أجدك، وعدتني أن أريح راسي على كتفك متى تعبت، وها أنا متعبة ولا أجد كتفك أريح راسي عليها، وعدتني أن تضمني بقوة متى شعرت بالخوف، وها أنا خائفة ولا أجد ذراعيك تحاوطني وعدتني أن أبقى أبدا طفلة لا تحمل أي هموم، وها أنت رحلت وتركتني تتقاذفني الأمواج
لماذا كنت؟ ولماذا رحلت؟ لماذا أتيت؟ ولماذا ذهبت؟
جعلت كل شيء في حياتي له معنى، علمتني كيف تكون الحياة، كنت الأخ، والصديق، والرفيق، كنت الأمان، معك كنت أغمض عيني و أنا مطمئنة لأنك كنت إلى جواري تحميني، وها قد كبرت الطفلة بعيدا عنك، طالت قامتها دون أن تراها تكبر وتطول، تلك الطفلة التي كانت تسكن قلبي و أنا معك كبرت، وشاخت، و أنهكها الزمن، أنهكتها الأيام، أنهكها رحيلك، رحيلك الذي اعلم جيدا انه بلا عودة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق